
بالمقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والذي انزل عليه القرآن الكريم معجزة خالدة كان من ابرز جوانب إعجازها ( بلسان عربي مبين ) ولا يزال قوله الشريف ( إن من البيان لسحرا ) يقرع آذان الخاملين ينتبهوا والنابهين ليتدبروا آي الذكر الحكيم ... أما بعد :
فان القرآن الكريم هو النور المبين والحبل المتين أنزله الله لينشئ به أمة ويقيم به مجتمعاً يلحق الرحمة بالعالمين وهو منهج حياة ونظام مجتمع حضاري ، واليوم ونحن نعيش الفصام بين مصدر التلقي ( القرآن الكريم ) وواقعنا المتأزم مع غياب الحوار الإسلامي الذي أرسى قواعده منذ ظهوره، فضلاً عن غياب مدلولات الحوار والمناظرات التي بثها وذكرها القرآن خلال حوار الرسل مع أقوامهم أو مع الله سبحانه وتعالى وما يستنبط من هذا الحوار دروساً ومواعظاً نسير عليها ، فحري بحداة هذه الأمة وصفوتها الذين يملكون خميرة الإمكان الحضاري أن يدلوا على بضاعة الرحمن ، والبشرية اليوم كلها بحاجة إلى هذا الهدي الرباني الكريم .
يظهر لنا من خلال المعاجم العربية أن الحوار هو مراجعة الكلام والمجادلة بين طرفين، والحوار في اصله اللغوي:هو المناقشة بين طرفين ، غير أننا يمكن أن نخلع هذا التعبير على محاورة العقول والمجادلة بين الأفكار والحوار إذن يتسع للعديد من الأشكال الفنية التي ظهرت في حضارتنا العربية قديمها وحديثها وذلك لنشر دعوة أو ترويج فكرة أو الدفاع عن اعتقاد، وهدف كل من هؤلاء محاولة الوصول إلى الحقيقة المستقرة في عقيدته وإيمانه بما ينصره .
وقد استقر في أذهان الدارسين مجموعة من السمات الفنية التي تلقي بظلالها على الحوار منها الاعتماد على التساؤل والاستفهام بقصد الاختبار وتعجيز الخصم أو جذب انتباهه ومنها الاتكاء على الأساليب السهلة والجمل الواضحة التي لا تثير اللمس في أذهان الجمهور ومنها البعد عن التشكيلات الخيالية ويؤدي هذا كله إلى قوة الحجج والبراهين بشرط أن يغلف ذلك سرعة البديهة من قبل المحاور في السؤال والإجابة على حداً سواء .
والحوار أسلوب راقي في التربية له فوائد منها :
1- انك تسمع حديثاً فيه آراء وحجج يدلي بها المتحاورون ليبرهن كل منهم على صواب ما يراه .
2- إن الحوار يثري السامع والقارئ والرائي بأفكار تطرح أمامهم بالحجة والبرهان فيعتادون التفكير السليم .
3- إن الحوار اثبت في النفس لان السامع يعمل بأكثر من حاسة في تفهم أبعاد الحوار ومراميه .
ومن هنا سيكون موضوع بحثنا ينصب في محور واحد وهو حوار النبي موسى مع فرعون في صورة الشعراء حصراً واقتصرنا على عدد قليل من آياتها لطولها ومن الله تستمد العون والتوفيق .
1- حوار موسى (ع) مع فرعون خلال اجتماعهما :
فصلت سورة الشعراء الحوار بين موسى (ع) وفرعون وفي أسئلة فرعون وإجابات موسى(ع) عليها .
قال تعالى : قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الأولين قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون قال لئن اتخذت إلها غيري لاجعلنك من المسجونين قال أو لو جئتك بشئ مبين قال فأت به إن كنت من الصدقين (1)
وسننظر في هذه وما تضمنته من حوار نظرة مجملة بعون الله .
نرى ( تصعيدا ) من فرعون في حواره مع موسى عليه السلام (2). كما نرى أن الحوار الذي سجلته كان في جلسة خاصة حضرها موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون . وتوحي الآيات انه لم يكن معهم أحد . ولهذا كان كلام فرعون هادئا في الظاهر ؛ لانه كان يريد أن يتعرف على موسى ودعوته – ورسالته ومهمته – فكان جاداً في البحث ، راغباً في المعرفة ، لا ليؤمن ويهتدي ولكن ليكوّن صورة متكاملة عن موسى ؛ ليعرف كيف يواجهه ويحاربه .
إن آيات سورة الشعراء توحي بأن الحوار بين موسى وفرعون كان في جلسة موسعة ، حضرها الملأ من قومه ، والملأ هم كبار رجال دولته الذين يتولون حكم الدولة باسمه .
