أعلن المنتدى العالمي للوسطية الأسبوع الماضي في القاهرة، إطلاق رابطة "كتاب التجديد في الفكر الإسلامي" بمشاركة نخبة من قادة الفكر في العالم العربي والإسلامي.
ووفقاً للبيان الختامي للملتقى فإنّ إنشاء رابطة لكتاب التجديد يهدف إلى تنسيق الجهود بين العاملين في حقل الفكر الإسلامي، ودعم الأعمال الجادة، وتكريم المبدعين.
وحدد البيان أهداف الرابطة بتشجيع ودعم الجهود الفكرية التي تقوم على نهضة الأمة ونشر ثقافة التنوير والكتب التي تتوافق مع هذا المشروع. والعمل على إقامة مرصد لإحصاء المفكرين والباحثين المبدعين، المنخرطين في جهود التنوير، ودعمهم بكافة الوسائل المقامة. والتأكيد على أن مهمات التنوير نشر الوعي واتخاذ موقف مستنير من التراث وغربلته لاستنهاض ثمينه وتجنب غثه وتوظيفه لتعزيز الحقوق العربية والإسلامية لمواجهة الأخطار ومشاريع الهيمنة التي تستهدف الأمة.
بالإضافة إلى ذلك، أشار البيان إلى أنّ من مهمات الرابطة العمل على توحيد جهود المفكرين لعقد لقاءات وندوات ودراسات وورش لتحرير المصطلحات والاتفاق على المفاهيم ومراجعة القضايا التي تحتاج إلى تجديد في الأمة في أبعادها السياسية الاقتصادية والاجتماعية والدفع باتجاه المصالحة بين الأنظمة والتيارات الفكرية المختلفة للانخراط في مشروع العمل والبناء والتنمية في الأمة.
وحرص البيان على الإشارة أنّ الرابطة تسعى لاحتضان كتاب التنوير وترجمة ونشر مؤلفاتهم والعمل على إحياء مصادر الشريعة المعتبرة من الاستحسان والاستصلاح وسد الذرائع والعرف وغيرها.
وفي توضيح مشروع الرابطة، أكد المحامي منتصر الزيات، رئيس فرع المنتدى العالمي للوسطية في القاهرة، خلال الملتقى إلى أنّه "لا تجديد في الثوابت والأصول، كما أننا لا نحدث في الدين ما ليس منه، وأنّ الثوابت وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة هو ما نؤكد عليه دومًا"، مضيفًا أنه يجب التخفيف عن الناس متاعبهم وتعليمهم فقه الحياة كما يتم تعليمهم فقه الموت، كما أكد على أهمية احتضان دولة مصر لمثل هذه المبادرة الجادة والحقيقية التي تسهم في تعزيز الفكر الإسلامي.
وعلى الصعيد نفسه، تطرق الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية، المهندس مروان الفاعوري، إلى فكرة إنشاء رابطة للكتاب العاملين في مجال تجديد الفكر الإسلامي، واصفا إياها بأنها "إضافة نوعية وإحدى التجليات الفكرية للمنتدى".
وأضاف الفاعوري "أنّ هذا المنتدى لن يكون رد فعل عفويا وعاطفيا على مدرسة التطرف العلماني، على العكس من ذلك حيث ستبذل الجهود لجعل الدين مصدر إشعاع للعمل الثقافي الجاد الّذي يتبصر حاجات الأمة وآمالها وآلامها لتسجيل مشاركة حقيقية ملموسة على أرض الواقع تسهم في نهضة الأمة".
