wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
في ندوة بمنتدى «الدستور» .. المتحدثون : التفسير الخاطىء للنصوص السبب الرئيس لظهور الفرق المتطرفة
الاثنين, December 9, 2013 - 03:00

أجمع متحدثون في ندوة"المغالاة والتطرف بين الخوارج قديما وجماعات التكفير حديثا" التي عقدت بمنتدى "الدستور" أمس على أن دم المسلم وعرضه وماله حرام ولا يمكن أن يخضع للاختلافات الفقهية والتفسيرات المتباينة.

وبين المتحدثون أن جهاد دفع الفتن وعدم المشاركة فيها كان دائما أقوى وأقسى من الجهاد بالنفس في الحروب والمعارك مستشهدين بما فعله المسلمون الاوائل ابان الفتنة التي ظهرت على عهد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب بعدم المشاركة فيها ورفضها جملة وتفصيلا.

واتفق المحاضرون على ان التفسير الخاطىء للنصوص في القرآن والسنة شكل السبب الرئيسي لظهور هذه الفرق المغالية والمتطرفة قديما وحديثا اضافة الى الجهل والعصبية للهوى.

وبين النائب في البرلمان السوري الدكتور محمد حبش ان علينا ان نسترشد بما فعله أشجع العرب والمسلمين الصحابي سعد بن أبي وقاص عندما رسم ملامح الفرار من الفتن بعد مقتل الخليفة الرابع باغلاق بيته عليه بعد ان كان رسم ملامح الاقدام في المعارك عندما كان الجهاد ماضيا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ضد الكفار المحاربين.

وأشار الدكتور أحمد نوفل الى ان المشكلة الأساسية تكمن في الخطأ في "تنزيل التنزيل على الواقع" بمعنى تفسير النصوص وتطبيقها على الواقع المعيش التطبيق الصحيح اعتمادا على التفسير الصحيح.

وأشار الدكتور محمد الخطيب الى أن جل المتقدمين من الخوارج جاؤوا من طبقة قراء القرآن في البصرة والكوفة الا ان هذا لم يمنع من أن يسيئوا تفسير النصوص وانزالها على واقع المسلمين آنذاك لنقص العلم الكافي والحكمة.

رئيس التحرير المسؤول يرحب بالمشاركين

وفي مستهل المنتدى تحدث رئيس التحرير المسؤول محمد حسن التل بكلمة قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، سيد الخلق أجمعين ، الأولين والآخرين.

يسعدني أن أرحب بكم اليوم باسم أسرة الدستور ، شاكراً لكم اختيار منتدى الدستور ، لعقد هذه الندوة. المنتدى الذي تحول بحمد الله تعالى ، إلى منبر وطني بارز.

متمنياً لكم التوفيق والنجاح بندوتكم هذه ، التي تتناول موضوعاً مهماً ، يؤرق الأمة ، ويهز أركانها في كثير من الأحيان ، وهو المغالاة والتطرف ، اللذان خرجا عن كل منطق.

وكما تعلمون ، فإن التطرف والمغالاة ، ابتليت بهما أمتنا عبر عصورها المختلفة ، ولكنه في عصرنا هذا ، يكاد يكون الأشرس والأكثر عمى ، الأمر الذي يتطلب من كل صاحب بصيرة وعلم ، أن ينبري للدفاع عن الأمة ورسالتها أمام هذا الغول ، الذي إن سكتنا عنه ، سيأكل أَكبادنا وسيضيع تاريخنا وتراثنا.

أهلا بكم جميعا ، ووفقكم الله تعالى في مساعيكم.

الفاعوري: قسموا العالم الى فسطاط حق يمثلونه واخر باطل يقاتلونه

وقال رئيس منتدى الوسطية مروان الفاعوري انه بعد ان انعم الله على الامة برسول الحق والعدل واتم عليها النعمة ورضي لها الاسلام دينا واجتمعت كلمتها وتوحد صفها في صدر الرسالة الاول حدثت الفتن وافترقت الامة وكان من اسباب هذا التفرق ما قامت به فرق الخوارج من فتن وحروب داخلية اثاروها بين المسلمين ولبسوا عليهم صور الحق بدخان الباطل ، ففي جانب العبادة والمظاهر تجد الواحد منهم تحتقر عبادتك الى عبادته وصلاتك بجانب صلاته قوّام ليل وصوام نهار.. فخرجوا على الامة وقوضوا امن المجتمعات واعتبروها جاهلية واستخدموا الطاغوت وصفا لمن خالفهم ، نشروا الرعب والخوف بين المسلمين ، قسموا العالم الى فسطاطين.. فسطاط حق يمثلونه وفسطاط باطل يقاتلونه.