ويبدو أن فرعون حرص على أن يحاور موسى أمام الملأ من قومه ؛ ليعرفهم على موسى ودعوته ، ويضع أيديهم على مدى خطورتها عليهم ، وذلك ليهيجهم عليه ، وينشطهم في حـربه – ولذلك ( صعّد ) فرعـــون فــي حـواره مـع مـوسـى – (ع)
وعلت نبرته ، وارتفعت حدة كلامه ، وتخلى عن هدوئه الظاهري المصطنع الذي ظهر في حواره الأول كما سجلته آيات سورة طه، ولجأ إلى أسلوب البطش والتهديد والوعيد .
والملاحظ أن موسى عليه السلام بقي متمتعا بهدوئه في ذلك الحوار الثاني الموسع ، كما بقي محافظا على الموضوعية الحكيمة في الحوار والجواب والكلام ، ولم يخرجه تهديد فرعون عن موضوعيته وحكمته – كما انه لم يضعفه أمامه ، فلم يخفه ولم يخش تهديده ، وبقي يواجهه بعزة وشجاعة وجرأة توحي آيات سورة الشعراء السابقة أن فرعون دعا الملأ من قومه إلى جلسة خاصة ،وكان من كبار الحضور قارون وهامان وذلك ليسمعوا ما سيقول لموسى وما سيقول موسى له(1).
في سورة الشعراء ذكرت قصة موسى عليه السلام مع فرعون بالتفصيل إلى غرق فرعون وقومه ، إن القصة تتسم بسمتين بارزتين هما :
1- التفصيل في سرد الأحاديث .
2- قوة المواجهة والتحدي .
وقد بُنيت القصة على هذين الركنين وجاء كل ألفاظها وعباراتها لتحقق هذين الأمرين(2)، ففي سورة الأعراف كان بعث موسى عليه الصلاة السلام بالآيات إلى فرعون وملئه ، وفي سورة الفرقان إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا ، أما سورة طه فكان الإرسال فيها إلى فرعون وحده ، واما هذه السورة التي معنا ، فكان الإتيان إلى القوم الظالمين قوم فرعون(3).
ولما لم يجد فرعون ( لعنه الله ) هذا الطريق من تقريره على التربية وغير ذلك رجع إلى معارضة موسى عليه السلام ، وذلك عندما سمع فرعون جواب موسى عما طعن به فيه وهو القتل والتربية(1). ورأى موسى وهارون مصرين على دعوتهما إلى توحيد الله وطلبها إخراج بني إسرائيل من مصر ، سارع في الاعتراض على الدعوى ، وبدأ بالاستفسار عن حقيقة المُرسل للأنبياء علما بان فرعون لم يقـل لموسى : ومـا رب العالميـن إلا وقـد دعـاه موســى إلى طاعــة رب
العالمين ، بدليل ما تقدم من قوله : فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول رب العالمين (2).
الصيغ التي جاءت في حوارهما أكدت و أثبتت حقيقة دعوة النبي موسى (ع) ذلك إن الداعية عليه أن يتمتع بلغة سليمة وواضحة ولعل من القضايا البلاغية التي جاء بها :
1- صيغة التعجب ألا تستمعون .
2- التأكيد بأن واللام لان السامع متشكك ومتردد إنّ رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون (3).
3- الطباق(4) بين ( المشرق ... المغرب ) ثم توافق الفواصل وهو من السجع البديع .
4- الإيجاز بالحذف قال اولو جئتك بشئ مبين .
أي : أتأمر بسجني ولو جئتك بشيء مبين ،بيّن لك أني رسول رب العالمين حقا وصدقا .
فالواو في ( اولو ) عطفت على محذوف من السهل استخراجه ذهنا بالتدبر(1).
5- المقابلة : في قوله تعالى : إن كنتم مؤمنين .
قال موسى ذلك في بدء مناظرته لفرعون وقومه بطريق التلطف والملاينة طمعا في إيمانهم ، ثم لما رأى عنادهم ومغالطتهم ونهجهم بقوله إن كنتم تعقلون وهذا مقابل لقول فرعون إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون (2).
وعندما تنظر إلى الآيات القرآنية التي أثبتت الحوار بينهما سنجد السؤال في قوله تعالى :
قال وما رب العالمين : أي شيء رب العالمين ؟
و قال رب السموات والأرض وما بينهما الله هو مالك السموات والأرض ، ومالك ما بينهما . إن كنتم مؤمنين إن كنتم توقنون بما تعاينونه ، فأيقنوا بان الله هو ربه ومالكه(3).
وهذا السؤال لا يخلو إما أن يريد به شيء هو من الأشياء التي شوهدت وعرفت أجناسها ، فأجاب بما يستدل به عليه من أفعاله الخاصة ليعرفه انه ليس بشيء مما شوهد وعرف من الإجرام والإعراض وانه شيء مخالف لجميع الأشياء ليس كمثله شيء واما أن يريد به أي شيء هو على الإطلاق تفتيشا عن حقيقته الخاصة ما هي ؟ فأجابه بأن الذي ليس إليه سبيل وهو الكافي في معرفته معرفة ثابتة بصفاته استدلالا بأفعاله الخاصة على ذلك ،وأما التفتيش عن حقيقته الخاصة التي هي فوق فطر العقول عما لا سبيل إليه(1).
