في اليوم الدَّولي لمكافحة الكراهية
البحث عن الرَّحمة والمودَّة
د. شيروان الشميراني
الكراهية من الكره، وهو شعور يمتلك الإنسان، يضُخّ الحقد و تمنيّ إلحاق الاضرار بالآخرين عبر تحقير شأنهم والحطّ من مكانتهم الاجتماعية والتقليل من قيمتهم والخَفض من احترامهم أمام الملأ دون خجل مما يجلب السخرية والامتهان، ولا تقتصر على الافراد وإنما تتعداه وتتوسع دائرتها الى التجمعات الصغيرة والكبيرة بالاستناد الى الدين والقوم، و في العصور الراهنة شمل خطاب الكراهية مجالات أخرى من خَلق العالم الحديث وهو الخطاب الطبقي من الغني الى الفقير ومن البورجوازية إلى الشريحة العاملة المعدَمة ممّا ورّث الضغائن والأحقاد وأدى إلى نشوب حروب أهلية داخل المجتمع الواحد أو بين مجتمع و آخر.
حددت الأمم المتحدة يوم – 18 يونيو – من كل عام يوماً دولياً للتذكير بخطورة الكراهية وضرورة مكافحتها، ومع أنها ليست جديدة لكن وسائل التواصل الحديث زادت من خطورتها، وأكون واحداً من أكثر من اكتوى بنار الكراهية في بلد ” العراق” مزقته حروب ذات خلفيات دينية ومذهبية وعِرقية، ومازال يعيش تحت نارها.
شيطاني ومن مهام إبليس في الحياة، أي أن الاستناد إلى الدّين الإلهي في نشر الكراهية هو محض افتراء. وإذا كان من الله فإنه يأتي في صورة عقاب من سبحانه لكل من ينسى النعم ويكفر بذكر الله.
يقول الأستاذ عباس العقاد: ” إن المودّة والرحمة حكمة الله في خلقه، وإنّ العداوة والبغضاء عقاب لمن يضلّون عن حكمته ومغبة السوء التي تستدرجهم اليها الرّذيلة والمعصية، ومن آمن بالله على هدى هذا الدين فقد آمن بإله يرضيه من عباده أن يسلكوا سبيل المودة والسلام، ويسخطه منهم أن يسلكوا سبيل العداوة والبغضاء”.
فالقضية هنا أكبر وأهم من مسألة السماحة، وما السماحة إلا جزئية من المنهج التربوي الشامل الكامل، والذي يجب أن يكون منسجماً مع طبيعة مهمة الإنسان في الأرض وهي البناء والعمران، وليس الهدم والتخريب، لا على المستوى الإنساني، ولا على مستوى التعامل مع الطبيعة، لأن الإنسان مخلوق ليكون في سلام ووئام مع الكون كله، ومع كل مخلوق فيه.
ابحث
أضف تعليقاً