المنتدى العالمي للوسطية فرع تونس بمدينة عقبة بن نافع يوم الاحد 22 اكتوبر 2017 في دورة تكوينية بعنوان "الشباب القياديي والتاهل للدور الحضاري ." شكرا لمن اقبلوا الينا من كل حدب ينسلون من معتمديات الجهة من حفوز، والسبيخة، والعلا ، و نصر الله، بوحجلة ،حاجب العيون .. قال الرسول: « اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك » . وحين يبلغ شبابك اشده ما عليك الا ان تسلم بقوله تعالى  :( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَينَاهُ حُكماً وَعِلماً وَكَذَلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ ). إذا ما سبرْنا التاريخ تنبؤنا اخباره بانه لم تنزل نبوة في شيخ أبدا بل في الفتيان من اليافعين .. فالرسالات تحتاج صحة الجسد و العقل ولمعان العزم. و العقل بالتجارب وليس بالاعمار، والشَّببة هم من يعيدون الى العالم حرراته الطبيعية عندما تصيبه الحُمى . وقد تكون تجربة الشاب اعمق من تجربة كهل فلا يغرنّكم بطول العمر الغرور. والايدي خلقت لتعمل فان لم تجد في الطاعة عملا وجدت في المعصية اعمالا ...كلما طال الاستبداد طال عمر المراهقة والارتباك ، وكلما ترسخت الحرية قيمة انسانية ثابتة اقتحم الشباب عقبة الحياة ودار دورته الطبيعية فيها.... نشاة و دراسة وعملا واسرة وانتاجا ومراتب علم ومكانة ...وكان مشروع انسان يكتمل عبر الزمن. فَقَدْ عَيَّنَ النبي الصَّحَابيَّ اعَتّابَ بنَ أَسِيْدٍ وَالِيًا عَلَى مَكَّةَ يُدِيرُ شُؤُونَهَا، وَيَقُومُ بِمَصَالِحِهَا، وَهُوَ شَابٌّ لَمْ يِتَجَاوَزْ مِنْ عُمُرِهِ الوَاحِدَ وَالعِشْرِينَ عَامًا، وَهَكَذَا سَارَ الصَّحَابَةُ - بَعْدَه فِي اهتِمَامِهِمْ بِفِئَةِ الشَّبَابِ، فَعِنْدَمَا هَمَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بِجَمْعِ القُرآنِ؛ كَلَّفَ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ بِهَذِهِ المُهِمَّةِ العَظِيمَةِ، وَهُوَ شَابٌّ لَمْ يَتَجَاوَزْ إِذْ ذَاكَ الثَّانِيَةَ وَالعِشْرِينَ... من يهمل الشباب يهمل المستقبل بالضرورة فلازال خطابنا الى الشباب خطابا ماضويا يدين السلوك منه يسائل المظهر ولا يسبر غور الجوهر ، ولا يفهم اعثار الطريق في دربهم. اجيال تمر وتترى دون ان تجد من يفجر منها مراجل الابداع ومنابع الخير والوطنية ...يفتقد الشباب الى الرموز لان هنالك من فكّر في القيادة دون ان يفكر في القدوة ونبراسا ، والسياسة عنده وجاهة وليست خدمة الناس وتضحية وايثارا، ولذلك ارتبطت عند دول التخلف القيادة بالشيب فانتهت الى العيْب، وهنا قتل الرمز نفسه وحكم على نفسه بازدواجية الشخصية ...كل ما يقع في حياة الشاب من مشاريع هو ضد الطبيعة الانسانية ، ولا شيئ يمكن ان يعوض انسداد وضعه سوى تشبثه بالامل والحياة في دولة ترى في ازدياد البطالة نقصا في قيمة الانسان ...وتطيل أمد سنوات التعلم ليس المزيد من تكوين الشاب علميا وتعميق التخصص بل ترحيل التشغيل ...والوعد بالوهم. كلما طالت سنوات دراستك قلّت فرصتك في العمل وتلك مفارقة تزلزل الناسك في بيئة التخلف الطردة للطاقات ، فما بالك من يقبل على الحياة فيبدؤها متاخرا . 80 بالمائة من شاب الهند يعودونا الى بلدهم من جامعات امريكية لانجاز مشاريع و80 بالمائة من شباب تونس يرغبون في مغادرة البلاد ....وفي بريطانيا 10الاف طبيب عربي..فكيف صار الدواء داء,؟؟؟ ؟