وأشار الفاعوري الى جهاد المجاهدين وبطولات العلماء العاملين وفي مقدمتهم عبدالله عزام الذي بدأ الجهاد وأوصى المجاهدين ان لا ترتد بنادقهم بسفك دماء المسلمين وكان يقول كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.. فانظر ماذا ابدل المبدلون وكيف فرط المفرطون.

من هذا المنطلق يأتي اهتمام المنتدى العالمي للوسطية وهو مؤسسة عربية اسلامية ترى ان اعادة احياء منهج الوسطية واجب على ابناء الامة يدافعون به عن الاسلام ضد خطر الغزاة او الغلاة ، وللتأكيد على اهمية الموضوع من حيث ان الخوارج المتأخرين والمتقدمين هم مدرسة واحدة يجمع بينها الجهل والظلال ، وان الاصول الفكرية للطرفين تستدعي الوقوف عندها ودراستها وتحذير المسلمين من اخطارهم واثارهم ، وانهم يستحلون دماء المسلمين ولا يعتدون بشروط التكفير ويكفرون بالذنوب ويكفرون المخالفين مبالغين بالوعيد ويسيئون الى علماء المسلمين امثال بن تيمية وغيره ويوجبون على المسلمين الهجرة واعتزال الجميع والجماعات.

حبش: العنف ظل إلى عهد قريب يرتبط بالغرب الطامع في خيرات المنطقة

وقال النائب في البرلمان السوري محمد حبش إن العنف ظل إلى عهد قريب يرتبط بالغرب الطامع في خيرات المنطقة ، وقد وجد هذا التطرف وقوده وناره في ثقافة الإلحاد التي تبناها قسم كبير من الغربيين حيث بدا الإنسان مجرد عضو في سلالات الطبيعة وله أسوة بزملائه من الحيتان والوحوش والقرود والطيور ، كما يأكل السمك الكبير السمك الصغير غير آسف ولا نادم ، مشيرا الى أنه هناك في الغرب بدأت الحروب الصليبية المدمرة والحروب الاستعمارية المتوحشة ثم أحرق الغرب ذاته في حربين عالميتين ونحو مائة حرب إقليمية أخرى خلفت نحو تسعين مليون قتيل ومعاق ، ولم يكن المجتمع الإسلامي في أول هذه الحروب ولا في وسطها ولا في آخرها ، فلماذا أصبح المسلمون اليوم هم هدف الإعلام العالمي كلما تحدث عن العنف أو الإرهاب أو الفوضى؟.

وأضاف أن المسألة من وجهة نظري تتطلب عدداً من المواجهات الجريئة في سبيل كشف الحقيقة المستورة وبالتالي أيضاً مراجعة الذات وتصحيح معارفنا بالإسلام والشأن الدولي. إن ما يعنينا في هذه المحاضرة بوجه خاص تقديم رؤية إسلامية للعلاقة بين الجهاد والإرهاب وواجب الأمة في إحياء ثقافة الجهاد ، وواجبها أيضاً في نشر السلام والأمن في الأرض.

وبين انه لا توجد رسالة أشرف في الضمير الإنساني من نشر الوعي بالحجة والبرهان للتفريق بين الجهاد في سبيل الرحمن وبين الفتنة في سبيل الشيطان ، وأن الوعي وحده يمكنه أن يجنب الناس جنون الحرب الأهلية ، ويفرق بين رسالة الجهاد ووبال الفتنة ، ويشرح لك متى يكون سل السيف جهاداً ومتى يكون غمده جهاداً ، فالشريعة التي كلفتنا بمشقة النفس سل السيف لقتال البغاة والمعتدين ، وكتب عليكم القتال وهو كره لكم ، هي نفسها الشريعة التي كلفتك أن تكسر السيف يوم الفتنة ، لئلا تكون وقوداً جديداً لنار الكراهية في الأرض.

وأشار الى أن هناك دليلين آخرين ينهضان مقابل هذا الدليل الجلي ويؤدي كل منهما إلى الارتباك في منهج التصرف وقت الفتن ، الأول: هو قول الله تعالى "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين".