والسائل عنه متعنت غير طالب للحق ، والذي يليق بحال فرعون ويدل عليه الكلام أن يكون سؤاله هذا إنكارا لان يكون للعالمين رب سواهلادعائه الألوهية ، فلما أجاب موسى بما أجاب عجب قومه من جوابه حيث نسب الربوبية إلى غيره .
رجع فرعون إلى معارضة موسى عليه السلام في قوله : رسول من رب العلمين فاستفهمه استفهاما عن مجهول من الأشياء . كما يستفهم عن الأجناس ، فلذلك استفهم بـ ( ما ) وقد ورد له استفهام بـ ( من ) في سورة طه وهو قوله تعالى ( فمن ربكما يا موسى ) ويشبه إنها مواطن ، فأجابه موسى عليه السلام بالصفات التي يتبين السامع منهما انه لا مشاركة لفرعون فيها ، وانهما ربوبية السموات والأرض وهذه المجادلة من فرعون تدل على أن موسى عليه السلام دعاه إلى التوحيد .
فقال فرعون عند ذلك ألا تستمعون على معنى الإغراء والتعجب من شنعة المقالة ، إذ كانت عقيدة القوم إن فرعون ربهم ومعبودهم والفراعنة قبله كذلك ، فزاده موسى عليه السلام في البيان يقوله : ربكم ورب آبائكــم الأولين فقال فرعون حينئذ – على جهة الاستخفاف : إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون فزاد موسى عليه السلام في بيان الصفات التي تظهر نقص فرعون وتبين انه في غاية البعد عن القدرة عليها وهي ربوبية المشرق والمغرب ولم يكن لفرعون إلا ملك مصر من البحر إلى أسوان وارض الإسكندرية ولما انقطع فرعون – لعنه الله – رجع إلى الاستعلاء والتغلب وهذا أبين علامات الانقطاع(1).
فتوّعد موسى عليه السلام حين أعياه خطابه وفي توعده بالسجن ضعف ، لانه حارب طباعه معه أي إن فرعون خالف طبيعته في العنف والعقل ولهذا توعده بالسجن ولم يأمر بقتله مباشرة .
وقوله قال اولو جئتك بشئ مبين
وهذه الحجة تلقم الخصم الحجر وهي كقول إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مناظرة النمرود فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر ... (1).
ولما انقطع فرعون وغلب في الحجة . رجع إلى الاستعلاء والبطش . متوعداً موسى بالتنكيل به ، بالقائه في أقبية سجون التعذيب وهكذا شأن الطغاة المتجبرين .إذا غلبوا في الحجة عدلوا إلى أسلوب التنكيل والتعذيب – متذرعين بقوة الجاه والسلطان ما يسعون إلى قهر الخصم بمنطق الحديد والنار .
قال لئن اتخذت إلها غيري لاجعلنك من المسجونين .
أي قال له فرعون : لئن اتخذت ربا غيري لالقينك في غياهب السجن وكان سجنه رهيباً يحبس الشخص وحيدا في مكان تحت الأرض . لا يبصر ولا يسمع فيه أحدا حتى يموت ، ولهذا لم يقل : لا سجننك وانما قال : لا جعلنك من المسجونين )(2).
لان سجنه كان اشد من القتل ، وقد اقتدى به زبانية اليوم من الطغاة المتجبرين ، يضعون الإنسان في زنزانة في أقبية تحت الأرض لا يرى الشمس ولا النور ولا الضياء ، ويسومونه سوء العذاب . وتمضي السورة الكريمة تقص علينا ما حدث بعد ذلك الوعيد فقد خشي موسى من بطشــه وجبــروته ، فتلطــف معه في
الكلام وعرض عليه أن يريه حجة واضحة(1)، ومعجزة ساطعة ، تدل على صدقه في دعوته النبوة . قال : لو قدمت لك دليلا يبين لك صدقي ، وحقيقة دعوتي ، أتجعلني من المسجونين(2) ؟ .
فأجابه فرعون : فأت به إن كنت من الصادقين
إن كنت صادقا في قولك فقدم ما معك من دليل .
فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فألقى موسى عصاه فتحولت ثعباناً مبيناً ظاهراً ، يراه فرعون وقومه . والثعبان هو الحية الذكر(3).
قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون
أي إن هذا الذي يزعم انه رسول مجنون . لا يصدر ما قاله عن العقلاء سماه ( رسولا ) على السخرية والاستهزاء ، وأضافه إلى المخاطبين رسولكم استنكافا عن نسبته له ، كأنه يقول : اسمعوا لهذا الرسول المرسل إليكم ، انه مجنون يهذي في كلامه ، أساله عن شيء فيجيبني عن شيء ، وأراد بذلك أن يحقر شان موسى في نظر السامعين . ولكن موسى عليه السلام لم يحفل بسخرية فرعون ، وعاد إلى تأكيد الدعوى بحجة ثالثة أوضح في الدلالة واقطع لمشاغبة الخصم .
قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون أي أن كان لكم عقول تعقلون بها ما يقال لكم . وتفهمون ما تسمعون من الكلام فاعلموا إن الله ربكم هو رب المشرق والمغرب وما بينهما(1).
قال لمن حوله ألا تستمعون أي قال فرعون لمن حوله من أشراف قومه ، على سبيل التهكم والاستهزاء ألا تسمعون جوابه ؟ ألا تعجبون من أمره ؟ اسأله عن حقيقة الله فيجيبني عن صفاته !!وأراد بهذا الكلام إن يلبس على قومه ، ويظهر لهم موسى لا يفقه ما يقال له ، يسأله عن أمر فيجيبه عن آخر ، وان فيه . و حاشاه . بعض الغباء ، وهنا يجيبه موسى بما يجرح كبرياءه(2).
قَالَ ربكم ورب آبائكم الأولين
أي هو خالقكم وخالق آبائكم الذين كانوا قبلكم . فوجودكم دليل واضح على وجود الخالق الحكيم ، وخاطبه بقوله ربكم ليوضح كذبه في دعوى الربوبية . ففرعون عبد لله وهو مخلوق كسائر المخلوقات فكيف يزعم انه اله ؟ وعندها غضب فرعون ونسب موسى إلى الجنون .
ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين .
واخرج موسى يده من فتحه ثوبه فادا هي بيضاء لمن ينظر إليها ويراها فإذا هي تتلألأ كالشمس الساطعة ، لها شعاع يغشي الأبصار ، ويسبي الأنظار ، فارتعش فرعون وفزع ، وحاول أن يجعل ذلك من قبيل السحر .
قال النسفي ( ونزع يده أي من جيبه أي من فتحة عند القميص بعد أن وضعها تحت إبطه دليل على أن بياضها كان شيئا يجتمع النضارة إلى النظر إليه لخروجه عن العادة ، وكان بياضها نوريا)(1).
وقال ابن كثير : تتلألأ كقطعة من القمر فبادره فرعون بشقاوته إلى التكذيب والعناد(2).
فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين * أن أرسل معنا بني إسرائيل .
وهنا انتقض الطاغية كانما لدغته أفعى ، لقد تجرأ عليه من كشف حقيقة أمره أمام الناس والحاشية .
وبدلا من أن يستسلم فإذا به يوغل في الجرأة على رب العالمين قال فرعون وما رب العالمين تناسى الطاغية رب العالمين الذي خلقه وهداه ورزقه . والذي يحييه ثم يميته تجاهل كل ذلك وقال في لجاجة وما رب العالمين فرد موسى يعرف الطاغية بربه رب العالمين وهي أول المسائل الذي ينبغي معرفتها رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين يعني رب العالمين .
خالق هذه السموات والأرض المشاهدة ما بينهما من المخلوقات المتجددة من السحاب والرياح والمطر والنبات والحيوانات التي يعلم كل موقن إنها لم تحدث بأنفسها ولا بد لها من موجود ومحدث وخالق وخالقها هو الله الذي لااله إلا هو رب العالمين(3).
- د. أسماء صابر جاسم ود.صالح حسن عبد الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)تفسيره: 184:3
(2) تفسير القرآن العظيم:313:3
(3)المحرر الوجيز:97:11،وينظر:تفسير التحرير والتنوير،لابن عاشور:116:18، ومعارج التفكر ودقائق التدبر، للميداني: 593:8
سمع الملأ المجتمعون سؤال فرعون ، وانتظروا ليسمعوا جواب موسى ، فأجاب قائلا رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين لقد كان موسى عليه السلام حكيما في جوابه فهو لم يوجهه إلى فرعون السائل
وأنا وجهه إلى الملأ الحاضرين ، وخاطبهم بقوله إن كنتم موقنين وذلك ليشركهم في الحوار وليلمس قلوبهم ويفتح آذانهم ليعلموا انهم المقصودون بالكلام والخطاب فيفكرون فيما يسمعون . بهذا نقل موســى الحكيــم الداعية (السلام عليه)
المسألة من حوار ثنائي بينه وبين فرعون ، إلى ندوة عامة بينه وبين الملأ أجمعين ، ولاحظ فرعون بدهائه إن جواب موسى الموضوعي الحكيم يهز عرشه ويلغي ربوبيته لقومه ، فترك موسى ووجه كلامه للملأ قال لمن حوله إلا تستمعون .
لقد نجح موسى الحكيم عليه السلام . في استدراج فرعون ، وفي تحويل الموضوع من حوار ثنائي إلى حوار عام مفتوح ، فها هو فرعون يوجه كلامه للملأ من حوله وهاهم الملأ يستمعون للحوار بين فرعون وموسى ، وهم يعلمون انهم مقصودون بذلك(1).
