wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
تقرير عن دورة تجديد الخطاب الدينيي المنعقدة في اسلام آباد – باكستان

تقرير عن دورة تجديد الخطاب الدينيي المنعقدة في اسلام آباد – باكستان

اكتملت بحمد الله اعمال الدورة التي نظمها المنتدى العالمي للوسطية بالتعأون مع أكاديمية الشريعة في الجامعة الإسلامية العالمية باسلام اباد بعنوان تجديد الخطاب الديني في الفترة مابين 7-8 من يناير 2015م والذي شارك فيها أكثر من 120 عالماً من خطباء المساجد والأئمة والوعاظ والمرشدين ومعلمي التربية الإسلامية من مختلف المذاهب والمدن الباكستانية، حيث افتتحت الدورة بآيات من الذكر الحكيم تلاه كلمة افتتاحية قدمها الدكتور سهيل حسن مدير عام أكاديمية الشريعة، والتي رحب فيها الضيوف الكرام، والمشاركين في الدورة وأكد على أنه من خلال هذه الدورة لا يُقصد تقديم دين جديد أو مخالفة ما جاء الإسلام به وإنما القصد من هذه الدورة هو حل مشاكل العصر الحاضر بطريقة مطابقة للواقع وليس بالطرق القديمة؛ فنحن نعيش عصر الاتصالات الحديثة والإعلام الالكتروني الذي جعل من العالم قرية مصغرة تأتينا أخبارها بسرعة قياسية. وزاد على ذلك سعادة الدكتور بأن ما سيرد في هذه الدورة سيكون في نطاق ما جاءت عليه النصوص بالقران والسنة وأن الآراء التي تناقض أسس الإسلام لن تُقبل أساسا وأن الدورة ستبين وسطية هذا الدين والذي ينفي الإرهاب والغلو وكذلك فهو دين ينتقد التفريط والغوص في أعماق ملذات الدنيا دون الإهتمام بالجانب الروحي وأكد بأن على العلماء أن يواكبوا العصر وأن تكون معلوماتهم معاصرة حتى يستطيعوا أن يحوزوا على أذان منصتة لهم وتكون آرائهم مقبولة لدى المجتمع المعاصر لذا فستركز الدورة على بيان المسائل الفقهية المعاصرة التي تحوز على اهتمام المجتمع وكذلك بيان اجتهادات وآراء العلماء المعاصرين في كثير من المسائل حتى يتعرف المشاركون على طرق جديدة للاجتهاد وحتى يستطيع المشاركون التباحث مع المحاضرين في الدورة وتبادل الآراء معهم حول القضايا المعاصرة وما يخص وسطية الإسلام.
وبعد ذلك ألقى الدكتور محمد طاهر منصوري رئيس الفرع الباكستاني للمنتدى العالمي للوسطية ونائب رئيس الجامعة الإسلامية العالمية للدراسات العليا والبحوث كلمته التي عرف فيها الحاضرين بالمنتدى ومايؤديه من دور في تعريف العالم بحقيقة الإسلام ووسطيته وبعده عن الغلو والتطرف كما عرف بمؤسسي المنتدى ومن بينهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ومنهجه الوسطي في أبحاثه ودراساته وكتبه ووضح بأن الدورة ستركز على بحث المسائل الفقهية المعاصرة وحلها بطرق جديدة دون مساس أسس وثوابت الدين الإسلامي ثم تطرق الدكتور منصوري إلى موضوع الوسطية وما قيل عن هذا الموضوع من قبل العلماء المعاصرين والسابقين وتحذيرهم من الغلو والتفريط في الدين. ثم بين الدكتور أهداف هذا اللقاء المبارك، ألا وهي: توضيح مفاهيم الخطاب الديني؛ التوافق مع الحداثة ومتطلبات العصر والتمسك بالعقيدة الإسلامية الداعية للوسطية والاعتدال، والحض على الحوار المبني على حرية التعبير والرأي.. كما شكر الدكتور منصورى الأمانة العامة للمنتدى على اهتمامها بأحوال المسلمين خصوصاً المسلمين في باكستان وعلى دعمها المادي والمعنوي لتنظيم مثل هذه الدورات.
