wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
موتمر تمكين الأسرة يواصل أعماله في جلسته الثانية
الأحد, September 28, 2025

مؤتمر "تمكين الأسرة.. " يواصل أعماله في جلسته الثانية بأربع ورقات بحثية

 

 ترأس الجلسة وأدارها الأكاديمي والسياسي الأردني الدكتور بسام العموش. 

 انطلقت جلسة المؤتمر الثانية بورقه بحثية قدمتها الدكتورة سميرة الرفاعي عضو الهيئة العلمية للمركز الدولي للاستراتيجيات التربوية والأسرية بعنوان: "حماية الأطفال والمراهقين من التأثيرات السلبية للفضاء الرقمي". 

استعرضت الباحثة في مستهل ورقتها أبرز وأهم المحاور التي قاربت من خلالها موضوع الورقة، حيث قدمت في المحور الأول: "الطفولة، المراهقة، الفضاء الرقمي" تعريفات لكل من الطفولة والمراهقة والفضاء الرقمي، وأجابت عن سؤال: لماذا ركزت في ورقتها على الطفولة والمراهقة؟ لأن شباب المستقبل هم من سيبني مستقبل الأمة، وعن لماذا الفضاء الرقمي تحديدا: بأن الحاضر رقمي والمستقبل سيكون رقميا، ومن ليس له تواجد رقمي ستحوم حوله علامات استفهام كبيرة. 

وأضافت "نحن في عصر الثورة الصناعية الخامسة، عصر الذكاء الاصطناعي، وفي الثقافة الرابعة التي تسمى الثقافة الرقمية، وقديما كانت الفجوة بين الأجيال أقل من ذلك ويمكن تداركها، ولكننا اليوم في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي تسارعت فيه الفجوة الرقمية، فالمعرفة باتت تقاس بالدقائق، والزمن يتسارع بوتيرة سريعة جدا".  

وتناولت في المحور الثاني أبرز سلبيات الفضاء الرقمي على أبنائنا سواء أكانوا أطفالا أم مراهقين، وتساءلت: من أين تأتي هذه السلبيات؟ لتجيب بالقول "هذه السلبيات تأتي من كون تطبيقات الذكاء الاصطناعي جذابة ومغرية وسهلة، ما يعني سهولة تواجدها بين أيدي أبنائنا". 

وتابعت حديثها بذكر تلك السلبيات في عدة مجالات: فكرية ورقمية واجتماعية ونفسية وأخلاقية، وأتبعت ذلك بذكر أمثلة على كل مجال، ومما ذكرته في المجال الفكري: تلوث المفاهيم العقدية، مثل أفلام الكرتون، والتقليد الأعمى للمشاهير، الإدمان الرقمي..". 

وفي إجابتها عن سؤال: كيف نحمي أبناءنا من سلبيات الفضاء الرقمي، لفتت الباحثة إلى أن الأمر يتطلب نوعين من الإجراءات، إجراءات تربوية، وإجراءات تقنية، وشددت على أهمية التربية الرقمية، والعمل على إشغال أوقات الأبناء بالنافع والمفيد وعدم ترك وقت للفراغ في حياتهم، وتحصينهم عقائديا وأخلاقيا منذ نعومة أظفارهم، واستخدام الحوار والمناقشة، وبناء الثقة بين الآباء والأبناء". 

تلتها ورقة بحثية ثانية للأكاديمي الدكتور محمود السرطاوي، أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الأردنية، بعنوان: "دور الأسرة في تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية".

ولفت الدكتور السرطاوي إلى أن بحثه تناول "دور الأسرة في تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية وأهميتها الكبيرة في التربية الإسلامية" كما أن "البحث يبرز أن الأسرة هي المحضن التربوي الأول الذي يشكل شخصية الإنسان ويوجهه فطريا إلى الخير". 

وأضاف "وقد أظهرت النتائج أن الاستعداد الفطري موجود لدى الأطفال لتقبل القيم الحميدة، لكنه بحاجة إلى رعاية الأسرة وتوجيهها المستمر، كما يتبين أن للأسرة دورا محوريا يفوق غيرها من مؤسسات التنشئة (كالمدرسة والمسجد والإعلام)، إذ إنها الأساس الذي تُبنى عليه أخلاق الفرد منذ نشأته". 

وتابع "ومن أبرز النتائج أيضا ضرورة اتفاق الوالدين في منهجية التربية وتكاملهما في توجيه الأبناء، وأهمية انسجام الزوجين فكريا وأخلاقيا لتأسيس بيئة أسرية صالحة". 