والآخر قوله: من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد. وواضح أن الأمر هنا يشتمل على دعوة للدفاع عن النفس في مواجهة الباغي ، ولو أدى ذلك إلى إراقة الدماء،،.

ويبدو لأول وهلة أن كلاً من النصين كاف لنسف مقولة المقاومة السلبية من أساسها ولإغراء الأمة باقتحام سبيل المقاومة المسلحة مع كل معتد بدون تفريق بين الصديق والعدو،،.

ولكن بالآلة الأصولية نفسها فإن علينا أن نقرر من هو الباغي؟ وكيف لنا أن نجزم أي الفريقين هو من أمر القرآن بقتاله على أساس أنه من البغاة ، ولكن قراءة متأنية لنصوص الشريعة تجعلك تدرك أن الخطاب هنا موجه للأمة بمجموعها عندما تكون موحدة ولها إمام انعقدت بيعته بوجه صحيح وليس له معارض ، فهاهنا فإن الأمر القرآني موجه إلى القيادة التي حظيت ببيعة تامة لا نزاع فيها ، وأصبح لها مؤسسة قضائية تحظى باحترام الجميع.

ليست المشكلة في التكفير بل المشكلة فيما يستتبع ذلك من تهديد لحياة الناس ، فلو كانت المشكلة في إعلان الآخر غبر مقبول دينياً لكان الأمر في غاية اليسر والسهولة ، فليست لدي شخصياً مشكلة أن يقال لي أنت كافر بصلب المسيح أو كافر بطبيعته اللاهوتية ، فهذه مسألة لا أنكرها ولا تزعجني لأنني أعلم أنه لن يكون لذلك تبعات أخرى ، ولدي جوابي الذي يفهم منه صديقي المسيحي أنني أختار موقفي الفكري دون أي إساءة للسيد المسيح أو لمن يتبعونه بل هي طريقة أخرى في تفسير محبتي للسيد المسيح وبيان عناية الله تعالى به وحمايته له.

ليست المسألة إذن في التكفير ، بل فيما شاع لدى الناس أن الكفر يهدر عصمة الدم ، وبالتالي فإن من يختار موقفاً آخر يختلف في الاعتقاد فإنه يقامر بعنقه ويبيح للسلطان أن يستتيبه ثلاثاً ومن ثم أن يأمر بضرب عنقه ، وهو كلام جد خطير ولو لم يكن هناك سلطان ولا وال ولا إمام ، إذ ما أسهل أن تنتج الثقافة التكفيرية محتسبين مأجورين لتنفيذ هذه الأحكام بالبسالة المطلوبة ويحصلون على آلات القتل مأجورة أو غير مأجورة ، إنما نقتلكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً.

فإلى أي حد يصح القول بأن الكفر يستلزم هدر الدم ، وبالتالي إقامة حد القتل على الكافر؟؟.

الخطيب: اسم الخوارج في معناه الاول يشير الى الانشقاق ومفارقة الجماعة

الدكتور محمد الخطيب قال ان الخوارج اسم لحركة سياسية وفرقة دينية ، وقد اختلف المؤرخون في سبب تسميتهم بالخوارج ، فيرى الاشعري انهم سموا خوارج "لخروجهم عن الناس" او عن الدين او عن الحق ، ويرى الشهرستاني ان كل من خرج عن الامام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجا سواء كان الخروج في ايام الصحابة على الائمة الراشدين او كان بعدهم.

واما الرازي فيرى ان الخوارج سموا بذلك لخروجهم عن كل امام واعتقادهم ان ذلك فريضة عليهم لا يسعهم المقام في طاعته حتى يخرجوا ويتخذوا لانفسهم دار هجرة وحتى يكونوا منابذين لمن خالفهم من المسلمين حربا عليهم والمسلمون عندهم كفار مشركون الا من وافقهم وبايعهم.

وأشار الى انه ومهما يكن من شيء فان اسم الخوارج في معناه الاول الذي يشير الى الانشقاق ومفارقة الجماعة اصبح الاسم السائد على هذه الجماعة.

