wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
ندوة فكرية "الشّباب والفكر الوَسطي"

عقد المنتدى العالمي للوسطية فرع تونس  بالاشتراك ع جمعية "سعد بن معاذ" ندوة"الشّباب والفكر الوَسطي" حاضر فيها الاستاذ زهير اسماعيل في مداخلة حول " الاسلام السياسي وعلاقته بالديمقراطية. وحدد مداخلته في نقطتين :-حدود الاسلام السياسي، ووظيفته. و اشار الى ضررة الحديث عن الحركات الاسلامية باعتبار  تعدد خطاباتها، معتبرا تعدد الخطاب الشريعي لدى هذه الحركات التي ناست  بين  الوهابيّة و السنوسية والاخوانية  موضحا الفرق بينهما في السياق الحضاري الذي نشأت فيه. ففي حين  ان الوهابيّة بدوية ، كانت السنوسية مدنية حضارية نظرا للاصول الاندلسية. وتساءل عن اشكالية السؤال النهضوي :لماذا تخلف المسلمون و تقدم الغرب؟ معتبرا حركة الاخوان المسلمين في مصر محاولة فذّة لعيش الحداثة الاسلامية والعصر. مبينا تنقل الخطاب الاسلامي الى مرحلة الخطاب المعولم الذي يستهدف الفئات الشبابيّة . فلا  مجال لقيام ديمقراطية تقوم على الخيار الحر اذا ما الغي هذا المكون وهذا ما اقتنع به الغرب نفسه لصد الارهاب والتطرف والغلو في الدّين .ولكن الاسلام السياسي، حسب رايه، ظاهرة لها بداية ونهاية ومرتبطة بوظيفة تاريخية وسياسية معينة. عرف صدامات مع الدولة في اطار الدولة السّاجنة للدين لذلك كان هذا المكون خارج الدولة في ظروف ثورية , سنة 2011 مثلا في تونس .  معتبرا ان  بنية النظام الاستبدادي ثلاثية : دولة+مجتمع+زعيم(قوة فوق القانون) .
و أعلى مراحل الاسلام السياسي هي العدالة والتنمية كفكرة ومطلب بتقلّص العنصر الإيديولوجي اتجاها لتحقيق كونية القيم , بتخليص الحرية من اللبرالية , و العروبة من القومية
فالاسلام السياسي في تونس لم يرتق بعد الى مرحلة العدالة والتنمية ومعها تأسيس ديمقراطية فعلية.و في ختام  قوله اعتبر ان الديقراطية الناشئة في تونس لابد ان تبتعد عن المراوحة بين النظام القديم والجديد و تتّخذ التجديد اساسا لها.
فالرهان اليوم قائم على الوعي بثقافة الحرية والعدل الاجتماعي في اتجاه ديمقراطية تشاركيّة. أما مداخلة الدكتور محمّد الرحموني، استاذ الحضارة بالجامعة التونسية ، فكانت بعنوان  " الاسلام مشتركا  مقاربة  لغوية "  فقد ذهب فيها الى التأصيل اللغوي لمادة "شرك" في القرآن وعيون المعاجم اللغوية والمدونة الشعرية العربية وقد خلص الى ان ( ش ر ك ) تعني كذلك وسط-عدل-ساوى كما قدم مختلف المعاني للوسطية (و س ط) وعديد المصطلحات الاخرى في علاقة بمفهوم الوسطية .كما أشار الى مصطلح التعارف بما فيه من معنى ايجاد وحدة سياسية تجمع كل الناس بمختلف اعراقهم وافكارهم .فالاسلام في السياق القرآني يشير الى كونية المبادئ الاسلامية التي تضفي معنى الوحدة على الاديان (وحدة المبادئ والاصول الانسانية)
والضرر كان حين القطع مع مفهوم الصفاء في الدين. فالدين واحد والشريعة تتفرق , فلابد البحث عن المشترك مع الغير وهنا يتجلى الدين في بعده المقاصدي قاطع مع فكر الهوية و الانغلاق. مداخلة الدكتور بشير العبيدي رئيس المرصد الاوربي للغة العربية   بفرنسا " "الوسطية بين الجمود والجحود "،  فقد  تناولت مفهوم الوسطية من بعدها الكوني الانساني والرؤية الى  الوجود. فراى المحاضر  ان الامة الاسلامية تخلفت عن واجبها في ان تكون "الامة الوسط" فكان ماكان من خراب في الانسانية. وسبب ذلك ان مفهوم الوسطية كان غائبا. فالوسطية لها مفهوم الجمال كما لها مفهوم العدل. وحين تغيرت موازين القوى العالمية، كان من الخطأ ان نمركز الاشكال عند الغرب الذي لم يعد بتلك الاهمية في العالم خاصة اقتصاديا. تشكو الوسطية-حسب رايه – من مشكلين اساسيين: مشكلة جمود ومشكلة  الجحود ،واعتبر ان كل التجارب الناجحة كان للدين فيها جدوى . عانت الامة جمودا فكريا فكانت طباعة المصحف  محرمة مثلا الى حدود القرن العشرين رغم استكشاف الطباعة منذ القرن السادس عشر ميلاديا. وكل محاولات التجديد كانت مرفوضة  ولازالت تطرح نقاشات، حتى اليوم، بخصوص قضايا غير مجدية مرهقة للعقل ومضيعة للوقت وغلا للارادة ومتاهة للفكر عاكسة الجمود في الفكر،فصار العرب لا يتخيلون وجودهم دون الغرب
الذين يطرحون بشانه مسائل مغالية  وصاروا هم اساسا خارج نطاق التاريخ رغم النرجسية الزائدة عند العربي وعاطفيته. اما الجحود  فيتجلى في  الذوبان التام في الفلسفة الغربية و التعصب لها نتيجة الانبهار بالآخر "الغالب" الذي يهرول المغلوب للاقتداء به في الملبس والماكل والمشرب والعادات والنحل والتقاليد –حسب ابن خلدون- وهي مدعاة لنشأة الغلو والتعصب. اشار الدكتور الى دراسة عن الواقع العربي من منظور علم النفس الجماعي مشيرا الى "عاطفية" العربي اليوم خلافا للعقلانية التي يدعو اليها المنهج الفكري القرآني .
كما اشار الى التهور في طرح قضايا التاريخ والهوية . وسبيل التغيير  لابد ان تكون بالعقل العلم  ودراسة المواضيع العملية التي من شأنها ان تحيل الى التغيير لاتلك التي تخلق الوعي الديني المزيف. كان لابد من الابتعاد التصنيفات والتسميات التي من شأنها التفريق التي وتكريس التمركز و التعصب في الانتماء. فحسب ادغار موران الفيلسوف الفرنسي " اذا حلت الثقة بيننا سوف لن نضطر الى وضع حدود في حرية الرأي "
 

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.