وأكدّ الأكاديمي السرطاوي في ورقته البحثية على "أهمية القدوة العملية التي يقدمها الوالدان، والتنشئة على الآداب الإسلامية في كل جوانب السلوك اليومي (كالاستئذان والكلام والأكل والحديث والمشي وغيرها)، وترسيخ واجبات الوالدين كتسمية المولود اسما حسنا، والعدل بين الأبناء، والتربية بحسب المرحلة العمرية". 

وقدمت الورقة البحثية جملة من التوصيات العملية؛ منها مراقبة الأهل لأصدقاء الأبناء ووسائل تواصلهم، والتحذير من العادات السيئة كالتدخين والكذب، وغرس النظام واحترام الوقت، وتكريس قيم الفضيلة كالرحمة والتسامح والتكافل وحب الوطن، وتنمية الإيجابية وروح المبادرة دون عدوانية، وربط الأبناء بالمسجد والعبادات، وتشجيعهم على العلم واحترام المعلمين..".

أما الورقة الثالثة فقدمتها النائب السابق، تمام الرياطي، بعنوان "الاختلالات الأسرية وسبل معالجتها" حيث استعرضت في ورقتها طبيعة المشاكل والاختلالات الأسرية السائدة في مجتمعاتنا، التي تواجه الأسر وتشكل لها تحديات كبيرة". 

وتساءلت "هل بيوتنا ما زالت اليوم هي مصدر للطمأنينة والاستقرار أم هي مصدر للقلق والاضطراب"؟ مشيرة إلى أن أننا ما زلنا لا نعترف بوجود مشكلة، إذ لو اعترفنا بأن لدينا مشكلة وخلل في الأسرة، لسعينا بجد واجتهاد للبحث عن الإجراءات الوقائية أولا حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه من المشاكل والاختلالات المتقدمة". 

وتحدثت عن تجربتها كرئيس لمكتب حماية الأسرة لمدة عشر سنوات، مشيرة إلى وجود اختلالات ومشاكل أسرية كثيرة، منها عدم وجود حوار وتواصل بين أبناء الأسرة الواحدة، وأن عالم التكنولوجيا والرقمنة أفسد سبل التواصل بين الأسر". 

وأضافت "كما إن الأسر تعاني من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، كالبطالة والفقر، وارتفاع نسبة الطلاق، لاتساع الفجوة بين الأماني والأحلام ما قبل الزواج، وقسوة الواقع بتحدياته الكثيرة ما بعد الزواج". 

ولفتت في ختام حديثها إلى ما يعانيه أهل غزة من تجويع وحرمان، وما تعانيه الأسر في غزة من تحديات وصعوبات وهو ما يشكل نموذجا مشرقا لنا، نتعلم منه قيم الصبر والرضا، مشددة على أهمية العناية بالأسرة والاهتمام بها، وحمايتها من التفكك، ما يتطلب جهدا جماعيا ومجتمعيا من كافة الجهات والمؤسسات". 

 واختتمت الجلسة الأخيرة بورقه بحثيه بعنوان "الإعلام الرسالي ودوره في بناء الأسرة المتوازنة" للإعلامي حسام غرايبة، حيث أكد الاعلامي حسام غريبه في ورقته أن ما تعاني منه مجتمعاتنا تعاني منه كل المجتمعات الأخرى، وأن نظام التفاهة وتسليع الأشياء هو الذي يسيطر على مجتمعاتنا.

 وأضاف "إن الدين والقيم والأعراف تشكل الحماية والحصانة للأسرة وللمجتمعات، وفي مجتمعاتنا العربية يوجد حصن منيع هو الأسرة، فلا بد من المحافظة عليه وصيانته من كل ما يهدده، أو يفضي إلى تفكيك الأسرة وإضعافها".  

 وقال غرابية "على الوالدين أن ينتقلوا من دور الرعاية الى دور التربية، ما يعني ضرورة إدراك الوالدين لدورهم المركزي في تربيه الأبناء، وغرس القيم والمبادئ في نفوسهم منذ نعومه اظافرهم". 

 وعن دور الإعلام في تعزيز دور الأسرة أبدى غرايبة أسفه لعدم قيام الإعلام بدوره في هذا المجال، وهو ما يعني أن الإعلام الرسالي تقع على عاتقه مسؤوليه كبيره وهامه، ما يدفعه إلى تقديم المحتوى الهادف والرشيق الذي يحسن مخاطبة جيل الشباب، ويجذبهم ويؤثر فيهم.  

ومن الجدير بالذكر أن المؤتمر سيواصل أعماله غدا الأحد بعقد جلستين تقدم فيهما عدة أوراق بحثية، يلي ذلك إصدار البيان الختامي للمؤتمر. 

 

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.