أقام مكتب المنتدى العالمي للوسطية في نيجيريا  فرع ولاية أوسن دورة علمية  للأئمة والخطباء والدعاة والعاملين في مجال العمل الدعوي تحت عنوان  توظيف الخطب المنبرية في نشر الفكر الوسطيّ ، يوم الأحد 8/ربيع الأوّل/1439هـ الموافق 26/نوفمبر/2017م. بقاعة الندوات في رحاب المدرسة العربيّة لجمعية إصلاح الدّين الإسلاميّ، بمدينة إيوو، ولاية أوسن، نيجيريا، توزعت فعاليات الدورة على أربع جلسات  كانت الجلسة الأولى للافتتاح والكلمات الرسمية والجلسة الثانية للمحاضرة العلمية والجلسة الثالثة للمناقشات العامة وعرض التجارب والجلسة الرابعة لحلقة مصغرة للتقييم  وقد حضر الدورة أكثر من 120 مشاركاً من الأئمة والخطباء والدعاة والعاملين الحقل الدعوي .

بدأت فعاليات الدّورة   بتلاوة آي من الذّكر الحكيم . بعده ألقى المقرر والمسؤول التنفيذي للدورة كلمته سعادة الدكتور قاسم محمد تيجاني  وقال فيها" نرحب بالحضور الكرام ويسعدنا في مكتب المنتدى العالمي للوسطية في نيجيريا أن نجدد تواصلنا مع العلماء والدعاة بهذا النشاط  وباسم المنتدى العالمي للوسطية والذي تأسس واتخذ من المملكة الأردنية  الهاشمية مقراً له نرحّب بكم جميعاً وانطلاقاً من رسالة المنتدى المتمثّلة في نشر الفكر الوسطي المعتدل للإسلام ونشر تعاليمه السمحة وعزمه على تقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام إلى العالم أجمع والعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة والمواقف المتشنجة التي تؤدي إلى العنف والإرهاب من هذا المبدأ رأى مكتب المنتدى العالمي للوسطية أن يواصل جهوده ونشاطه ضمن خطته السنوية بأن ينظّم هذه الدورة العلمية للأئمة وخطباء الجوامع في موضوع مهم عن كيفية استخدام الخطب لتعزيز الفكر الوسطي ونشره في المجتمع،  ويسعدني أن أشير إلى أنّ دورات مماثلة ستقام في ولايات وأماكن أخرى في نيجيريا مثل مدينة لاغوس في وقت قريب، واختتم كلمته بالشكر للحضور ولفريق العمل لجنة التحضير ولسعادة مدير مكتب المنتدى في نيجيريا وللدكتور سراج الدين الأسرع بلال. ثم ألقى سعادة المشرف العام على الدورة /عضو ومستشار مكتب المنتدى في نيجيريا الدكتور سراج الدين الأسرع بلال  كلمته  والتي قال فيها" بداية أتوجه بالشكر للمولى عز وجلّ الذي هيأ لنا هذا اللقاء مع العلماء والأئمة الاكارم وباسمكم  أرفع جزيل الشكر والامتنان  للأمانة العامة للمنتدى بالأردن على ما يلقاه مكتب نيجيريا من دعم وتشجيع ورعاية ويسعدني أن أخبركم أن الإخوة في المكتب الرئيسي للمنتدى بالأردن وفي مقدمتهم سعادة المهندس مروان فاعوري  يعطون نيجيريا أولوية في الاهتمام  وقد رأيت ذلك من خلال الزيارات والاجتماعات معهم في الفترات السابقة  وأحثّ نفسي وإخوتي الدعاة والأئمة وكل من يعمل في مجال العمل الإسلامي أن نسعي وأن نتعاون على البر والتقوى لتعميق الوسطية ونشر فكر الاعتدال لأنه لا سبيل لمحاربة العنف والإرهاب إلا عن طريق العمل والجهود بالفكر وقدّم فضيلته الشّكر والتّقدير لجميع المشاركين، ووعدهم باستمرارية هذه الرّسالة الوسطيّة، ومواصلة إقامة الدّورات التّدريبيّة للأئمة والخطباء بصفة دوريّة؛ واختتم بتقدير جهود مدير مكتب المنتدى في نيجيريا وللإخوة الأعضاء.

