عقد المنتدى العالمي للوسطية، اليوم السبت في عمّان، مؤتمره الدولي بعنوان "تمكين الأسرة في المجتمعات المعاصرة: الفرص والتحديات"، بمشاركة شخصيات سياسية وبرلمانية وأكاديمية من الأردن ودول عربية وإسلامية وصديقة.
وقال رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات، خلال رعايته المؤتمر، إن المرأة تمثل الركن الأساسي في الأسرة، وإن تمكينها يعد مدخلاً ضرورياً للحفاظ على دورها الإنساني، في ظل ما تتعرض له الأسرة العربية والإسلامية من محاولات تدمير.
وأشار إلى أهمية الالتزام قولاً وفعلاً بترسيخ توازن الأسرة وديمومتها، مشدداً على أن المشاركة الفاعلة للمرأة تسهم إيجاباً في بناء المجتمع، خلافاً للصورة التي يحاول الكثير تكريسها.
بدوره، قال الأمين العام للمنتدى المهندس مروان الفاعوري إن تعزيز تماسك الأسرة في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم يجسد أهمية استقرارها باعتبارها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، مشيراً إلى معاناة الأسرة الفلسطينية وما يتعرض له أشقاؤنا في غزة من تحديات تدعونا للوقوف إلى جانبهم إنسانياً وأخلاقياً.
وأكد أن تعزيز منعة الأسرة وتشبيك جهود المؤسسات المعنية يشكل محطة مهمة في تمكينها ودعم دورها في المجتمع بشكل فاعل وفقاً لأخلاقنا العربية والإسلامية.
من جهته، أكد رئيس المنتدى الدكتور أبو جرة السلطاني أن إعادة بناء الأسرة وتماسكها دليل على صحة المجتمعات وقوتها، مشيراً إلى أهمية تعزيز دور الأسرة في الدفاع عن قيم الوسطية والاعتدال التي يحملها الإسلام.
وشهد المؤتمر تقديم عدد من الأوراق العلمية؛ ففي الجلسة الأولى التي أدارها عضو مجلس الأعيان اللواء فاضل الحمود، تناولت الدكتورة هند الحمادي من قطر دور المؤسسات التربوية والجامعات في بناء أسرة مستقرة، فيما عرض الإعلامي الدكتور عامر الصمادي أثر وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية والفجوة الرقمية بين الأجيال، وتحدث الدكتور حمود عليمات عن التحديات التي تواجه الأسرة في البيئات المتغيرة.
وناقشت الجلسة الثانية، التي ترأسها الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش، أوراقاً عدة، من بينها ورقة للدكتورة سميرة الرفاعي حول حماية الأطفال والمراهقين من التأثيرات السلبية للفضاء الرقمي، وورقة للأكاديمي الدكتور محمود السرطاوي عن دور الأسرة في تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية، وورقة للنائب السابقة تمام الرياطي حول الاختلالات الأسرية وسبل معالجتها، فيما عرض الإعلامي حسام غرايبة دور الإعلام في بناء الأسرة المتوازنة.
ويواصل المؤتمر غداً أعماله بجلستين؛ يشارك بالأولى رئيس المنتدى السلطاني والدكتور المكي قسوم من الجزائر، والدكتورة النائب بيان فخري من الأردن، وفي الثانية الإعلامي جرير مرقة والدكتورة يسرى العرواني من الأردن، والدكتورة بسمة جستنية من السعودية.
ويعد المنتدى العالمي للوسطية، الذي تأسس في العاصمة عمّان عام 2006، مؤسسة فكرية دولية تُعنى بنشر قيم الاعتدال والوسطية والحوار بين الثقافات، وتعزيز مفاهيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، وترسيخ دور الوسطية في معالجة التحديات التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية، ودعم قضايا الأمة بروح منفتحة قائمة على الحوار والتعاون.
ابحث
أضف تعليقاً