وبعد ذلك قدم ضيف شرف الجلسة الافتتاحية معالي قاضي المحكمة الشرعية الفيدرالية الباكستانية الأستاذ الدكتور فداء محمد خان كلمته التي امتدح فيها القائمين على الدورة من منتدى الوسطية وأكاديمية الشريعة على اختيارهم لهذا الموضوع الذي اعتبره مهما جدا لعصرنا الحاضر خاصة في ظل الظروف التي تعيشها باكستان بشكل خاص وبلاد المسلمين بشكل عام.
وأكد على أن الحدود والمسافات بين الدول قد تقلصت فبمجرد ضغطة زر واحدة يمكنك أن تشاهد وتتكلم مع أشخاص في بلاد عديدة كانت في السابق بعيدة المنال وأنه بالرغم من تقارب الناس تقنيا إلا أنهم قد تباعدوا قلبيا فظهرت وتكاثرت العداوة والشحناء وكثر القتل والتطرف وما عملية المدرسة ببشاور ببعيدة عن مخيلتنا إذ استهدف فيها الإرهابيون أطفالا أبرياء بالإضافة إلى مانسمع عنه من عمليات إرهابية في بلدان أخرى من العالم كالعراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها والتي لا يمكن لنا أن نتغاضى عنها لأننا نحن نذوق مرارتها وويلاتها منذ سنوات عديدة ولذلك فالكل يجب أن يتحمل مسئوليته لمواجهة التطرف وذلك بناء على قدرته ومستواه.
وأتبع القاضي فداء كلمته بالتأكيد على أن مامن أمور سلبية صغيرة أو كبيرة تؤثر على منطقة ما أو على العالم بأسره إلا ويشار فيه الإسلام بالبنان ويتهم بها على الرغم من أنه في كثير من الأحيان لا يكون للمسلمين صلة بها كما يحدث باكستان فعقب كل عملية إرهابية تتهم طالبان بالأمر؛ وطالبان اسم جامع لطلاب المدارس الدينية فيقع جميع طلاب المدارس الدينية تحت طائلة الشك وإن كان من قام بمثل هذه العمليات لا يمثلون إلا القلة.
وأكد على أن المسلمين لم يعرفوا بعد قوتهم الذاتية فهم مازالوا تحت تأثير وسائل الاعلام التي تصفهم بالضعف وقلة الحيلة وعدم القدرة على مجاراة العالم إذ أنهم لم ينفضوا الغبار عن قواهم الداخلية النابعة من الإيمان بالله عز وجل صاحب القوة والطاقة العظمى الذي يذكره مليار مسلم يوميا خمسة مرات حيث أن الرجوع لله وطريق الحق سيزيد من قوة الإسلام ومجاراة غيره من الحضارات وأكد على أهمية المساجد لتوصيل رسالة الإسلام الوسطية بناء على الثوابت في القران والسنة ومجاراة لمسائل العصر ومشاكله ففي عهد أبي بكر كانت مسألة جمع القران جديدة وتردد أبو بكر رضي الله عنه في تنفيذها بدايةً إلى أن رأى بأنه من مصلحة المسلمين وحفظاً للقران من الضياع أن يتم جمعه وقد تم، ومن ثم قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بنسخه وتوزيعه على اأهمصار. وأعطى القاضي تفاصيل عن مسائل معاصرة يجب حلها كإيجار الرحم والاستنساخ وغيرها من الأمور العصرية.
وفي نهاية كلمته دعا القاضي فداء محمد خان المشاركين في الدورة لترتيب أولوياتهم وتنظيمها حتى لا يقعوا في فخ الإهتمام بما هو أقل نفعاً خاصة العلماء والأئمة الذين يتحملون مسئولية كبيرة على عاتقهم في نشر الوعي الديني داخل مجتمعاتهم.
وقد قُدمت مجموعة من المحاضرات التي ركزت على إبراز الوجه الحقيقي للإسلام في تعبير نصوصه واتباعه والذي يتسّم بالوسطية والإعتدال والتسامح بعيداً عن الغلو والإفراط. وركزت كذلك موضوعات الدورة حول مفاهيم الاستقامة والاعتدال والوسطية والتسامح في فهم الخطاب الإسلامي المعاصر. ووضحت موقف الإسلام من احترام النفس البشرية وإن كانت مختلفة في الدين والعقيدة والمذهب، ودعت إلى قبول الاختلاف الفقهي واتباع منهج الاعتدال ومكافحة ظاهرة التطرف الفكري والديني وبيان آثار التطرف على الأمن والإقتصاد في المجتمعات المسلمة كما تناولت أهمية الحوار باعتباره أداة للتفاهم مع الآخرين.