وانتقال فرعون هذا دليل على هزيمته أمام موسى وعدم وقوف كلامه أمام قوة حجة موسى . وبما انه عجز عن دفع حجة موسى الفكرية . فليقم بتشويه شخصية موسى . وما اقدم عليه فرعون أمام موسى هو نفس ما يقدم عليه كل حاكم طاغية مستبد فعندما يعجز الطاغية عن نقض حجج أصحاب الحق . ولا يستطيع دفع الحجة بالحجة فانه يلجأ إلى سب وشتم واتهام أصحاب الحق .
ومن حكمة موسى في هذه المواجهة مع فرعون أمام الملأ انه لم ينزل إلى مستوى فرعون الهابط ، ولم يرد على الاتهام باتهام مقابل .
ولم يدفع عن نفسه تهمة الجنون . فليست المعركة شخصية بينه وبين فرعون – وليس الموضوع عقل موسى أو جنونه ، إنما الموضوع الربوبية .
من ربهم ؟ الله أم فرعون ، ومن رب العالمين ، الله أم فرعون ؟.
إن فرعون يريد أن يصرف سير المواجهة مع موسى عن هذا الخبط الأصيل إلى موضوع هامشي تافه ، يقوم على الملاسنة والسباب والشتم بين شخصين ، وموسى يدرك هذه اللعبة الفرعونية فلم يستجب له فيها وأبقى المسألة في إطارها
الصحيح ؛ ولهذا وجه كلامه للملأ قائلا ربكم هو رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون .
يقول لهم : أيها القوم ليس ربكم فرعون ولكنه رب مشرق الكون ومغربه ورب ما بين الشرق والمغرب . لقد عرض موسى عليه السلام مسألة ربوبية الله رب العالمين خلال حوارهما في أبعاد ثلاثة وفرعون لا يدعي ربوبية لأي بعد منها .
أولا : المجال الكوني الواسع ، المتمثل في السموات والأرض وما بينهمــا رب السموات والأرض وما بينهما .
ثانياً : المجال الإنساني التاريخي ، المتمثل في وجود الإنساني على الأرض ربكم ورب آبائكم الأولين .
ثالثاً : المجال الأرضي الواسع ، المتمثل في المشرق والمغرب على وجه الأرض رب المشرق والمغرب وما بينهما .
وبهذا ضيق الأمر على فرعون ، ولم يعد له حجة أو دليل على انه رب لقومه ، اللهم إلا منطق الطغيان والاستكبار(1).
فأهمل موسى فرعون واستغرابه ووجه كلامه وحواره إلى الملأ وقدم لهم تعريفاً آخر على أن الله وحده هو الرب ، فقال لهم ربكم ورب آبائكم الأولين فنقل موضوع الربوبية من بعدها الكوني الواسع إلى بعدها الإنساني ‘ وبنى على كون الله وحده رب السموات والأرض وما بينهما . كون الله وحده رب الناس . على اختلاف زمان ومكان وجودهم فرب الكون هو رب الناس . وأحس فرعون بقوة وحكمة منطق موسى عليه السلام . ولم يستطع أن يحاربه في نفس المنطق والأسلوب العلمي والموضوعي .
لانه لا يعتمد على هذا المنطق ولا يملك حجة يخاطب بها قومه ، ولهذا انتقل إلى أسلوب السب والشتم فشتم موسى بأنه مجنون ووجه كلامه للملأ قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون وهذا هو منطق فرعون المستكبر المتجبر ، انه ينقل القضية من ميدانها الفكري الواسع إلى ميدان شخصي ضيق . لقد ترك فرعون نقض أدلة موسى . وتحول للكلام على شخصية موسى وعقله .
ولم يصمد فرعون أمام منطق موسى الموضوعي ،و أدلته المقنعة ، ولم يستمر فرعون بالتظاهر بالموضوعية والأناة وسعة الصدر .
فقد تظاهر بذلك حتى ألان ، وقدم نفسه لمن حوله على انه حليم موضوعي واسع الصدر . يستمع الرأي المخالف ولا يصدق به . لم يستمر بذلك لانه ضاق ذرعا بعلمية ومنهجية حوار موسى في أدلته وكلامه . ولهذا ظهر فرعون على صورته الحقيقية ، صورة الطاغية المستبد فهدد موسى تهديدا واضحا صريحا قال لئن اتخذت إلها غيري لاجعلنكمن المسجونين . كذلك لم يخرجه تهديد فرعون عن هدوئه وحكمته وموضوعيته ولهذا رد على تهديده ونزقه وغلظته قائلا اولو جئتك بشيء مبين وأراد موسى بكلامه هذا أن يحرج فرعون ويفحمه ، أمام الملأ الذي حوله فإما أن يرفض(1) السماح لموسى عرض البرهان الذي معه ويضعه في السجن . وبهذا يفتضح أمام قومه ، واما أن يسمح له بذلك فيطلع القوم على ذلك البرهان ويعرفون الحق . فهي خطوة ذكية حكيمة من موسى عليه السلام في مواجهته مع فرعون . قال فأت به إن كنت من الصادقين . أي قال فرعون له : فائت به إن كنت صادقاً في آن لك بينة أو في دعواك البينة ، فان مدّعي النبوة لابد له من حجة(2)
وتمضي السورة الكريمة . تقص علينا ما حدث بعد ذلك الوعيد . فقد خشي موسى من بطشه وجبروته . فتلطف معه في الكلام . وعرض عليه أن يريه حجة واضحة . ومعجزة ساطعة . تدل على صدقه في دعوى النبوة .