   بعد ذلك تمّ إلقاء كلمة سعادة مدير مكتب المنتدى العالميّ للوسطيّة –مكتب نيجيريا- ومدير المركز النّيجيريّ للبحوث العربيّة سعادة الأستاذ الدّكتور: الخضر عبد الباقي محمّد، ألقاها نيابة عنه الدّكتور: قاسم محمّد تيجاني –الأمين العام المساعد للمركز النّيجيريّ للبحوث العربيّة، وعضو المنتدى العالميّ للوسطيّة – مكتب نيجيريا-وجاء فيها"بداية يسعدني أن أنقل لكم تحيات سعادة أمين عام المنتدى العالمي للوسطية في الأردن  المهندس مروان فاعوري ودعوته الصادقة للمسلمين في نيجيريا عامة والمشاركين في أعمال هذه الدورة التدريبية بدوام التوفيق ومزيد الأمن والاستقرار لنيجيريا وللعالم أجمع. وقال:فقد تزايدت موجات التطرف وكثرت أعمال العنف والإجرام وللأسف أنّ معظمها ترتكب باسم الإسلام زوراً وبهتاناً وشهد العالم عمليات إرهابية بشعة وفي أماكن ومدن مختلفة في العالم تفتخر بها تنظيمات دولية للإرهاب  (داعش/تنظيم القاعدة) وما  تنظيم بوكو حرام عنكم ببعيد.هذه الأمور والتطورات جعلت المطالبة تتزايد بضرورة تجديد الخطاب الديني وتكثيف جهود العلماء والخطباء والوعاظ وطلبة العلم الشرعي جميعاً للقيام بدور أكثر فاعلية لمواجهة هذا الوباء ومن أجل ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال التي جاء بها الإسلام مصداقا لقوله تعالى:     ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) البقرة/ 143وانطلاقاً من هذا الأساس ينظّم المنتدى العالمي للوسطية –مكتب نيجيريا  هذه الدورة التدريبية للأئمة والخطباء تحت عنوان"توظيف الخطب المنبرية في نشر الفكر الوسطي"  كجزء من المهام المنوطة به في توعية الدعاة والعلماء والعاملين في حقل العمل الإسلامي عموماً للتذكير بتفعيل دور المسجد ورسالته ولا شك أن شأن  الخطب المنبرية عظيم في الإسلام  لأنّ حال  المسلم فيها كحاله في الصلاة حيث التركيز والاستماع والإنصات الأمر الذي  هيّأ لها شروط التأثير في المتلقين، وأشار الدكتور الخضر إلى أنّ الخطيب 
هو أفضل من يستطيع محار بة الفكر المتطرف ويفوق دوره دور وسائل الإعلام
والمؤسسات الحكومية كون دور الإمام دوراً مباشراً في التأثير في الناس، وفي
الوقت نفسه هو أفضل من يقوم بنشر الفكر المتطرف.وقدّم سعادة الدكتور الخضر عبد الباقي شكره  لكافة القائمين على تنفيذ هذه الدورة المباركة من أعضاء منتدى العالمي للوسطية في نيجيريا (أعضاء اللجنة التنفيذية للمركز النيجيري للبحوث العربية )ومنهم فضيلة الشيخ الدكتور سراج الدين الأسرع على متابعته المباشرة لهذه الدورة ولسعادة الدكتور سعيد عالمي أكنبي مقدم الورقة الرئيسة في وللأمين العام المساعد للمركز النيجيري للبحوث العربية سعادة الدكتور قاسم محمد تيجاني  كما وجه شكره للسادة الأئمة والخطباء وطلبة العلم المشاركين .ثم رفعت الجلسة الافتتاحية.

 وفي الجلسة الثانية  تفضّل بتقديم الورقة العلمية سعادة الدكتور سعيد أكنبي عالم عضو المنتدى العالمي للوسطية والأستاذ بمركز الدراسات التأهيلية بجامعة ولاية أوشن نيجيريا بعنوان"أساليب ووسائل توظيف الخطب المنبريّة في نشر الفكر الوسطيّ؛ حيث عالج سعادته الموضوع من جميع جوانبه مستشهدًا بشواهد حيّة يمكن تطبيقها في حياتنا الواقعيّة،  "

   وفي الجلسة الثالثة  التي خصصت للمناقشات العامة بين الحضور والتي طرحت فيها أسئلة واستفسارات  عن التصرف الصحيح حيال بعض المواقف مع قضايا خلافية جدلية فقهية خاصة ووجهات نظر متباينة قد تكون مبنية على اجتهادات وقراءات وتقديرات مرحلية قابلة للتحول والتغير كما تضمنت الجلسة عرضاً لتجارب بعض المشاركين من الأئمة لخبراتهم الدعوية على المنابر وفي مجال الدعوة عموما.

وفي الجلسة الرابعة والختامية  أقيمت ورشة عمل مصغّرة لتقييم نتائج الدّورة، والاستماع إلى الانطباعات وردود أفعال الخطباء المشاركين؛ فكانت ردود الأفعال في مجملها إيجابيّة، والتي عكست طموحات عالية جدًّا؛  وطلبهم إلى المنتدى  بمواصلة إقامة  عدة دورات  للأئمة والخطباء في موضوعات الوسطية والاعتدال، وفي أماكن مختلفة؛ حتى طالبوا بإقامة أيام وأسبوع للوسطية .

التوصيات :

1. التوصية باستمرارية نشر الرّسالة الوسطيّة، ومواصلة إقامة الدّورات التّدريبيّة للأئمة والخطباء بصفة دوريّة؛
2. عقد ورشات  وحلقات نقاش على نطاق مصغرة على مستوى المدن والقرى الصغيرة  للتمكن من الوصول والاقتراب المباشر للقواعد الشعبية للدعوة
3. التوصية باستمرارية نشر الرّسالة الوسطيّة، ومواصلة إقامة الدّورات التّدريبيّة للأئمة والخطباء بصفة دوريّة؛
4. عقد ورشات  وحلقات نقاش على نطاق مصغرة على مستوى المدن والقرى الصغيرة  للتمكن من الوصول والاقتراب المباشر للقواعد الشعبية للدعوة
5. الحثّ على حسن استغلال المناير لنشر الوعي بالدين هداية الناس
6. حثّ الأئمة على تبني  الاعتدال وسلوك المنهج الوسطيّ في الخطاب الدعوي باعتباره أنّه هو المنهج النّبويّ الشّريف.
7. إنشاء مشروع "أسبوع الوسطية" يخصص لإقامة عدة أنشطة وتظاهرة علمية وثقافية ورياضية واجتماعية  لتنشر وتعميق فكر الاعتدال والوسطية في المجتمع.