وقد بدأت الجلسة الأولى بمحاضرة الأستاذ الدكتور محمد طاهر منصوري والتي وضح فيها مفهوم دار الدعوة ودار الإجابة وأكد بأنه لا ينبغي تقسيم المعمورة إلى "دار حرب ودار إسلام ودار عهد"، وهذا مأخوذ من آراء الإمام الشافعي الذي استنكر فيه تقسيم المعمورة إلى دار اسلام ودار حرب -التي جاء بها الإمام الشيباني- لعدم تطابقها مع مقاصد الشريعة الكبرى؛ وذلك لأن الإسلام دين أمن وسلامة ودين يدعو إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ولو اعتبرت العلاقات بين الدولة الإسلامية والدول الكافرة قائمة على أساس الحرب والعداوة فإننا سنفقد فرصة دعوة غير المسلمين إلى الإسلام في بلادهم، لذا لم يُؤذن بالحرب إلا في حالة عدم قبول الدعوة بجميع وسائلها وعند إظهار العداوة مع الإسلام. وبهذا سوف يسهل إقامة شعائر الإسلام في جميع البلدان على المعمورة بغض النظر عن كونها دار إجابة أو دار دعوة.
وأتبع ذلك محاضرة الدكتور حبيب الرحمن التي بدأ فيها بالإعتراف بدور المدارس الدينية والمنبر في إرشاد الناس إلى الطريق السديد ثم تحدث عن أسباب الغلو والتطرف في المجتمع الإسلامي وآثاره كما بين بعض الحلول. واعتبر بأن التطرف كارثة في جميع المجتمعات فليس المسلمون هم المتورطون فقط وإنما يوجد هناك متطرفون من أتباع غيرهم من الديانات وإن كان الإعلام يبرز التطرف الديني عند المسلمين بهدف الاساءة للإسلام. كما يرى الدكتور بأن كيان ما يسمى بإسرائيل متطرف لاستخدامه جميع وسائل العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين ولكن يتم التغاضي عن أفعاله الإجرامية. واعتبر الدكتور حبيب أن الإعلام الباكستاني مشارك في عرض الدورالسلبي والمظلم لبعض المسلمين الذي لا يمثل الإسلام بأي حال بينما لا يهتم بعرض الجانب الإيجابي من ديننا الحنيف.
ونوه الدكتور حبيب بأن هناك أسباب دينية للتطرف وهو الفهم الخاطئ والمتشدد للقران والسنة النبوية فالبعض يأخد من رواية منفردة ظاهرها التشدد لكي يبرر تطرفه بينما تعُج كتب الحديث بروايات صحيحة ومتعددة تخالف الحديث المنفرد. واستطرد الدكتور ببيان أسباب التطرف، ومنها الأسباب السياسية المعروفة تاريخيا خاصة في حقبة الاستعمار والتي هي مستمرة ليومنا هذا بالإضافة للأسباب الإجتماعية التي تميز قبيلة أو فئة عن أخرى مما تجعل الفئة الأقل أهمية تسلك سبل التطرف وكذلك الأسباب الإقتصادية كالبطالة التي تزيد من احتقان الشباب على حكوماتهم وبالتالي يلتجؤون طريق المتطرفين، وغير ذلك من الاسباب...
ويرى الدكتور حبيب بأن تدارك مشكلة التطرف يكون بالإهتمام بفقه الأولويات التي ترى بأنه يجب أن يهتم المسلم أولا بفرائضه وواجباته قبل الإهتمام بالمستحبات والسنن التي يغالي فيها البعض ويوصلها لدرجة الواجب وأكد على أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يجب أن يكون عالماً بالحلال والحرام حتى يتم له أمر النصيحة وأنه يجب احترام المذاهب الأخرى وعدم إجبار أصحابها على اتباع مذهب معين مادام أنّ لهم أدلتهم الشرعية وأنه عند نقديم النصيحة يجب معرفة أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فلا يجوز لنا أن ننصح ونحن على يقين بأنه سينتج عن النصيحة مفاسد أكبر من المصالح.
ثم تطرق الدكتور عبد الحي أبرو إلى بيان مقاصد الشريعة في ضوء الفكر الوسطي وأكد فيها أن الإنسان قد ابتلاه الله وأنه بسبب هذا الابتلاء فقد جعله مخيراً يبحث عن الطريق الحق ولو كان مسيرا لما ابتلاه الله؛ ولذلك تشكلت ديانات متعددة في هذ الارض. ثم بين أولويات المقاصد الشرعية وقاعدة الضرورة.