وعبر د. محمد حبش أمين سر رابطة التجديد المنتخب عن فرحه بانعقاد هذا اللقاء في القاهرة خصوصاً المدينة التي تضم الأزهر الشريف، ورحب بالدول العشر التي شاركت في اللقاء وبالقيادات الإسلامية التي شاركت فيه، بدءاً من السودان عبر دولة رئيس الوزراء السوداني الأسبق، الصادق المهدي، واليمن د. شوقي القاضي وإخوانه، ومن السعودية زكي ميلاد، ود. محمد الأحمري، ومن قطر د. جاسم سلطان، ومن المغرب كوكبة من العلماء مثّلهم د. سعدالدين العثماني، ومن لبنان هاني فحص، ومن سورية المفكر الإسلامي الشيخ جودت سعيد وإخوانه من الكتاب والمفكرين، ومن مصر د. أحمد عمر هاشم ود. أحمد كمال أبو المجد ود. عبدالحليم عويس، ومن الأردن د. أحمد نوفل وإخوانه من العلماء.
من جهته أكّد أحمد كمال أبو المجد، عضو مجمع البحوث الإسلامية والنائب السابق لرئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، على أهمية التواصل مع العالم، وأنّ القضية ليست في الخطابين الديني والسياسي وإنما في المفاهيم، مؤكداً على "الحاجة الماسة لشجاعة الاجتهاد في هذا المنعطف المهم من تاريخنا الإسلامي؛ لمواجهة تحدي تفكيك الأمة، وإلى أنّ نتجمع لا أن نتفرق".
وأوضح أبو المجد "أن قضية التنوير ينبغي أن تكون ضمن إطار المحافظة على الأصول والثوابت، وتوظيف التعددية التي يؤمن بها الإسلام؛ تنويعًا ينتفع به الناس ويتجمعون حوله لا أن يتفرقوا، وأنّ الرأي في القضايا الجزئية يجب أن يكون مفتوحًا، وأنّ يُمارس فيه الاجتهاد بشجاعة".
وقد ناقشت جلسات الملتقى على مدار اليومين محاور مهمة، فنوقش في الجلسة الأولى التي ترأسها د. سعد الدين العثماني، وتحدث فيها زكي ميلاد "التعريف بالفكر التجديدي/ حدوده ومنطلقاته"، ونوقش في الجلسة الثانية التي ترأسها د. محمد الأحمري وتحدث فيها د. جاسم سلطان "أهمية الفكر التجديدي في إصلاح ونهضة الأمة".
أما في الجلسة الأولى من اليوم الثاني، التي ترأسها د. أحمد نوفل فقد تحدث فيها كل من دولة الرئيس الصادق المهدي، والشيخ هاني فحص، فقد نوقش فيها محور"التحديات التي تواجه الفكر التجديدي"، حيث تطرق الصادق المهدي في كلمته التي ألقاها إلى الجذور الثقافية لظاهرتي التنوير والتجديد، والحالة الراهنة والتحديات التي تواجه الفكر التجديدي.
وأشار إلى "ضرورة قيام ثورة ثقافية تقوم على التحرر من المنطق الصوري الذي يصنع القيد، مؤكدا في الوقت ذاته على أن التفرقة بين المسلمين من أهم عوائق التجديد". "رابطة كتاب التجديد" كانت محور نقاش الجلسة الثانية والختامية، حيث نوقش فيها النظام الداخلي للرابطة، وجرى في البداية التصويت على اختيار أعضاء الرابطة على اعتبار أن الأعضاء المشاركين جميعاً أعضاء مؤسسين، واعتبارهم الهيئة العامة للرابطة، وتم مناقشة بنود النظام الداخلي وإقراره، بعد أن تم إجراء عدد من التعديلات المناسبة عليه، حيث تم انتخاب مجلس أمناء رابطة التجديد في الفكر الإسلامي والتي تشكلت من د. أحمد هاشم رئيسا، د. جاسم السلطان (قطر) نائبا، د. محمد حبش (سورية) أمينا للسر، ومن عضوية كل من المهندس مروان الفاعوري (الأردن)، هاني فحص (لبنان)، زكي ميلاد (السعودية)، الزميل د. محمد أبو رمان (الأردن)، فؤاد البنا (اليمن)، د. الطيب بو عزة (المغرب)، ود.شوقي القاضي (اليمن).
منقول عن صحيفة الغد
بتاريخ:1/7/2010
ابحث
أضف تعليقاً