صدور العدد (45) من مجلة الوسطية

صدر أمس عن المنتدى العالمي للوسطية العدد الخامس والأربعون من مجلة الوسطية، في سنتها الثالثة عشرة.

وتضمن العدد مجموعة من الدراسات والأبحاث الشرعية المتنوعة، والمقالات الفكرية والثقافية والأدبية، لنخبة من الأكاديميين والباحثين والكتاب، والتي تهدف إلى إشاعة الوعي الديني، ونشر القيم الإسلامية بصورتها النقية الصافية، وتعميق نهج الوسطية والاعتدال في المجتمعات، وإيلاء الفقه الحضاري، والفكر النهضوي اهتماما خاصا. 

خُصص باب "من أعلام الوسطية" في هذا العدد لتسليط الضوء على سيرة ومسيرة سماحة الدكتور أحمد هليل، الذي شغل مناصب رسمية رفيعة، فكان وزيرا للأوقاف، وقاضيا للقضاة، وإماما للحضرة الهاشمية، وهو من أبرز ممثلي الفكر الوسطي المعتدل في الأردن، ومن دعاة تجديد الخطاب الديني. 

وحذر المهندس مروان الفاعوري، الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية في افتتاحية العدد من خطر "سياسات التهجير، وما يُسمى "مشروع إسرائيل الكبرى" بوصفها خطرا داهما، يمثل تهديدا وجوديا على المنطقة بأسرها "يمكن أن يحوّل مستقبل شعوب ومجتمعات بأكملها". 

وشدد الفاعوري على ضروة وجود "موقف عربي-إسلامي واضح ومتماسك لا يركن إلى الشعارات الفارغة، بل يقدم أدوات علمية لتحويل الضغوط الدولية والإنسانية إلى آليات حماية فعلية للفلسطينيين في غزة وغيرها، وقف فوري لإراقة الدماء، فتح ممرات إنسانية آمنة وفعالة لإدخال المساعدات.. مع رفض أي تهجير قسري أو تغيير ديموغرافي قسري يخالف أحكام القانون الدولي".

 ومن أبرز الدراسات والأبحاث الشرعية المنشورة في هذا العدد ما كتبه الدكتور محمود السرطاوي بعنوان "ظاهرة التشكيك في اجتهادات العلماء.. كيف يمكن مواجهتها"؟ ومقال "الذكاء الاصطناعي.. تحول حضاري وفرصة لترسيخ المنهج الوسطي" للدكتور عبد الله الكيلاني، وناقش الدكتور حمزة عدنان مشوقة في مقاله إمكانية إيجاد بديل شرعي ومأمون عن التأمين التقليدي. 

كما احتوى العدد على مقالات خصصت لإبراز الفكر الوسطي المعتدل، فجاء مقال الدكتور أبو جرة سلطاني، رئيس المنتدى العام للوسطية ليناقش مسألة الاحتفال بالمولد النبوي، وما يدور حولها، خاصة إيراد الدليل الذي يحتج به مانعو الاحتفال بالمولد النبوي من أن الصحابة لم يفعلوا ذلك، أما مقال الباحث المصري الدكتور كريم نفادي فاتجه لبحث وتأصيل "المنهج الوسطي المعتدل في التعامل مع الصراعات والفتن".

وتضمن باب "جدليات وحوارات" مقالين؛ جاء الأول تحت عنوان "النسوية الإسلامية.. ما مدى توافقها مع الشريعة الإسلامية" للدكتور حسن شموط، أما الثاني فخصصه الباحث والإعلامي المصري جمال سلطان لمناقشة "الخلاف الفكري والديني حول سيد قطب". 

أما باب "قضايا ومعالجات" فاحتوى على أربع مقالات، منها : "انعكاسات اتفاقية سيدوا على القيم الأسرية" للدكتور بدران بن لحسن"، ومقال آخر بعنوان: "أصول وقواعد في تدبير الخلاف المذهبي والطائفي بين المسلمين" للأكاديمي المغربي الدكتور أحمد الزقاقي.

وفي باب "قراءات منهجية" كتب الباحث حسن أبو هنية مقالا بعنوان "منهجية قراءة التراث عند الفيلسوف طه عبد الرحمن"، كما ناقش الباحث في العلوم الشرعية، الدكتور عماد الصمادي في مقاله "دعاوى القرآنيين بالاكتفاء بالقرآن وإسقاط السنة والردود العلمية عليها"، وجاء مقال الكاتب والباحث بسام ناصر تحت عنوان "نحو إحياء ديني يتجاوز الصورية إلى الأخلاقية الفاعلة". 

أما مقالات "آراء وأفكار" فكان أولها بعنوان "أزمة المثقف العربي بين الحصار والاستعادة" للكاتب والباحث خالد عبد الهادي، أما الثاني فتناول فيه الباحث محمد خير موسى مخاطر "الريلز معضلة الصورة وتحولات الوعي في زمن الانخطاف البصري"، في حين خصص الدكتور مازن الفاعوري مقاله لمناقشة "قانون الجرائم الالكترونية ودوره في تحقيق السلم المجتمعي في الأردن". 

وتضمن باب "مدارات ونوافذ أدبية" مقالا للكاتب والقاص سمير اليوسف سلط فيه الضوء على سيرة ومسيرة، الدكتور وليد سيف، الأكاديمي والأديب والشاعر والدرامي، الذي جمع "بين الدقة العلمية والخيال الفني، وبين الذاكرة الفلسطينية والوعي العربي، ففي نصوصه نسمع صوت المخيم والقرية والمدينة، ونرى ملامح التاريخ والواقع، ونلمس الإنسان وحلمه، جميعها تتداخل في نسيج واحد محكم"، لذلك يمكن القول إن وليد سيف هو "حكّاء الوجدان العربي وصانع السردية البصرية" بحق.

واحتوى العدد تغطية شاملة لفعاليات المنتدى العالمي للوسطية للفترة الماضية، من أبرزها: مشاركة المنتدى في فعاليات مؤتمر "غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية" في اسطنبول، وتقرير مفصل عن أبرز فعاليات المؤتمر وتوصياته، وتصريحات المهندس الفاعوري، الأمين العام لمنتدى الوسطية على هامش المؤتمر، واختيار الدكتور أبو جرة سلطاني رئيسا للمنتدى بالتزكية، وزيارة وفد من اليمن للمنتدى العالمي للوسطية، واستنكار المنتدى للهجوم الإجرامي الصهيوني على قطر واستهداف قادة المقاومة. والإعلان عن تنظيم المنتدى مؤتمرا دوليا تحت شعار "تمكين الأسرة في المجتمعات المعاصرة: الفرص والتحديات" يومي السبت والأحد الموافق 27-28/9/2025.

لتصفح العدد https://www.wasatyea.net/sites/default/files/lwsty_ldd_45-_m_lglf_compre...