حمل البيان الختامي لملتقى «رابطة التجديد في الفكر الإسلامي»، المنعقد في القاهرة أواخر حزيران بتنظيم المنتدى العالمي للوسطية، أهمية التنوير، ومد جسور الحوار بين المفكرين والكتاب والمؤسسات ذات الأهداف المماثلة في البلاد الإسلامية، وتشجيع البحوث، ونشر الوعي باتخاذ موقف مستنير من التراث وغربلته لاستنهاض ثمينه وتجنب غثّه وتوظيفه لتعزيز الحقوق العربية والإسلامية، والنبذ المطلق لكل خطابات الإقصاء، ومواجهة خطاب التكفير ورفض بياناتها التي تعزز الفرقة المذهبية بين المسلمين.
وشارك في الملتقى مفكرون عربا وإسلاميون؛ متبنين تنسيق جهود العاملين في الفكر الإسلامي ودعم أبحاثهم الجادة وتكريم مبدعيهم، تحت العنوان العريض «رابطة كتّاب التنوير»، الذي أطلقه المنتدى في القاهرة أواخر حزيران.
وأكّد رئيس فرع المنتدى في القاهرة منتصر الزيات، في حفل افتتاح الملتقى الذي حمل العنوان العريض «رابطة كتّاب التنوير»، ثوابتَ أهل السنّة والجماعة، وعدم المساس بالثوابت والأصول في تجديدها أو إحداث ماليس في الدين؛ مهتمّاً بالتخفيف عن الناس متاعبهم، والعناية بفقه الحياة لديهم كما هي العناية بفقه الموت عندهم، مثمّناً احتضان مصر للمبادرة التي وصفها بالجادّة الحقيقية التي تسهم في تعزيز الفكر الإسلامي.
كما أكّد الأمين العام للمنتدى المهندس مروان الفاعوري رسالة المنتدى في النهضة والتنوير على مستوى التنظير والتنزيل، محترماً الحاجة التي وصفها بالماسة لتجديد طرائق التوعية عند الصفوة لإنتاج علم راشد. وشرح الفاعوري هدف الرابطة في تجديد الفكر الإسلامي بوصفها إضافة نوعية وإحدى تجليات المنتدى الفكرية. ونفى الفاعوري أن يكون المنتدى استجابةً أو ردّ فعل عفوي عاطفي لمدرسة التطرف العلماني، موضّحاً جهوداً يبذلها المنتدى لتبيان أن الدين مصدر إشعاع ثقافي جاد، يتلمس حاجات الأمّة وآمالها وآلامها بما يسهم في نهضتها.
وأعرب د.محمد حبش عن تقديره لانعقاد المؤتمر في القاهرة، حاضنة الأزهر، مستعيداً في سياق انطلاق الرابطة في القاهرة، المجددين الذين انطلقوا من الأزهر وكاملوا بين قيم الإسلام والحضارة الحديثة، ذاكراً محمد عبده والأفغاني والكواكبي.
وشرح عضو مجمع البحوث الإسلامية النائب السابق لرئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان د.أحمد كمال أبو المجد، أهميّة التواصل مع العالم، مبيّناً الحاجة إلى الاجتهاد، والوعي بأهمية المفهوم، والخطابين الديني والسياسي، داعياً إلى الاجتهاد ومواجهة التحدّي، كون الأمة تمر بمنعطف مهم في تاريخها. وبين فضائل التعددية من وجهة نظر الإسلام التي لا تفرّق، وتدعو إلى فتح الرأي في القضايا الجزئية، وكل ذلك يقع ضمن التنوير الخاضع للأصول والثوابت.
وانطلقت كلمة رئيس جامعة الأزهر الأسبق د.أحمد عمر هاشم من رسالة العالِم والمفكر، وأهميّة الفكر والهدي المعصومينِ بالكتاب والسنّة. كما ألقى د.عبد الحليم عويس كلمةً أكد فيها الحاجة إلى الخلاص بالمؤسسات الواعية من الفوضى التي تعيشها الأمة الإسلامية.
إلى ذلك، انطلقت جلسات الملتقى في يومين، تناقش مواضيع:»التعريف بالفكر التجديدي في حدوده ومنطلقاته»، وتحدياته، كما انتخبت رابطة التجديد في الفكر الإسلامي مجلس أمنائها، من د.أحمد هاشم رئيساً، والقطري د.جاسم السلطان نائباً، والسوري د.محمد حبش أميناً للسر، بعضوية: د.مروان الفاعوري، واللبناني هاني فحص، والسعودي زكي ميلاد، ود.محمد أبو رمان، واليمني فؤاد البنا، والمغربي الطيب بوعزة، واليمني د.شوقي القاضي.
يُشار إلى أن الدول العشر المشاركة في المؤتمر، كانت: السودان( الصادق المهدي)، واليمن(د.شوقي القاضي)، والسعودية(د.زكي ميلاد ود.محمد الأحمري، وقطر(د.جاسم سلطان)، والمغرب(د.سعد الدين العثماني)، ولبنان(د.هاني فحص)، وسورية(جودت سعيد)، كما شارك من الأردن إضافة لرئيس المنتدى د. مروان الفاعوري ود.محمد أبو رمان، د.أحمد نوفل، فضلاً عن علماء ومفكري البلد المضيف.
منقول عن الرأي بتاريخ:
3/7/2010
ابحث
أضف تعليقاً