أكد الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري في الجلسة الافتتاحية للورشة الخاصة بعلماء ومفكري كردستان العراق بعنوان" ترسيخ الفكر الوسطي في العالم الإسلامي/ كردستان" إلى أن منهج الوسطية الذي نذرنا انفسنا لنشره انما نتحرى الحق ونبحث عنه  وندور معه لتحقيقه في حياه الفرد والمجتمع والدوله والامه ونسعى لنشره ليس بوصفة تخديرية توجه لابناء الامه تبرر الاوضاع الخاطئه أو بضاعة اجنبيه بل هوميزان للحق نقدمه لابناء امتنا.
    وأضاف في الورشة التي عقدها المنتدى العالمي للوسطية يوم السبت الموافق 19 3/2011 في مقر المنتدى وبحضور نخبة من الشخصيات المؤثره من كردستان أن علينا إدراك أهمية رسالة الوسطية وضرورة إدخالها الى كردستان وسائر الامه على صعيد الحركات والدول لضبط إيقاع المجتمعات وسلوك أفراده، رغبة للتصدي لدعوات  الغلو التي تنادي بها بعض الجماعات، الغلو الذي لا ينتهي إلا بالتطرف و يشكل خطرا كبيرا على الأمة والدين ويؤدي للتهلكة.
   وأشار الفاعوري إلى أن المنتدى العالمي للوسطية ليس حزبا أو تيارا أو جماعة، بل روح جديده تضافرت فيها الجهود فأخذت على عاتقها بث نهج الوسطية لكل الأمة،  والتصدي لكل غلو أو تطرف يجعل من مجتمعنا وأفراده بعيدين كل البعد عن الاستقامة والاعتدال الذي نادى به ديننا .
   و تحدث احد المشاركين في الورشة باسمه واسم الحاضرين بكلمة شكر فيها الأردن قيادة وشعبا على احتضانها للجاليات الإسلامية كما شكر في الوقت ذاته المنتدى العالمي للوسطية على استضافته لهم.  
    وتناولت الورشة في جلستها الأولى التي ترأسها أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية د هايل الداود عدة أوراق عمل ، حيث تطرق الدكتور محمد الحاج في ورقته التي حملت عنوان " مفاهيم الوسطية وتجلياتها الحضارية والواقعية" إلى أهمية الاستخلاف في الأرض وعمارتها، وحماية ما تم بناؤه من خلال مكافحة الفساد الذي يؤدي للهدم، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الوسطية تقتضي علينا الاستعانة بخبرات الآخرين وإن اختلفوا بالعقيدة مادام ما نحصل عليه لا يخالف شريعتنا .
   ولفت إلى ضرورة البعد عن الروح العدائية والتحلي بروح المحبة والتعاون،  والدعوة إلى الحوار بأساليب معاصرة سعيا للتجديد في لغة الخطاب الإسلامي.
   وتطرق الدكتور عبد الرحمن وهدان في ورقته " آليات نشر الفكر الوسطي" عن الحوار كأهم آليات نشر الفكر الوسطي حيث أنه يفتح الباب لتبادل الأفكار والرؤى والتصورات المختلفة .
   و أكد على أهمية قبول الرأي من أجل التعاون على ما فيه خير للأمة الإسلامية، وأيضا أهمية المنابر والمساجد في إيصال الفكرة الإسلامية من خلال أئمة وخطباء مؤهلين علميا ودينيا .
    في حين تحدث معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي في الجلسة الثانية والتي عقدت برئاسة عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور محمد القضاة عن " دور الوسطية في نهضة الأمة" وتنميتها ذلك أن هذا النظام يقوم على الوسطية والاعتدال في مفهوم تنمية الأمة والمجتمعات الإسلامية .
   وقد تناول معاليه نماذج كثيرة تدل على وسطية الاقتصاد الإسلامي ووسائلها للوصول إلى التنمية الشاملة مما جعل الكثير من دول العالم والمفكرين الغربيين  يسعون للبحث عن حلول في النظام الاقتصادي في ظل الأزمة المالية التي تجتاح العالم منذ عدة سنوات.
   ودعا الدكتور ألعبادي إلى حمل الإسلام بكل أنظمته إلى العالم ليكون مساهما في نهضة البشرية وتنميتها.
   أما بالنسبة للورقة التي قدمها أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الريان حول" الجهاد بين المشروعية والارتداد إلى الذات" فقد قال أن مفهوم الجهاد بات يسبب إشكالا لدى الكثيرين خاصة وأن وسائل الإعلام الغربية وبعض وسائل الإعلام العربية قد ربطت الجهاد بالإرهاب، بالرغم من اختلافهما تماما ، مشيرا إلى أن الله تعالى قد شرع الجهاد للقضاء على الإرهاب ولإزالة حالة الخوف التي قد تتلبس الأمة واستبدالها بحالة من السلام.
   وتطرق د.الريان لمفهوم الجهاد بالقرآن الكريم والسنة النبوية ولصوره مستشهدا ببعض الآيات القرآنية التي ذكر فيها الجهاد والمقصد منه، حيث أن الإسلام قد جعل من الجهاد غاية ومقصد وهي تحقيق العدل وإزالة الظلم ورفع كلمة الله تعالى وحفظ النفوس لا لقتلها ونشر السلام.كان آخر المتحدثين أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور محمد الخطيب الذي تناول في ورقته" المنتدى العالمي للوسطية: أهداف وغايات" الحديث عن الفكرة من إنشاء المنتدى العالمي للوسطية وذلك لأهمية نشر الفكر الوسطي من خلال الثقافة والفكر.
   كما تحدث عن الهدف من إنشاء المنتدى كترسيخ مفاهيم الوسطية الإسلامية بين أبناء الأمة ونشر رسالة الإسلام الإنسانية وتعزيز قيم الحرية والعدالة والتصدي لمشكلات الأمة وغيرها الكثير ، مشيرا في الوقت ذاته لأهم النشاطات والإنجازات التي حققها المنتدى العالمي للوسطية منذ انشائه وحتى هذه اللحظة من مؤتمرات دولية وندوات ومحاضرات وإصدارات الهدف منها نشر الفكر الوسطي المعتدل ومحاربة الغلو والتطرف.
   وفي نهاية الورشة دار حوار موسع تم خلاله مناقشة أوراق العمل التي قدمت خلال الورشة بشكل مستفيض ومعمق أثرى من أهمية الورشة وقيمتها. 

19/3/2011