وبين ان الواقع يشير الى ان الوضع الديني الذي كان في الكوفة والبصرة آنذاك كان ذا اثر بالغ في نشأة جماعة الخوارج ذلك انهم انبثقوا من طبقة القراء في هذين البلدين ، مشيرا الى انه رغم ان هؤلاء القراء ظلوا يدرسون القرآن دراسة متقنة ويقرأونه تعبيدا واثابة حتى اصبح محور حياتهم وقد حفظوه عن ظهر قلب ويظهر ان فهمهم له كان حرفيا متشددا لا يتطرق الى التأويل فالقرآن الكريم وفي ايات تحتمل تفسيرات مختلفة فكان من السهل عليهم ان ينحرفوا فيأخذوا بوعي او دون وعي احد التفسيرات الغريبة فيضلوا الطريق السوي ولعل هذا هو الذي جعل علي يفضل دائما في مناقشاته معهم استخدام السنة النبوية بدلا من القرآن الكريم وكان يوصي عبدالله بن عباس حينما يرسله اليهم لمناقشتهم.

واضاف ان هؤلاء عندما رأوا القرآن الكريم مرفوعا على رؤوس الرماح في موقعة صفين فاستجابوا له استجابة آلية طبيعية واحسوا انه يجب الانصياع لامره وحكمه ولم يستجيبوا لنداء الخليفة بوجوب الاستمرار في القتال وخلعوا بسرعة مذهلة كل طاعة له عليهم بل وهددوه بالقتل ان هو اصر على رأيه ولم يوقف القتال ذلك انهم كانوا يرون ان طاعتهم يجب ان تكون للقرآن الكريم فقط لا للاشخاص ولما انجلت لهم الحقيقة احسوا بالندم فقد ادركوا ان كتاب الله لم يكن في حد ذاته هو الحكم بين اهل الشام واهل العراق بل ان عمرو بن العاص وابو موسى الاشعري هي الحكمان وهما معرضان للزلل واتباع الهوى وهكذا بدا لهم ان عليا بدلا من ان يحكم القرآن بهذه الامور الخلافية والدماء لجأ الى تحكيم الرجال وبهذا أنكر الخوارج التحكيم منذ ان قرئت عليهم الوثيقة في صفين وبسرعة بدأوا يتجمعون حول هذا الشعار "لا حكم الا لله".

وقال أنه لو تحرينا المآخذ التي وجدها الخوارج على علي لوجدناها بسيطة تافهة في حد ذاتها لا تستحق الثورة والقتال بل انها ذابت بعد اول مواجهة لهم ومناقشته اياهم.

وبهذا الاسلوب الذي يدل على نزعة عنيفة للثورة والخروج على النظام باي ثمن بقي الخوارج خارجين على علي فنزعة الخروج على النظام كانت سببا مهما في نشأة الخوارج.

نوفل: اطماع البشر ومصالحهم سبب الحروب وسفك الدماء

وقال الدكتور احمد نوفل في كلمته ان الحياة بين المنشود والموجود متفاوتة جدا. فما بين لتعارفوا المنشود ، ولتعاركوا الموجود ثقة بعيدة والاماني دائما حلوة لذيذة ، ولكنها شيء والواقع العملي والعمل الواقعي شيء اخر مختلف جدا. وأشار الى أنه وقبل الحديث عن الجهاد لا بد من المامه بطبيعة الحياة وطبيعة البشرة وسنن الله في النفس الانسانية فرديا ، وسنن الله في البشر اجتماعيا ودوليا.

اما طبيعة الانسان فهو ان ملك القوة طغى هكذا حدثتنا آيات الوحي النازلة الاولى من السماء "كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى". ان توهم القوة كفيل بالدفع للعدوان فكيف بتملكها على الحقيقة؟ "وحملها الانسان ، انه كان ظلوما جهولا". الظلم احدى آفات الانسان واحد آفات الحياة.. وليس التفصيل من موضوعنا في هذه التقدمة ، فهذا حديث يطول.

ومنذ البدء كان سفك الدماء: "ويسفك الدماء".

هكذا قالت الملائكة والخشية تملؤها وقد صدق حدسها. فها ابن آدم يقتل اخاه. ولما يمض على نزولنا الى الارض سنوات معدودات والبشر لكل نفر قارة.

وبين ان اطماع الانسان فردا وجماعة ومجتمعا لا تحد ثم ان اطماع البشر ستصطدم وشرارة ستولد نارا مستعرة وحروبا طويلة مريرة نارها منتشرة.. اضف الى هذا ان الشياطين تعيث في الارض فسادا وقد سلطها الله على الكافرين تؤزهم أزا.