وهكذا فقد استعرض الدكتور أبرو خلال حديثه الأمثلة التي يمكن فيها التخلي أو التساهل فيها عن مقصد من أجل مصلحة أكبر وخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان كفتوى الشيخ القرضاوي بجواز سفر المرأة من غير محرم ما دام أن هناك ضرورة وخاصة في هذا العصر الذي سهل فيه السفر وقربت من خلالها المسافات.

وهكذا انتهت فعاليات اليوم الأول من الندوة بعد عدد من المداخلات والتساؤلات التي طرحها الحاضرين.
بدأت فعاليات اليوم الثاني من الندوة بحلقة نقاش حول المواضيع التي طرحت في اليوم الأول، وأبدى فيها كل رأيه. حيث لوحظ من خلال هذا النقاش احترام الآراء المختلفة، والتحدث مع الإستدلال من الأدلة الشرعية، وترجيح مذهب الغير بسبب الاقتناع بالدليل وما إلى ذلك من التغيرات في سلوك المشاركين.
بدأت الجلسة الأولى من اليوم الثاني بمحاضرة الدكتور سهيل حسن والتي دارت حول "مسئولية ودور العلماء في بث ثقافة التسامح" والتي أكد فيها بأن الإسلام دين وسط خالي من الغلو والتطرف. وبين الدكتور شروطا يجب أن يتحلي الداعي المسلم بها، أهمها كالتالي:
١- العلم: فبالعلم يصبح الإنسان وسطيا بينما الجهل يجعله مفرّطاً أو مغالياً.
٢- الدعوة الحسنة بالكلمة الطيبة تجذب المخالف بينما الإساءة تنفر الناس من الداعية.
٣- الصبر والتحمل على التكاليف المتولدة من آرائه إذ أنه سيتلقى الإساءة فعليه الصبر أسوة برسولنا الكريم الذي كان مضرب المثل في الصبر.
٤- التغاضي عن أخطاء الطرف الأخر حتى اقتناعه بالحق وعدم الحكم على شخص من خلال فعل واحد فالداعية عليه ألا يكون قاضياً وقصة الرسول عليه الصلاة والسلام حين أتاه جبريل عقب رحلته من الطائف لهي صورة حقيقية لعدم حكمه على أهلها بالسوء بل إنه دعا بأن يخرج من صلبهم من يؤمن برسالته.
٥- على الداعية أن يكون قدوة لغيره وعليه أن يعلم بأنه سيكون تحت مراقبة الناس وأن الناس لا تقبل ممن لم يعمل بما يقوله.
ونوه الدكتور سهيل بأن العالم بحاجة إلى تعاليم الإسلام السمحاء فمثلا عندما وقعت الأزمة الاقتصادية العالمية المنصرمة والتي نتجت عنه انهيار وإفلاس العديد من البنوك الغربية الكبرى بسبب النظام الربوي فإن الإسلام عالج المشكلة بنظامه الذي يدعو لتدوير الأموال وعدم تكديسها واحتكارها لما في ذلك من خير للعالم والشعوب. وأكد على أن المساجد باقية إلى يوم الدين وأن الإعلام لن يستطيع الإساءة للإسلام ما دامت المنابر تصدح بالحق فالأئمة ليسوا بموظفين رسميين وهم يبتغون مرضات الله بينما يحصل غيرهم على عوائد مالية مقابل خدماتهم.
وتطرق الدكتور سهيل بعد ذلك إلى عوائق تعرقل عملية الدعوة ، أهمها كالتالي:
١- تعصب الداعي لمذهب معين فهذا يعني أن الداعية لا يبتغى مرضات الله بل مرضات أهل مذهبه.
٢- اتباع طريقة رتيبة ومملة للدعوة والتي تنفر الناس خاصة الشباب عن الدين فهم يرغبون بأن تتم الدعوة بطرق جديدة وطريفة.
٣- اتباع أسلوب الترغيب والترهيب فيمكن الإستعاضة بالتحدث عن أشياء معاصرة كأداب استخدام الإنترنت وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة.
٤- ترك الدعوة بسبب ظهور عوائق تثنيه عن مهمته.