قال اولو جئتك بشئ مبين قال فأت به إن كنت من الصدقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للنظرين .
يقول له موسى : أتسجنني ولو جئتك بأمر ظاهر . وبرهان قاطع واضح ، تعرف به صدقي ، فأجابه فرعون : ائت بما تقول إن كنت صادقا في دعواك .
وكان في يد موسى عصا – فقال لفرعون : ما هذه التي بيدي ؟ ، قال عصا ، فرمى موسى بالعصا فإذا هي حية عظيمة . ذات قوام ، وفم كبير . وشكل هائج مزعج . واخرج يده من فتحة ثوبه ، فإذا هي تتلألأ كالشمس الساطعة ، لها شعاع يغشي الأبصار ، ويسبي الأنظار(3).
والسبب في قوله هذا ثعبان مبين وفي آية اخرى فاذا هي حية تسعى (1). وفي آية ثالثة كأنها جانٌ (2) ان الحية اسم الجنس . ثم انه لكبرها صارت ثعبانا . وشبهها بالجان لخفتها وسرعتها(3)
القرآن الكريم يصور لنا المشهد من عدة زوايا . فكأنه يريد أن يقول سريعة كالجان . كبيرة كالثعبان . فارتعش فرعون وفزع وحاول أن يجعل ذلك من قبل السحر .
قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون .
أي قال فرعون لأشراف قومه الذين كانوا حوله : أن هذا لساحر عظيم بارع في فن السحر يريد أن يستولي على بلادكم بسحره العظيم . فأي شيء تأمرونني ، وبماذا تشيرون علي(4) ؟. ولما رأى فرعون تلك الآيات الباهرة . خاف على قومه أن يتبعوه فتنزّل إلى مشاورتهم . بعد أن كان مستبدا بالرأي والتدبير ،و أراد أن يمحي على قومه تلك المعجزة الباهرة . برميه بالسحر خشية أن يتأثروا بما رأوا وشاهدوا ،وقوله : فماذا تأمرون .
أي بماذا تشيرون علي في دفعه ومنعه ، ولم يقصد به أمرهم له بفعل ما يريدون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)سورة طه : الآية 20
(2)سورة القصص: الآية 31
(3)المحرر الوجيز :104:11
(4)الإشاعة :الدكتور أحمد نوفل ،دار الفرقان ،عمان،ط3 ،1987م:21
دلالات الحوار بين موسى (ع) وفرعون وما يستنبط منه :
هذه مناظرة حاسمة في شأن إثبات وجود الله تعالى بين موسى عليه السلام وفرعون الطاغية الجبار .
1- يتبين منها النزعة المادية عند الماديين والملحدين ، الذين يريدون رؤية الله تعالى بالعين المجردة أو لمسه بالحس المجاور ، كشأن بقية المواد ، لذا استفهم فرعون عن حقيقة رب العالمين ، فآتى موسى عليه السلام بالصفــــات الدالة على الله من مخلوقاته ، التي لا تشاركه فيها مخلوق ؛ لان حقيقة الله لا يدركها أحد ، ولان المادة المجسدة محدثة ، والله تعالى هو خالقها وموجدها .
2- كان جواب موسى الأول إن الله هو خالق السموات والأرض وما بينهما ، فهو المالك والمتصرف وخالق الأشياء كلها ، العالم العلوي وما فيه من الكواكب الثوابت والسيارات النيرات والعالم السفلي وما فيه من كار وقفار وغيرهما وخلق الأشياء هو الدليل القاطع على وجود الله(1).
3- أتى موسى عليه السلام بدليل يفهمونه عنه من الحس والمشاهدة التي يطلبونها ، فقال ربكم ورب آبائكم الأولين أي أن الله خالقكم وخالق آبائكم الأولين ، فانحدارهم من أباء فنوا ، ووجودهم بعد أن لم يكونوا ،دليل على انه لابد لهم من مغير ، فهم محدثون ، ولابد لهم من مكون وهم مخلوقون .