واشار الى ان من مهام الشياطين تأجيج العداوات والتحريش بين الناس ليقع الاقتتال.. وقد قال الله لابي البشر: "اهبطوا بعضكم لبعض عدو..". اضف الى ان الله وضع واودع سننا في الكون من اعظمها سنة التدافع: "ولولا دفع الله الناس بعضهم بعض لفسدت الارض" ومن سنن الله انه اودع وجعل في كل قرية اكابر ليمكروا فيها وجعل لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن.

وبين انه لا بد من ان نفرق بين الجهاد كفريضة وسياج يحمي الامة والممارسات التي هي فعل البشر واجتهادهم يخطئون ويصيبون ويقتربون ويبتعدون ويسددون ويتوسطون او يبددون ويتشددون.

واوضح الدكتور نوفل ان تنزيل التنزيل على الواقع فن اصيل واي فن وعلم يحتاج الى دقة وتقوى ومراقبة لخلجات النفس ومنعرجاتها وهي تفكر وتتدبر.. فكم في النفس من دهاليز ربما تنكسر فيها الاراء وتنثني لترضي اهواء داخلية ربما لا تبدو لغير المدقق المتعمق،.

واشار الى انه ولد لعلي بن ابي طالب من فاطمة رضي الله عنهم المولود الاول سماه علي حربا فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بيت علي وتناول الولد وحنكه بتمرة وقال هذا ابني واسماه الحسن رضي الله عنه. تكررت الحادثة نفسها مع الحسين فسماه ابوه حربا وغيره النبي صلى الله عليه وسلم الى الحسين.

اظن ان الدلالة واضحة ان هذا النبي الكريم لا يريد ان يسمي احفاده بـ "حرب" وانما باسم يدل على الجمال واللطف والحسن كان الاسمان الحسن والحسين.

واستشهد بما اشار اليه البوطي الى أن ما استقر في اذهان كثيرين في ان الجهاد الذي هو جزء اصيل من احكام الاسلام وشرائعه انما شرع بعد الهجرة الى المدينة ليس صحيحا.

الزيات يحذر من خطورة التعاطي مع ملف «جماعات التشدد» بمنظور أمني فقط

وقال المحامي منتصر الزيات ان من الخطورة بمكان التعاطي مع ملف مراجعات.. جماعات التشدد والتكفير باستخفاف ولا مبالاة او النظر اليه من منظور امني فقط فعلى مدى عقود طويلة ربما منذ محاولات نظام الرئيس جمال عبدالناصر اقتصرت فكرة المراجعات على جانب واحد هو اجراء ندوات او حوارات صورية هزلية تنطلق من ابعاد امنية لم تهتم بادارة حوار فكري وفقهي حقيقي وموضوعي.

واضاف الزيات: وعندما حاولت السلطات المصرية الامنية بعد اغتيال الرئيس السادات اجراء حوارات داخل السجون ربما لم تكن مغلقة على النحو الذي جرى في السجن الحربي ايام عبدالناصر وتحت اشراف حمزة البسيوني قائد السجن الحربي الشهير آنذاك ، لكنها لم تخل من الدعاية الاعلامية لاظهار بطلان وخطأ افكار ومعتقدات الجماعات المتشددة بتقديم بعض التائبين عبر شاشات التلفاز.

وأشار الزيات الى أن كل هذه المحاولات لم تقدم تقدما يذكر في مضمار مراجعات المتشددين او المتطرفين وأبقت الحالة في مكانها لا تراوح حساباتها الامنية وتبرير الافراج عن بعضهم. وكانت "الوساطة" التي اعلن عنها بعض رجال الدين والمفكرين البارزين في مصر برعاية الشيخان الكبيران الراحلان الشعراوي والغزالي هي اول محاولة جادة لادارة حوار حقيقي وموضوعي نزيه مع جماعات العنف والتشدد ، لكن دوائر كثيرة تدخلت وأعاقت واجهضت المحاولة.

