في استقبال شهر رمضان المبارك
ندوة لجنة المرأة في منتدى الوسطية للفكر والثقافة
قامت لجنة المرأة في منتدى الوسطية للفكر والثقافة صباح اليوم الأربعاء الموافق 6/3/2024 بعقد ندوة فكرية حول استقبال شهر رمضان المبارك، في مقر المنتدى.
استهلت الندوة بكلمة من الدكتورة فايزة السكر إذ رحبت بالمحاضرين والحضور واستذكرت الاحاديث النبوية التي ذكرت فضائل شهر رمضان المبارك، إذ نزل به القرآن الكريم وكان ميداناً لفضائل أخرى، كالجهاد في سبيل الله، إذ نصر الله المسلمين في رمضان مرات عديدة كالنصر في بدر والفتح العظيم في مكة، وما نعيشه الآن في غزة يعطينا الأمل بأن يكون الفتح المبين في شهر رمضان المبارك.
 بعد ذلك تحدث الأستاذ الدكتور سعيد بواعنة، أستاذ
 الحديث في جامعة اليرموك حول شهر رمضان والقرآن الكريم، فقال: هناك اقتران بين شهر رمضان والقرآن  الكريم، وسأتحدث ضمن ثلاثة بنود:
 الأول؛ بنائية المؤمن للقرآن في رمضان
الثاني؛ هدائية القرآن للمؤمن 
الثالث؛ وقائية القرآن للمؤمن في رمضان
 أما البنائية في القرآن فمن شأنه أن يلعب دوراً واضحاً في كل الأوقات بما في ذلك شهر رمضان ومن أشكال بنائية القرآن، إعادة القرآن بناء المؤمن الذي تعرض لبعض الضعف هنا وهناك، فالقرآن يثبته على القواعد أو يرممه أو يزينه ويجمله، فعندما يكون الإنسان مشغولا طوال( 11 شهرا) فإنه ينسى نفسه ويبعد عن القرآن الكريم ، وعندما يأتي شهر رمضان يلتفت الى نفسه ويقترب من القرآن الكريم، فهناك بنائية التواصل مع الأرحام، وبنائية مع الفقراء، وهكذا  ابحث عن النصيحة حيث الثمرة الحقيقية التي  تقدمها للناس على شكل نصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين.
 أما البند الثاني، فهو هدائية القرآن الكريم، فهي تتجلى في مسالك عديدة، فإذا المرء أراد أن يستبصر في الفكر نجد حضوراً لذلك في كل آيات القرآن الكريم، والإنسان لديه المزيد من الإتقان والإبداع في رمضان.
 والقرآن شهر الأمل والعمل، وشهر رمضان يوسع من دائرة العمل والأمل، فالقرآن كتاب بشائر وشهر رمضان فيه بشائر كثيرة.
 أما البند الثالث، وقائية القرآن الكريم، فهو قد صرح في مواضع عديدة حول موضوع التقوى مؤصلا لها، فالفكرة المرجوة من الصيام هي تحقيق التقوى المثبتة على الوعي والحقيقة حتى تصير سلوكاً للإنسان، فتهذب من سلوكه، والتقوى شيء جميل، وبالقرآن ينشط أمر التقوى، وينشط  أمر الوقائية لدى المؤمن، والتقوى حاجة أساسية للمؤمن لتكتمل لديه العزة والشموخ، وهي اللباس الذي يحمي الانسان وهي المأوى الذي يحميه

أما الأستاذة الدكتورة ردينة الرفاعي الأستاذة في الشريعة في الجامعة الأردنية فتناولت محور فقه رمضان، وكيف تتعامل معه وقالت أن القرآن هو المصدر الأول للفقه، والصيام وحده لا يكفي، إذ ينبغي للصائم أن يعرف كيف يمتنع عن المفطرات مثل الطعام والشراب وغيره.
 وقالت إن الصيام يقسم الى ثلاثة أنواع :
 صيام العوام؛ وهو الامتناع عن الطعام والشراب
 وصيام الخواص
 وخواص الخواص، وهو ترك كل ما له علاقة بالدنيا
 وقالت إن الصيام مطلوب، ويجب في شهر رمضان وفي غير رمضان، لأصحاب الأعذار ولا يسقط عن المسلم إلا بقضائه، ويكون الصيام واجباً في حالة النذور، وفي حالة الكفارات كذلك. وقالت إن من  شروط الصيام: الإسلام والعقل والتكليف، وهناك أركان للصيام ومنها النية، سواء كانت النية الواحدة للشهر بأكمله، وكذلك الإمساك عن المفطرات الحسية كالطعام والشراب.
 وتحدثت كذلك حول مبطلات الصيام والقضاء عن الصوم للمريض والمسافر والحائض والنفساء وكذلك الكفارة في حالة الافطار المتعمد فعليه القضاء والكفارة.

أما الدكتورة خولة الخوالدة فتحدثت عن فضائل الصيام في الصبر، إذ أن حبس النفس عن الشهوات والطعام والشراب صبر يحقق معنى الإيمان في النفس.
 ومن مظاهره في حياتنا الصبر على أداء الطاعة نهاراً وليلاً، فهناك طاعة تؤدى في الليل، مثل قراءة القرآن وصلاة التراويح وصلاة القيام، وكذلك الصبر على الأعمال المطلوبة من المؤمن كالجهاد والعمل والصبر على الجوع والعطش نهاراً.
 وأشارت الى ضرورة تأدية العبادة بشكل متقن في رمضان صوماً وصلاةً وقراءةً للقرآن، إذ يجب أن يكون أداء الفريضة والعبادة متقناً، وأشارت كذلك الى ضرورة الاعتكاف خلال شهر رمضان والإكثار من الصلاة وقراءة القرآن، وتحدثت حول أهمية الصبر في تربية النفس كما هي نفوس الأنبياء وتحقيق كرامة الصابرين من الله سبحانه وتعالى.
 وفي نهاية الندوة أجاب المحاضرون على أسئلة الحضور ومداخلاتهم