4- فأجابه موسى ثالثا بقوله رب المشرق والمغرب أي أن الله هو مسير نظام الكون كله ، ومحرك هذا العالم بأجمعه في نظام بديع لا يعرف الخلل والاضطراب ، ومالك جميع أنحاء الأرض ، أما فرعون فيملك بلداً واحداً لا سلطان له على غيره ، فهل من عقل يدرك هذا ؟ وهل من إدراك يؤدي بهم إلى ضرورة الإيمان بصاحب الملك المطلق ، وان المالك الجزئي عبث وسفه وجنون إن يكون إلها ، فمــن الـه بقيـة العـالم ؟ ولمــا هُــزم فرعون أمام حجة موسى ، لم يجد بدا من استخدام السلطة الإرهابية ، فتوعد موسى بالسجن ، وذلك عين الضعف ، مع انه كما يروي كان سجنه اشد من القتل وكان إذا سجن أحدا ، لم يخرجه من سجنه حتى يموت ، فكان مخوفاً . ولكن التأييد الإلهي اشد نفاذاً وإرهابا وإقناعا ، ولا يجدي معه توعد فرعون ، ويهون أمامه كل مخاوف الدنيا . فحينئذ طلب موسى عليه السلام إثبات صدق دعواه النبوة بالمعجزة الخارقة للعادة التي لا تحدث إلا على يد نبي أو رسول بأحـداث الله تعالى وإيجاده ، فقبل فرعون إظهار تلك المعجزة ، ظنا منه انه سيبطلها ويأتي بما يعارضها(1).
5- هذا الأنموذج الذي ورد في القرآن الكريم ليكون عبرة للشعوب الذليلة والمؤمنين في الصمود ومواجهة الظلم ويكون عبرة أيضا للمستبدين والطغاة في نهاياتهم ومصارعهم ، وما إلى ذلك له أبعاد نفسية متعددة يمكن أن تؤصل لتكون منهجاً في تربية الشخصية الاستقلالية التي يحميها الإيمان من الظلم والسقوط واليأس .
6- قوله تعالى حكاية عن فرعون فماذا تأمرون استدل به الأصوليون على انه لا يشترط في الأمر العلو والاستعلاء(2).
7- قوله تعالى : وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم وقد كان هذا من تسخير الله تعالى لهم ذلك ليجتمع الناس في صعيد واحد وتظهر آيات الله وحججه وبراهينيه على الناس جهرة (3).
8- من عادة الفراعنة والطغاة عندما يزهق الحق باطلهم وتدحض الحجة اكاذيبهم أن يحشدوا جماهير الناس للاستعانة بمن يضلل عقولهم ويقلب الحقائق عليهم حتى يعينوهم في باطلهم ضد خصومهم قال تعالى عن فرعون:
قال للملأ حوله إن هذا لسحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا ارجه وأخاه وابعث في المدائن حشرين يأتوك بكل سحار عليم .
9- كان اجتماع السحرة مع موسى عليه السلام للمبارزة أمام فرعون وملئه في مشهد عظيم خلده التاريخ . تبين فيه موقف أهل الحق والإيمان بالله . موقف الأفاكين والمبطلين .
10- بوادر الهزيمة كانت قائمة . فالسحرة أرادوا التفرق والغلبة لهدف دنيوي ،أما المال أو الجاه . ووعدهم فرعون بالأمرين معا . واما موسى واخوه عليهما السلام فأرادوا نصرة الحق . واثبات صدق النبوة والرسالة واعلاء كلمة الله . فأيدهما الله بنصره . لان المعجزة آمر خارق للعادة مصدرها الإرادة الإلهية وشتان بين قدرة الله وقدرة البشر .
11- دلت الآيات على تحقيق وعد الله تعالى للرسل والمؤمنين بهم إيمانا حقا تحقق ذلك الوعد في الدنيا بالنصر والاستخلاف وفي الآخرة بعذاب المكذبين ونعيم المؤمنين(1).
قال ابن تميمة (( لهذا احتج من احتج بسنة الله وعادته في مكذبي الرسل كقوم عاد وثمود وموسى عليهم السلام ))(2).
12- ومن إمارات الهزيمة ، إن السحرة قالوا حين الإلقاء بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون أي قطعوا بالغلبة ، أما موسى فألقى باسم الله وعونه .
13- المفاجأة العظمى غير نصر المعجزة لموسى عليه السلام هي إيمان السحرة بالله عز وجل . فخروا ساجدين لله تعالى ؛ لأنهم كانوا عالمين بمنتهى السحر . وقد أعلنوا إيمانهم بالله عز وجل غير عائبين بتهديدات فرعون الجبار العاتي . وفضلوا الموت استشهادا في سبيل هذا الإيمان ، مع تقطيـع الأيدي والأرجل
والصلب على العودة إلى مستنقع الكفر وظلال السحر . وخلد القرآن الكريم موقفهم الصلب الثابت بأمرين(1).