وقال الزيات انه يحسن عند التعاطي مع هذا الملف ان نتحسس الخطى رغبة في تحقيق اكبر قدر من الانجاز من عدة وجوه اهمها تنقية الاسلام العظيم مما يعلق به من اتهامات وسعى البعض الى الربط المتعمد بين فهم هذه الجماعات المتشددة له وبين الاسلام كدين وايضا السعي لافادة كثير من الشباب الذي يعتنق هذه الافكار عن عدم فهم صحيح او اطلاع عميق لاحكام الاسلام ونكون قد قدمنا فائدة كبيرة لابنائنا وفلذات اكبادنا الذين يتعرضون للتشويش او التشويه واخيرا حفظ الامن والاستقرار في بلادنا العربية والاسلامية.

واشار الزيات: لذلك علينا ان نعي ان هناك كثيرا في اروقة تلك الجماعات ما زالت تتخوف من هذا المصطلح "المراجعات" ولديهم قلق كبير من ترديده.. وكنت قد حسبت اننا تجاوزنا مرحلة القيد والوصف للظواهر من خلال الشكل دون المضمون ونريد باعادة طرح هذه المراجعات في ظرف تاريخي مختلف عن الذي طرحت فيه اول مرة ان نتحرر من مخاطر العنصرية الحركية بأن نتحرك في رحاب اوسع تحت سقف المرجعية الاسلامية فنحاول الاشتباك فكريا مع كفاءات ونخب فكرية وثقافية مختلفة المشارب والرؤى من الكتاب والمفكرين الاسلاميين سواء المستقلين او الحركيين وكذلك ضرورة الانفتاح على صفوة من القوميين الذين يرتكزون على ثوابت الامة وتراثها الديني ونحن نتواصل مع غيرنا من اجل دعم ظاهرة الاحياء الاسلامي بكل معانيها فكريا وحركيا ونجتهد لكي نقدم مشروعا يؤمن بأن الحضارة الاسلامية حضارة اصيلة ضاربة بجذورها في بنية المجتمع المصري والعربي بمفهومها الوسطي المعتدل وتوجهاتها السمحة ومعاملاتها الامينة واحكامها العادلة. وأوضح الزيات ان هناك مجموعة من النقاط يجب مراعاتها في الحوار وهي: صنع مناخ موضوعي ومناسب لاجراء هذه الحوارات مع الجماعات المتشددة لا يهدف الى وضع نتائج مسبقة او تسفيه افكار الشباب او الاستخفاف بها أو لعنها وان تكون اي معالجات للمتطرفين والمتشددين ضمن رؤية متكاملة امنيا واجتماعيا وسياسيا وفي اطار القانون وليس خروجا عنه وان اهم ما يمكن اقناع الاسلاميين الحركيين به هو ضرورة عدم احتكارهم الحديث باسم الاسلام ونفي الآخر وان وحدة الامة من الايمان ، اضافة الى ضرورة اشاعة ثقافة العلم والفقه في دوائر المتدينين الشباب فلو علم لأدرك انه لا يجوز ازالة المنكر بمنكر آخر اشد منه وان العلم هو الفيصل في نزع شطط الغلو ويحرز من الاندفاع ويكفكف من محاولات البعض استنباط الاحكام الشرعية من النصوص بغير تأهيل ولا قدرة واخيرا أن المراجعات التي نعنيها لا تعني ابدا الشهادة بالاسلام لما اعتراه دخن على الاقل لا نسوقه او نحبذه او ندين له بالولاء وانما الحرص على الامن والاستقرار مخافة الفوضى هو ايضا اصل عظيم من الاصول التي عنى بها الاسلام ورعاها.

غرايبة: فهم البشرية للدين يتغير ارتقاء وتخلفا حسب موقعها الفكري والعلمي

وقال الدكتور ابراهيم غرايبة ان دراسة الجهود والحركات الإسلامية الإصلاحية الحديثة تحظى بأهمية كبرى في هذه المرحلة ربما تفوق أي مرحلة سابقة ، فقد حدثت تحولات وأحداث مهمة تبدت فيها أولويات واحتياجات جديدة يجب إدراكها ، وظهرت خريطة جديدة من الامتدادات والحركات ، وثمة تحديات وعيوب كثيرة رافقت العمل الإصلاحي يجب الالتفات إليها.

