ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمداً عبده ورسوله ، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم وطاعته ، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره لقوله تعالى : من عمل صالحاً فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد، اما بعد :-

عرف الرسول صلى الله عليه وسلم بأخلاقه الحميدة في مكة المكرمة قبل البعثة وبعدها، ولكن المشركين وصلوا إلى حد الإستهزاء بسيدنا محمد عليه السلام بقولهم " أهذا الذي بعث الله رسولا " رغم ما عرفوه عن كثير من معجزاته الحسية  وسأذكر بعضا من معجزاته صلى الله عليه وسلم : 
أولا : حادثة انشقاق القمر0 قال الله تعالى " اقتربت الساعة وانشق القمر " وقد أخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: إن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين " وأخرج الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: انفلق القمر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فلقتين، فلقة من وراء الجبل وفلقة دونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اشهدوا " وأخرج البيهقي وأبو نعيم عن جبير بن مطعم قال :" انشق القمر ونحن بمكة المكرمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار فرقتين على هذا الجبل ، وعلى هذا الجبل فقال الناس : سحرنا محمد فقال رجل : إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم " يقول السيوطي : قال العلماء : انشقاق القمر آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء 0 هذا عن حادث شق القمر وقد تواردت فيه الروايات بما يفيد لنا أن أمره كان ظاهرا واضحا لا لبس فيه ، وأنه كان تحت أعين المشركين ولكنهم عتوا واستكبروا واستمروا في طغيانهم وصلفهم الجاهلي 0

الثانية : عصمته من الناس ، عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية " والله يعصمك من الناس " فأخرج رأسه من القبة فقال لهم :" يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله وأخرجه الامام مسلم عن أبي هريره رضي الله عنه قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين اظهركم ؟ فقيل نعم فقال : واللات والعزى لإن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته فما فجأهم منه إلا وهو ينعكس على عقبيه يتقي بيده فقيل له مالك ؟ قال إن بيني وبينه خندقا من نار فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا وأنزل الله " كلا إن الانسان ليطغى * أن رآه استغنى * إن إلى ربك الرجعى * أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى "

الثالثه : در الجذعة للبن (ادرار الحليب من الشاة عند مولد الرسول)0 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن معيط بمكة المكرمة ، فأتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقد فرا من المشركين ، فقالا : يا غلام عندك لبن تسقينا ؟ قلت : إني مؤتمن فقالا : هل عندك من جذعة لم ينزع عليها الفحل بعد ، قلت نعم 0 فأتيتهما بها فاعتقها رسول الله ودعا فجعل الضرع يمتلئ باللبن ، فأتاه أبو بكر بصخرة مقعرة فحلب فيها ثم شرب هو وأبو بكر وسقاني ثم قال للضرع : اقلصي فقلص كما كان " 
الرابعة : معجزته صلى الله علية وسلم في الجفنة التي أطعم منها أربعين رجلا  0 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأنذر عشيرتك الأقربين " قال يا علي : إصنع لنا طعاما وأعد لنا لبنا ثم اجمع بني عبد المطلب ، ففعلت فاجتمعوا له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة والعباس وأبو لهب ، فقدمت إليهم تلك الجفنة ، فأخذ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة فشقها بأسنانه ثم رقى بها في نواحيها وقال : كلوا بسم الله فأكل القوم حتى نهلوا عنه ( ما ترى إلا أصابعهم ) والله إن كان الرجل منهم يأكل مثلها ، ثم قال اسقهم يا علي فجئت بذلك ( الإناء ) فشربوا منه حتى نهلوا جميعا ، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقد سحركم صاحبكم فتفرقوا ، ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كان الغد قال يا علي عد لنا بمثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ففعلت ثم جمعتهم له فصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة " 
هذه بعض معجزاته عليه الصلاة والسلام الحسية حدثت على مرأى ومسمع أهل قريش ، ولكن القلوب الغلف عميت عن الإيمان 0 وأخذتها العزة بالإثم والكفر ، وكانت النتيجة فوز المؤمنين في الدنيا والآخرة وخسارة الكافرين في الدنيا والآخرة 0

تم التعديل والتنسيق في 25/ 4 /2009