الأمة العربية ... والمشروع الغائب مقال بقلم: خليفة الديات 7/3/2012م حتى تنجح فيجب أن تضع لنفسك خطة محددة بأهداف ووسائل لتحقيق تلك الأهداف ومعايير لتقييم تحقيقها وتبدأ بالإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف واحدا تلو الآخر. وهذا ما يجب أن يكون على مستوى الفردي فما بالك على مستوى الجماعة أو الدولة أو الآمة ؟؟؟ الكثير منا ما زال يلمس أن حكوماتنا تبدو وكأنها تعمل بدون وجود إستراتيجية واضحة أو خطة لفترة زمنية معينة وهذا الشعور يكاد يشاركني فيه عدد كبير من المهتمين بالشأن السياسي وحتى على مستوى الأفراد العاديين وبدا أن مواطننا لا يقتنع أن مؤسساتنا تعمل وفق خطط مدروسة، كيف يقتنع بذلك مسؤول مهما علت أو دنت درجته عندما يتبوأ عمله يبدأ يقول ( سنفتح صفحة جديدة ونبدأ من جديد ) وهو ما أصبح مرفوضا فيجب على هذا المسؤول أن يقول سأستأنف خطة عمل وزارتي أو مؤسستي أو دائرتي فيجب أن يكون هذا المسؤول مرهون بخطة وإستراتيجية عمل تلك المؤسسة لا العكس. ثم هذا يوصلك إلى أن الوطن بلا مشروع فتتجاذبنا الأحداث يمينه وشمالا ولا نستطيع إلا أن نقف متفرجين بدون موقف. وهذه الحالة فرضت نفسها على كامل وطننا العربي فغدت امتنا العربية بلا مشروع. وبذلك تحولت امتنا العربية من حالة القيادة إلى حالة التبعية. أن أمريكا قبل أن تتحول في الوقت الحاضر إلى دولة عظمى بل القوة العظمى الوحيدة المتفردة بالقرار السياسي العالمي ... لكن من منا حاول أن يتتبع الحالة الأمريكية فأمريكا كانت مستعمرة بريطانية حتى عام 1777م حيث استمرت مقاومة الأمريكان للاستعمار البريطاني لأكثر من مئة عام إلا أنهم نجحوا بتحقيق هدفهم الذي اتفقوا عليه. لقد تحولت أمريكا من مستعمرة إلى دولة عظمى ولا أريد من احد أن يقول لي أن في دولنا العربية عدة عروق وأصول فكذلك أمريكا إلا انه ما يجمعهم هو أمريكا لا شئ غير ذلك فكل الهويات وكل الأفراد وكل الجماعات تذوب وتزول أمام أمريكا وهذا أصل نجاحهم وتفوقهم. والمتابع يلاحظ أن الأمور تسير بسلاسة ودون إرباك للعمل حتى الانتخابات الرئاسية لا ينتج عنها أي أضرار في حين أن انتخابات اتحاد طلبة في أي من جامعاتنا يحتاج لعام كامل من العطوات والصلحات عدا عن إيقاف طلبة وقرارات وعقوبات ... الخ وفي المقابل فلننظر ما الذي حدث في السودان حيث انفصل الجنوب ليؤسس دولة جنوب السودان وهذا في الواقع ليس صدفة هذا نتيجة غياب المشروع العربي، وانظر كذلك إلى لبنان ... حيث قوى متنازعة ولا يوجد من يرعاها ويوجه هذا النشاط السياسي تجاه تصويب مسيرة البلد وتقويته لمجابهة التحديات الخارجية ... ولا ننسى فلسطين وهذا التنازع الفصائلي ... وغياب من يوجد هذا النزاع ليوجه للتخلص من الاحتلال الصهيوني. لا بد للساسة والقادة أن يتنبهوا لهذا الخطر الذي يداهمنا فنحن نريد مشروعاً عربياً نؤمن به وندافع عنه ونسعى لتحقيقه. نحن كعرب نعيش في إقليم غير متجانس فإسرائيل قوة مدعومة من القوى العظمى ولديها مشروعها وإيران قوة ولها مشروعها وتركيا لها مشروعها إلا العرب فنحن يجب أن يكون لنا مشروعنا كما انه لا بد لنا أن يكون لنا موقف من المشاريع الأخرى ومخططات تلك القوى وخطط دفاعية مناسبة ويكون لنا موقف من هذا المشاريع وفق مصالحنا القومية العليا لحفظ تواجدنا ويجب أن نتحول كعرب للاعبين رئيسين على الساحة الإقليمية. فالفرقة العربية ... والصراعات البينية ... والنزاعات الداخلية مردها جميعا غياب المشروع العربي !!! فنحن إلى أين سائرون ؟؟؟
Search
Add new comment