واضاف انه ربما يكون التدين منتجا اجتماعيا وحضاريا فالدين يختلف عن التدين وان كان يفترض ان يعبر عنه ويقترب من التطابق معه ولكن المتدينين في اختلاف طبقاتهم وافكارهم ومستوياتهم العلمية والفكرية والاجتماعية ينتجون انماطا متعددة من التدين وفهم الدين ، وذلك يعني ببساطة ان البشرية يتغير فهمها للدين ارتقاء وتخلفا حسب موقعها الفكري والعلمي والمرحلة الحضارية التي تقف فيها ، ويعني ايضا وفق المدخل الوسطي في الفهم والرؤية المستمدة من الجدلية المتواصلة بين الافكار وتراكمها معا والخروج برؤية وفكر يجمع المحاسن ويبدع ويطور في الافكار والمواقف ان الصواب نسبي ومتعدد ومتغير ايضا ، وما يكون اليوم ابداعا يتحول غدا الى تراث يخضع للمراجعة والمحاكمة من جديد ، وهكذا تتواصل عملية المراجعة والبحث عن الصواب وما هو اكثر ثوابا.

وبين غرايبة ان ذلك يعني ببساطة أننا لا نعرف الصواب ولكنا نبحث عنه ، وربما لن نصل إليه أبدا ، الأمر الذي يعني أن الأفكار والآراء والفلسفات جميعها تبقى موضع نظر وتقليب وقبول ورد واعتراض ، ولكن لا يجوز إلغاء فكرة ، أو منع رأي ، فما يبدو اليوم تطرفا قد يكون غدا وسطية ، وما يكون اليوم وسطية قد يكون غدا تطرفا. فالاعتقاد والفهم والصواب مسؤولية منوطة بكل مؤمن ، ومنوطة بهم جميعا على قدم المساواة ، فإن اختلفوا في العلم والقدرات ، واستعان بعضهم ببعض في ذلك ، فلا يمنح ذلك لأحد حقا دينيا أو سماويا ، أو سلطة على النص وفهمه وتطبيقه ، وهنا سيكون ما يشبه الفوضى والشك والحيرة ، ولكنها على خطورتها تمثل موردا كبيرا لنا ، لنواصل معا النظر والبحث والشك ، ولنتشارك جميعا في المسؤولية عن الصواب ، فتتحول الشكوك والفوضى إلى حافز كبير ومحرك عظيم للبحث والتشاور والنظر.. والديمقراطية أيضا.

واكد ان الشرط الأول للوسطية (بمفهوم الأفضلية) هو اعتقاد عدم معرفة الصواب ، خلع رداء اليقين أو احتكار الصواب.

وقال غرايبة ان هذه المقدمة يقصد بها ان التطرف والغلو وان كان مذموما ومنهيا عنه في القرآن والتقاليد والتجارب الانسانية فانه في اصله التزام ينطوي على قدر كبير من التطهر والنبل والبحث في الافضل ، والمتطرفون في فهمهم وتطبيقهم للدين يستخدمون غالبا دائما النصوص الدينية الصحيحة التي يستخدمها سائر الفئات الاخرى من المتدينين ، فالاختلاف هو في الفهم والتقدير وملابساتهما ، وذلك يعني بالتأكيد ضرورة مواصلة الحوار والجدل والتعلم حتى تصل الامم الى الفهم الافضل والتطبيق الاصح للدين ، وان الغلاة مهما اسرفوا في الظلم والتجني على اخوانهم في الدين والانسانية يبقون كما وصفهم الامام علي "اخواننا بغوا علينا" ، وكما تحول او استدرج الغلاة الى العداء مع دولهم ومجتمعاتهم ، فان ما يملكون من طاقات ودوافع يمكن ان يجعلهم من اعمدة البناء والانتاج.

واشار الى ان العمل الإصلاحي بدأ بمبادرات ومشروعات نهض بها مصلحون ومفكرون مثل محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية ، وجمال الدين الأفغاني في مصر والدولة العثمانية ، ومحمد عبده ورشيد رضا في مصر ، وعبد الرحمن الكواكبي في الشام ، ومحمد بلحسن بلحجوي وعلال الفاسي في المغرب ، وعبدالحميد بن باديس ومالك بن نبي في الجزائر ، والطاهر عاشور في تونس ، أو في حركات تحرر من الاستعمار تمزج بين الصوفية والجهاد مثل السنوسية في ليبيا والمهدية في السودان والمريدين في القفقاس.