الأول : التفاني في حب الله وابتغاء مرضاته ، وانهــــم ما امنوا رغبة في ثواب أو
رهبة من عقاب قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون وهذا أعلى
درجات الصديقين .
الثاني : التخلص من تبعات الماضي الذميم القائم على الكفر والسحر .
إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطينا . فكانــوا بذلــك السباقيـــن إلى
الأيمان في بيئة تغص بالكفر . إن كنّا أول المؤمنين .
14- السبق إلى الخير فضيلة كبيرة . اكرم الله تعالى بها السحرة . ببركة صدقهم واخلاصهم وانقيادهم للحق عندما رأوا أدلته وبراهينه(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ينظر: في ظلال القرآن :208:6، تفسير المراغي: 62:19، والتفسير المنير: 168:10
(2) من موضوعات سور القرآن الكريم:26:26
المصادر
1- الأساس في التفسير: الشيخ سعيد حوى، دار السلام،القاهرة،ط،19952
2- الإشاعة:د.أحمد نوفل،دار الفرقان،عمان،ط3،/1987
3- إعراب القرآن : لأبي جعفر النحاس،عالم الكتب،مكتبة النهضة العربية، ط3 /1988، تح:د.زهير غازي يموت
4- الإكليل في استنباط التنزيل : للإمام جلال الدين السيوطي،دار الكتب العلمية،بيروت،ط2 /1985، تح: سيف الدين
5--الإيضاح في علوم البلاغة : الخطيب القز ويني ، دار إحياء العلوم ، بيروت ، ط1 1988 .
6- التبيان في إعراب القرآن: أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري،دار إحياء الكتب العربية، تح : محمد علي البجاوي
7- التسهيل في علوم التنزيل : لابن جزي الكلبي ، الدار العربية للكتاب .
8- التعبير القرآني : فاضل السامرائي ، ط1 ، دار الكتب ، الموصل ، 1986 .
9- تفسير أبي السعود المسمى (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم) للإمام أبي السعود محمد بن محمد العمادي (ت951) دار المصحف ،القاهرة
10- تفسير البيضاوي المسمى أنوار التنزيل وأسرار التأويل :للإمام القاضي أبي سعيد عبد الله بن عمر الشيرازي البيضاوي، (ت791هـ) دار الكتب العلمية، بيروت،لبنان، ط1/1988م
11- تفسير التحرير والتنوير : الطاهر بن عاشور ، ط1 ، الدار التونسية للنشر ، تونس ، 1984 .
12- تفسير القرآن الكريم المسمى(السراج المنير) للخطيب الشربيني ،دار إحياء التراث العربي، بيروت،ط1/2004م
13- تفسير القرآن العظيم: للحافظ عماد الدين ابن كثير الدمشقي ،دار السلام ،الرياض،/1998،قدم له عبد القادر الأرناؤوط
14- التفسير الكبير:للإمام العلامة محمد ضياء الدين المشهور بالفخر الرازي(ت606هـ)دار الكتب العلمية،طهران/ط2
15- تفسير المراغي :للشيخ أحمد مصطفى المراغي،مطبعة بابي الحلبي،القاهرة/ط1/1972
16- تفسير النسفي: المسمى مدارك التنزيل وحقائق التأويل، للإمام أبي البركات عبد الله بن محمود النسفي(ت710هـ)، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر
17- جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، للإمام الطبري ، ط2 ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، 1954 .
18- خطاب الأنبياء: الدكتور عبد الصمد عبد الله محمد، مكتبة الزهراء ،القاهرة،ط1/1998
19- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: للعلامة الآلوسي البغدادي(ت1270هـ) دار إحياء التراث العربي،بيروت، لبنان،د.ت
20- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير : محمد بن علي الشوكاني ، دار الفكر .
21- في ظلال القرآن: سيد قطب: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط7/ 1971م
22- قصص القرآن الكريم : فضل حسن عباس ، ط1 ، دار الفرقان ، عمان ، 2000 .
23- القصص القرآني : دكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي ، ط1 ، دار القلم ، دمشق ، 1998 .
24- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لأبى القاسم الزمخشري ، دار المعرفة للنشر ، بيروت لبنان .
25- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز : عبد الحق بن عطية ، ط1 ، 1985 .
26- معارج التفكير ودقائق التدبر : عبد الرحمن الميداني ، ط1 ، دار القلم ، 2002 .
27- معاني القرآن، : لأبى جعفر النحاس ، ط1 ، دار الحديث ، القاهرة ، 2004 .
28- معاني القرآن وإعرابه : للزجاج أبي إسحاق إبراهيم بن السري (ت311هـ)شرح وتحقيق د. عبد الجليل شلبي، عالم الكتب،بيروت ط1/1988م
29- نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: للإمام برهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي(ت1885هـ) ط1/1979م
30- النبوة والانبياء : محمد علي الصابوني ، ط1 ، دار الصابوني ، القاهرة ، 1998 .
ابحث
أضف تعليقاً