٥- الاكتفاء بوسيلة واحدة للدعوة كالمساجد فقط بل يجب على الداعية استخدام الوسائل الأخرى كالإعلام والمواقع الاجتماعية
٦- تقليد علماء متقدمين في طريقة الدعوة بل على الداعية أن يتبع شخصيته في الدعوة
٧- الدعوة بطريقة انهزامية فعلي الداعية أن يفتخر بدينه وكمثال على ذلك موضوع تنأول الطعام باليد مباشرة حيث يراه البعض بأنه مثير للاشمئزاز بينما هو سنة ولذلك فعلى الداعية أن يتبع السنة دون الخجل من آراء الناس.
٨- انتقاد الناس في تصرفاتهم وأسلوب حياتهم وهذا ينفر السامعين من الداعي.
٩- مدح الداعي لنفسه .
١٠- التسرع في الدعوة والحصول على النتائج والأولى أن يتم الأمر بحكمة وبطء وتدرج لكي لايترتب على ذلك حصول مفسدة عظيمة.
أتبع ذلك الأستاذ الدكتور محمد طاهر حكيم بعنوان" علاقات المسملين مع غيرهم في الإسلام"
اعتبر الدكتور طاهر بأن المسلمين في هذا العصر بين افراط وتفريط في علاقتهم مع غير المسلمين فهناك من يتأسى بهم في محاسنهم ومساوئهم بينما نرى طرفاً أخر لا يرغب في التعامل معهم البتة
وأكد الدكتور على أن الإسلام دين الإنسانية وأنه لا إكراه أو جبر للدخول في هذا الدين مستشهداً بذلك من القران والسنة وافعال الصحابة حيث سكن الرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة ومعه اليهود فلم يكرههم على الإسلام ولم يقاتلهم إلا عندما انكشف غدرهم. ونوه الدكتور بأن الإسلام منع من إقامة علاقات مع الكفار من منظور عاطفي ولكنه لم يمنع من علاقات اقتصادية وتجارية أو غيرها من العلاقات الدنيوية. وأكد على أن الإسلام والدعوة له باقية حتى يوم الدين كما أن الكفر باقٍ ولذلك فليس من المسموح قتال الكفار لمجرد كفرهم وإنما يجب أن يكونوا محاربين. واعتبر بأنه يجب مجادلة الكافر بالحسنى واستشهد بإسلام أهل أندونيسيا لمجرد أنهم رأوا حسن تعامل التجار المسلمين معهم . وأكد على إقامة العدل بينهم وعدم ظلمهم حتى ولو كان مخاصميهم من المسلمين واستشهد بمعاقبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن عمرو بن العاص رضي الله عنه والي مصر آنذاك لضربه قبطياً لأنه استطاع هزيمته في سباق للخيول. وكذلك فإن الدكتور أكد على أن الحكومة الإسلامية مسئولة عن حماية أرواح وممتلكات وشرف أهل الذمة المقيمين بالدولة الإسلامية وأن على بيت المال مسئولية تحمل تكاليف مصاريف أهل الذمة من المعوزين والعفو والصفح عن أخطائهم لهدف أسمى وهو جذبهم وتحبيبهم للإسلام.
تبع ذلك جلسة حوار دارت بين المشاركين حول موضوع "قواعد شرعية في التكفير" أبدى فيها المشاركون تجاوباً مع موضوع الحوار حيث أدلوا بآرائهم وأفكارهم مستدلين من القرآن والسنة كما تناول الحوار عدة محاور أهمها: بيان خطر التكفير وحقيقته، وكارثة التساهل في الحكم على المسلمين بالكفر خصوصاً على الحكام والاستدلال بذلك للخروج عليهم وإثارة المواطنين المسلمين ضدهم،. وخرج المشاركون بنتائج بينوا فيها القواعد والموانع الشرعية للتكفير وأكدوا على عزمهم بعدم الحكم بالتكفير على كل من نطق بالشهادة إلا بعد معرفة جميع الحقائق وزوال الشبهات والموانع إضافةً إلى أن حق التكفير يقتصر على القضاة بعد فحص وتمحيص.
