بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر الدولي الإسلام في أفريقيا في قاعة فندق المطار بولاية لاغوس؛ حيث قدمت ثلاث أوراق؛ الورقة الأولى قدمها الدكتور فضل كلود؛ ممثل رابطة العالم الإسلامي في نايجيريا وكان عنوانها: " دخول الإسلام وجغرافية امتداده في أفريقيا" جاء فيها: أن الإسلام جاءنا سلميا وقبلناه عن طواعية واختيار، بدليل أن الملوك الأفارقة الذين اعتنقوا الإسلام قاموا بتكريم الدعاة والعلماء، معددا الطرق التي دخل بها الإسلام لأفريقيا ذكر منها مصر والسودان وتونس، مؤكدا أن الإسلام انتشر في إقليم السودان الغربي (غرب أفريقيا) بالفكر والدعوة، وليس عن طريق الفتوحات كما هو الحال في المشرق، وأوضح أن أفريقيا قامت فيها سبع ممالك إسلامية منها: مملكة تمبكتو، وسكتو، وإمارة عثمان دانفوديو، والدولة المهدية في السودان، وغيرها؛ممايفرض على أفريقيا القيام بواجب الدعوة الإسلامية وحمايتها من الغلو والتطرف والاستلاب؛ باعتبارها من أوائل القارات التي دخل فيها الإسلام، وأشاد بالشباب الذين درسوا في البلاد العربية واستلموا زمام الدعوة، كما أشاد بالمنظمات التي تتبنى نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وطالب بزيادة المنح الدراسية للطلاب الأفارقة الراغبين في الدراسة، مع الاشادة بدور السودان والأزهر والمملكة العربية السعودية في تخصيص منح معتبرة للطلاب الأفارقة في الجامعات والمعاهد العليا. وقال نتطلع لإنشاء جامعا إسلامية في أفريقيا مبينا أن الإهتمام الغربي بأفريقيا أكبر بكثير من إهتمام الدول العربية والإسلامية، حيث أن الغرب بذل مجهودا كبيرا لنشر ثقافته في أفريقيا ودعمها بسخاء بينما الإهتمام العربي والإسلامي متواضعا في هذا الخصوص، وقال هنالك ضرورة للالتفات لهذا الجانب إذا أرادت الدول العربية ترسيخ علاقتها بأفريقيا. والورقة الثانية قدمها الدكتور سعيد سيلا، بعنوان: " الدور الحضاري للإسلام في المجتمعات الأفريقية" مركزا على أفريقيا جنوب الصحراء ، وذكر الممالك والإمارات الإسلامية في أفريقيا؛ التي كان له دور كبير في الرقي الحضاري في أفريقيا، مثل مملكة غانا، ومالي، وسونغاي، والهوسا، وإمارة عثمان بن فوديو، وممالك كانم، والبرنو، وجيبوتي، وكينيا، والصومال، وجزر القمر؛ وغيرها من الممالك والإمارات التي كان لها دور كبير في مظاهر الرقي والتحضر في أفريقيا. ولخص هذا الدور في الآتي: 1- الإدارة ونظم الحكم 2- النهضة العلمية والحواضر العلمية في تمبكتو وزيلا وهرر 3- المدن والعمارة الإسلامية 4- العلاقات الاجتماعية الراقية 5- النهضة الاقتصادية 6- الثقافة والعادات والتقاليد الراقية والزي المحتشم. وختم ورقته بأن الإسلام نهض بأفريقيا، ونشر فيها قيم الخير والتكافل والتحضر. أما الورقة الثالثة فقدمها الشيخ مشهود صالح جبريل مؤسس ومدير جمعية السلام الإسلامية في لاغوس، بعنوان الإسلام في نايجيريا والتحديات المعاصرة؛ وجاء في ورقته: أن هذا المؤتمر له أهميته الكبيرة في هذه المرحلة التي تمر بها نايجيريا؛ لأنه يشخص الداء ويقدم الدواء، وقال إن الإسلام دين الرحمة مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة" وذكر أن الإسلام دخل أفريقيا قبل دخوله المدينة المنورة مشيرا إلى هجرة المسلمين الأولى للحبشة، وأكد أننا في أفريقيا نشعر أن الإسلام أزال الفوارق العرقية واللونية وجعل الناس أمة واحدة وحثهم على التعارف. وقد تخللت هذه الجلسة تساؤلات ومداخلا من الحضور خلاصتها: - لم نجد في تاريخ العلماء ولافي كتبهم أي دعوة إلى التطرف فمن أين جاء الغلاء بهذا السلوك؟ - ماهي أمثل الطرق لمواجهة التطرف والارهاب؟ - ضعف الأخلاق سبب في تدهور حياة الأمة - هنالك ضرورة لاتباع أئمة الدين وإلا صار الجهال قادة للشباب المتحمس. - ضرورة تحويل الأوراق المقدمة للمؤتمر إلى برامج يمكن تطبيقها. - لابد من الاحاطة الكلية بأبواب التكفير والتفسيق والتبديع حتى لايقع المسلم في المحظور. - إحالة المسائل الكبرى للعلماء ليفتوا فيها كما أمر الله سبحانه وتعالى. - مراعاة منهج الوسطية في التعامل مع المتطرفين. - هنالك ضرورة لإقامة مؤتمر يضم عددا من قادة التطرف والغلو ليتم التحاور معهم. - اختيار نخبة من العلماء المقتدرين لدحض منطلقات الغلاة عبر وسائل الإعلام. - أسباب الارهاب في الدول العربية تختلف عن أسبابها في الدول الأفريقية. فأسبابها في الدول العربية تعود إلى الفقر والاستبداد والاحساس بالقهر، أما في الدول الأفريقية فسببها هو سوء الفهم للجهاد. هذا وقد علق مقدموا الأوراق على أسئلة ومداخلات الحضور بصورة اكتملت بها الصورة وحققت فائدة ملحوظة.