طلابي: الإسلام عقيدة في العبادات وشريعة في المعاملات وأخلاق في السلوك

قال مدير مجلة الفرقان المغربية محمد طلابي أن دين الإسلام عقيدة في العبادات و شريعة في المعاملات وأخلاق في السلوك ، ولكن أيضاً طرائق في التفكير السديد الراشد ، وطريقة التفكير الإسلامي السديدة الراشدة ، ليست أكثر من تزود عقل الآدمي أو تسلحه بشبكة المبادئ والمفاهيم القرآنية التي تعتبر مرشد عمل في كيفيات التفكير المبصر المحفوظ من العمى المنهجي ، الواقي لصاحبه من احتمالات التعرض للتغرير الثقافي والفكري من حضارات الغير ، فمن أستوعب وتمسك بالشبكة الإسلامية للمبادئ والمفاهيم امتلك بالقول والفعل عقلاً راشداً ثمرته عمران رباني وإنساني ، لا عدوانا همجيا.

وأشار طلابي الى وجود خمسة مبادئ مستخلصة من خمسة مفاهيم قرآنية مرتبطة بعلاج بدعة الغلو الوافد من الماضي أو من الغرب الحديث و هي: مبدأ الزوجية في الخلق: وَمًنْ كُلًّ شَيْءْ خَلَقْنَا زَوْجَيْنً لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(49) الداريات. ومبدأ القدرية: المستمد من المفهوم القرآني للآية الكريمة: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءْ فَقَدَّرَهُ تَقْدًيرًا(2) الفرقان. ومبدأ التوازن: المستمد من المفهوم القرآني للآية الكريمة: (وَالسَّماءَ رَفَعَهَا وَ وَضَعَ الْمًيزَان(5) أَلاَّ تَطْغَوْا فًي الْمًيزَان. مبدأ الْحَدًّية ، أو الانضباط: المستمدة من المفهوم القرآني للآية الكريمة: (تًلْكَ حُدُودُ اللّهً فَلا تَقْرَبُوها). 187( ) البقرة. ومبدأ الوسطية المستمد من المفهوم القرآني للآية الكريمة: (وَكَذَلًكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لًتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسً وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهًيدًا). (143) البقرة.

وبين أن هذه المبادئ و المفاهيم الخمسة أدوات للتفكر والممارسة مشدود بعضها إلى بعض بحبل متين. فهي تكمل بعضها البعض ، في المعنى ، وتنوب عن بعضها البعض في المعنى ، وتتضمن بعضها البعض في المعنى. وهي في تعارض مع مبدأ الغلو ومبدأ التطرف في الفكر والممارسة معاً ، سواء مارسته فرقة متدينة أو فرقة غير متدينة علمانية لا دينية. فالغلو بدعة تتعارض مع مبدأ الزوجية في الخلق والنظام. فالغلو بدعة أو نحلة في تعارض مع مبدأ القدرية الإلهي. فقد خلق الله تعالى خلْقهُ وفق نسب و مقادير دقيقة للغاية ، ومعادلة رياضية ربانية بالغة الإحكام ، تحدد بالتمام خصائص ونوعية ذلك المخلوق وتميزه عن باقي المخلوقات الأخرى.

واضاف ان التفريط في مبدأ القدرية أو مفهوم القدر: (وَكُلُّ شَيْءْ عًنْدَهُ بًمًقْدَارْ). (8) الرعد ، ينتهي عند الغلاة إلى التفريط في مبدأ التوازن و الطغيان على ميزان الكون أو نظام التوازنات البيئية الكبرى في الأرض. والتفريط في مبدئي القدرية والتوازن عند الغلو الثقافي الغربي القائد للحضارة اليوم انتهى بالتفريط أيضاً في مبدأ الحدية الإلهي: (تًلْكَ حُدُودُ اللّهً فَلا تَقْرَبُوها). (187) البقرة. فهذا الغلو بالتأكيد طغيان وفساد في الأرض.

وتساءل عن أسباب هذا الغلو المطرد في سلوك العقل الغربي الحداثي الغازي والقائد للحضارة بالبارحة واليوم والذي انتهى بارتكاب جرائم فضيعة في حق الإنسانية و البيئة الطبيعية والحضارة الآدمية؟ موضحا إن الأصل في غلوه قابع في طبيعة المبادئ والمفاهيم التي بها يفكر وينتج المعرفة النظرية والممارسة العملي.

منقول عن صحيفة الدستور الأردنية

بتاريخ : 29-04-2010

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.