wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
أقام المنتدى العالمي للوسطية فرع السودان ورشة عمل بعنوان " ثقافة الوسطية في مواجهة التعصب للحد من أثره في المجتمعات"

في إطار مخاطبته القضايا المعاصرة التى تشغل الإنسان السوداني في الفترات الأخيرة، أقام المنتدي العالمي للوسطية فرع السودان ورشة عمل يستهدفت خطباء المساجد تحت عنوان " ثقافة الوسطية في مواجهة التعصب للحد من أثره في المجتمعات" يوم السبت 26/12/2015 بدار هيئة شئون الأنصار والتي شارك فيها (50) من خطباء المساجد من مدن العاصمة الثلاث، وهدفت الورشة الي ترسيخ المنهج الوسطي وتفنيد ظاهرة التعصب والتطرف الديني واثر ذلك علي تفكيك المجتمعات وترسيخ ثقافة الكراهية والعنف.

وقد جاءت أوراق العمل متسقة مع اهمية الموضوع والأسئلة الملحة التي يفرضها الواقع ومتناغمة مع الرؤية الإسلامية الصحيحية، حيث شملت الجانب المعرفي والتطبيقي والسلوكي.

قدم الاستاذ محمد موسي محمد امين العلاقات الخارجية بهيئة شئون الأنصار ورقة " خطبة الجمعة وأهميتها في إصلاح المجتمع" التي أعدها الأمير عبد المحمود ابو رئيس المنتدي العالمي للوسطية بالسودان، متحدثا عن خصائص الخطبة وصفات الخطيب الناجح ومقومات الخطبة المفيدة ، وركز علي مفهوم الإصلاح في العقيدة والفكر والسلوك ليتجسد في أرض الواقع وشرح منهجية للوسطية للإصلاح الديني والاجتماعي.

واقتطف الاستاذ يوسف حسن يس المفكر الإسلامي والأستاذ بكلية الإمام الهادي من كتابه القيم " الخطيب والخطابة" ورقة عمل محكمة حول " منهج إعداد الخطبة" حيث تحدث عن كيفية اختيار موضوعات الخطبة، وكيفية التحضير الخطبة، والمبادئ التي يجب مراعاتها في الخطيب والخطابة، والآداب التي يجب معرفتها لأي خطيب، وطرح عدة موجهات للخطيب بغرض تجويد الأداء وصقل التجربة وترقية المستوي عبر الحصيلة المعرفية وتجسيد قيم ومعاني الوسطية، وطالب خطباء المساجد بالتجديد والتجويد والإتقان والإخلاص والمواكبة.

من جانبه تتبع د.عبد الصمد علي عبد الصمد استاذ الثقافة الإسلامية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ومعهد العلوم والبحوث الإسلامية في أطروحته حول " التعصب الديني وأثره في المجتمع" تتبع تطورات مفهوم العصبية من قبل الإسلام وبعده والتعصب المذهبي والولاء والبراء والتعصب الفكري لاحقا خلال رؤية خلق القرآن والمعتزلة والرافضة والخوارج الجدد والدواعش، وناقش منهج الإسلام لمحاربة التعصب والتطرف والتشدد، مؤكدا علي ان

الحل في تبني الفكر الوسطي الذي يقوم علي حسن الخلق والاعتدال ونبذ التشدد، وشدد علي ضرورة التحلي بأدب الاختلاف وفتح باب الاجتهاد، وطالب بضرورة التعاون في المشتركات والمناصحة في المختلف حوله.