وفي إطار الدورة تم الاحتفال بتدشين مؤلف الأستاذ الدكتور عصمت الله القيم بعنوان "قواعد شرعية في التكفير: قراءات لأفكار اإ مام ابن تيمية" والتي حضرها المشاركون في الدورة ولفيف من أساتذة الجامعات حيث وُزعت عليهم نسخ من الكتاب، وقد قام كل من اأئستاذ الدكتور سليم اهلم خان – أستاذ في كلية أصول الدين- والدكتور حافظ مداب أنور – خطيب الجامع الكويتي بإسلام آباد وأستاذ كلية الشريعة- والدكتور صلاح الدين بإلقاء كلمات أشادوا فيها بالكتاب ومؤلفه وبينوا أهميته في ظل هذه الظروف التي تواجهها الشعوب المسلمة. وفي آخر الحفل وجه الحضور أسئلة واستفسارات في نطاق موضوع الكتاب وأجاب عنها المؤلف إجابةً وافية. 
وأخيراً أقيمت الجلسة الاختتامية بحضور معإلى رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش كضيف شرف، حيث بدأت بتلاوة عطرة من كتاب الله الكريم تلاها إلقاء كلمات شكر للقائمين على هذه الدورة من قبل المشاركين أكد فيها المفتي عبد الوكيل – أحد المشاركين- بأن الدورة حققت له فائدة عظيمة إذ أنها ناقشت مواضيع عصرية مهمة ستجعلهم يحملون هم حلها بطريقة حسنة وتجعلهم يخططون لمواجهة ما هو قادم من أحداث فكرية متطرفة. واعترف بدور المنتدى في نشر ثقافة الوسطية بين أبناء الأمة الإسلامية واقترح على المنتدى بأن تستمر مثل هذه النشاطات الداعية للوسطية في المستقبل بالتعاون مع الحكومة. 
تلا ذلك كلمة شكر وجهها الشيخ شاه جهان ممثلاً للمشاركين حيث وجه فيها شكره للمنتدى واعترف فيه بأنه قد استفاد من خلال هذه الدورة مالم يستفد منه طوال سنوات دراسته واقترح بأن يقوم المنتدى بعمل دورات في محاور الوسطية والاعتدال بالمستقبل للشخصيات السياسية. كما أوصى بتمديد مدة هذه الدورات في المستقبل.
وبعد ذلك تحدث الأستاذ الدكتور محمد طاهر منصوري عن مفهوم الوسطية والمفاهيم المضادة لها واقترح تدريس منهج الوسطية في المقررات الدراسية بالمؤسسات التعليمية وذلك بأن تبادر الجامعة الإسلامية العالمية باقتراح هذا الأمر لوزارة التربية والتعليم خاصةً وأن هناك كتباً كثيرة يمكن ترجمتها للغة الأردية أو الإنجليزية والتي تتحدث عن المنهج الوسطي.
وفي ختام هذه الدورة ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية كلمته التي بين فيها رسالة الجامعة ودورها في خدمة الإسلام والمسلمين والمجتمع وذلك بالتكاتف مع أساتذة الجامعة وأهل العلم والعلماء من خارج الجامعة من خلال إقامة دورات تدريبية وجلسات حوارية وندوات وورشات عمل وأكد على أن هذه النشاطات تؤتي ثمارها في بناء المجتمع الوسطي. وأضاف بأن باكستان في أحوج مايكون لمثل هذه الدورات خاصةً وأنها ذاقت ويلات التكفير والتطرف مستشهداً بالعملية الإرهابية التي استهدفت مدرسة واقعة في مدينة بشاور حيث قتل فيها الإرهابيون أطفالاً أبرياء. واعتبر بأن الغلو أمر ليس له علاقة بالشرع ولا يمكن علاج هذا الأمر إلا بالعودة لكتاب الله وسنة نبيه وأخذ آراء العلماء الكرام من السلف والمعاصرين. وحث معالي رئيس الجامعة العلماء المشاركين على تبصير المجتمع بمختلف الوسائل وأن يكافحوا مسألة التكفير بالأدلة الشرعية وأن عليهم أن يبينوا أنّ المعاصي لا تخرج المسلم عن دائرة دينه وإنما يعاقب مرتكبه على قدر ذنبه وأنه بعد إقامة هذه الدورة فقد قامة الحجة على المشاركين بها لنصيحة المسلمين. 
وأخيراً قام معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بتوجيه الشكر للمنتدى العالمي للوسطية على دعمها لهذه الدورة. 
وفي نهاية الجلسة تم توزيع شهادات مشاركة مرفقة بهدايا وكتب من قبل المنتدى العالمي للوسطية تعبر عن المفهوم الوسطي للاسلام.
نسأل الله سبحانه وتعإلى أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير للإسلام والمسلمين

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.