“حتي لا تصبح الوسطية طرفا " تحت هذا العنوان جاءت ورقة الاستاذ محمد الحبر نور الدائم الامين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي ومدير البحوث والتخطيط بوزارة الأوقاف السابق، والتي أشار فيها بوضوح لمفهوم الوسطية حيث قال إنها مفهوم جامع للخيرية والاستقامة والعدل والفضل والقصد وأنها ليس بأمر حادث ولا تعني الحياد وإنما الميل الي الحق والتمسك بالفصائل كلها. وتسأل اين تكمن المشكلة؟ وأجاب في محورين ( المحاصرة الذاتية والمحاصرة الخارجية). وفند المحاصرة الذاتية لتيار الوسطية والنظرة له باعتباره رد فعل للتيارات السلفية والإخوانية، واحتكاره من قبل مدارس بعينها، وطرح عموميات، والنظرة الي المقاصد الشرعية، وحذر من أن تتحول الوسطية لمذهب فقهي جديد، وتطرق الي انتكاسة المراجعات واضطراب المسلمات وقضية التوفيق بين الوطنية والأممية وبين رفض العنف وحق المقاومة وضبط مفهوم الجهاد. وحول المحاصرة الخارجية ذكر الحبر تحديات تيار الوسطية ومن بينها الحيلولة دون تحول الوسطية لأداء ووظيفة لتحقيق أجندة غربية، وتبني مضامين غير إسلامية، والنظر الي الحق باعتباره متعدد، واتباع مواصفات المسلم الوسطي التي وضعتها دوائر غربية وأخري مواصفات المسلم الإرهابي مما يشكل أشكال كبير للتيار الوسطي.

اما الجانب العملي والتطبيقي فكان من نصيب الاستاذ الفاضل علي محمد احمد المدرب المتخصص في تنمية الموارد البشرية حول " فن الإلقاء والإقناع" استعراض أساليب الخطبة العصرية من حيث الاعداد والعرض وتكتيكات الاقناع والاستمالة، وملامح الخطبة الجيدة، وقدم تمثيل أدوار عبر إعداد وتقديم خطبة قصيرة للتعريف بمنهج الوسطية وأخري بمنهج داعش. ووعد بتقديم دورات تدريبية تستهدف خطباء المساجد خلال العام الجديد 2016م.

واختتم الورشة د.عبد الرحيم عمر محي الدين المفكر الإسلامي والأستاذ بجامعة النيلين بمداخلة رئيسية حول التطرف الديني ومخاطره والدور المناط بخطباء المساجد والعلماء لمعالجة هذه الظاهرة وتبني المنهج الوسطي كترياق ناجع لمعالجة المشاكل الاجتماعية والفكرية عبر حركة تنويرية شاملة.

وبعد نقاش مستفيض للأوراق المقدمة ومداخلات من قبل المشاركين خرجت الورشة بعدة توصيات منها:

1. ان تحديات الوسطية كبيرة تستدعي التعاون لإبراز المنهج القويم في مواجهة عمليات التشويه والتشويش المتعمد للتقليل من دورها التنويري والتثقيفي.

2. تبني أساليب مستحدثة في خطبة الجمعة لمواكبة التغيرات المجتمعية ونشر خطب الجمعة عبر الوسائط الإعلامية من صحف ومجلات ووسائط بديلة فيس بوك ووتساب ويوتيوب وغيرها لتعم الفائدة.

3. التركيز علي القضايا المعاصرة وتحديد جزء من الخطبة ثابت لنبذ التعصب والتطرف وشرح المنهج الوسطي.

4. ترسيخ أدب الاختلاف والتسامح الديني ومواجهة الأفكار الهدامة بالحسني.

5. الدعوة لإجراء حوارات واسعة بين المدارس الإسلامية بغرض الاتفاق علي المنهج الأمثل للإصلاح ونبذ التعصب الديني.

6. بناء شراكات واسعة لكل المؤسسات العاملة في الدعوة والإرشاد لمحاصرة التطرف والعنف.

7. إعداد كتاب مفصل حول التعصب الديني وأثره في المجتمع ويوزع لكل المعنيين من أجل مواجهة شاملة للتعصب والتطرف.

8. المطالبة بتدريب وتأهيل الدعاة وخطباء المساجد لمساعدتهم في تبليغ رسالتهم.الاستقرائي وبالتالي رؤية غير نهائية.

  •  

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.