في عمان.. انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي "تمكين الأسرة في المجتمعات المعاصرة: الفرص والتحديات".
انطلقت اليوم السبت في العاصمة الأردنية عمان أعمال المؤتمر الدولي "تمكين الأسرة في المجتمعات المعاصرة: الفرص والتحديات" الذي ينظمه المنتدى العالمي للوسطية، برعاية رئيس الوزراء الأسبق، السيد أحمد عبيدات وبمشاركة نخبة من المفكرين والأكاديميين والباحثين من داخل الأردن وخارجه.
وشهدت جلسة الافتتاح كلمات حيث قال راعي المؤتمر، رئيس الوزراء الأسبق، السيد أحمد عبيدات:
تعلمون أن تمكين المرأة باعتبارها ركنا أساسياً في الأسرة في ظل ما تواجه من تحديات وما يتاح لها من فرص، مسألة متشعبة وتكتنفها بعض التعقيدات.
وأضاف” حيث تتعرض الأسرة العربية والإسلامية إلى عملية تخريب ممنهج يهدف إلى تدميرها وتجريدها من مقوماتها الطبيعية التي أودعها الله سبحانه وتعالى فألهمها فجورها وتقواها.
وتابع.. كما تهدف بالتالي إلى إلغاء مفهوم الأسرة ودورها الفاعل في الحفاظ على أمن المجتمع بمفهومه الشامل وإعداد الأسرة للحياة المتينة القويمة.
وأكد عبيدات أننا نواجه غزواً ثقافياً يهدف إلى فرض عملية تغريب شامل لمنظومة الأخلاق وطرائق التفكير بل ويستهدف حقيقة الإيمان وضرب جوهر العقيدة.
وشدد على أن مواجهة هذه الهجمة المركبة ينطلق من مرتكزات أساسية من أهمها الالتزام قولا وفعلاً بعقيدة إيمانية سماوية والتأكيد على أن التعليم والتعلم والتدريب والبحث العلمي يعتبر المرتكز الأهم في بناء الأسرة وتمكينها.
.
وكان الأمين العام للمنتدى، المهندس مروان الفاعوري رحب بالمشاركين والحضور، كما توجه بـ "خالص الشكر وعميق التقدير لراعي المؤتمر، دولة الأستاذ أحمد عبيدات.. مؤكدا أنّ "رعايته لهذا المؤتمر تمثل دعما معنويا كبيرا للفكرة والرسالة، وتجسّد إيمانه العميق بأهمية استقرار الأسرة في تحقيق أمن المجتمع ونهضته".
وقال: "لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نرفع صوتنا عاليًا، ونحن نرى ما تتعرض له الأسر في غزة الجريحة من مآسٍ وويلات، حيث تُستهدف البيوت بما فيها من أطفال ونساء وشيوخ، وتُحرم الأسر من أبسط مقومات الحياة والكرامة الإنسانية. إن معاناة الأسرة الفلسطينية تمثل التحدي الأكبر لإنسانيتنا جميعًا، وتدعونا لنكون أوفياء لمسؤولياتنا الأخلاقية والدينية والإنسانية.
وأضاف الفاعوري "لقد آمنّا في المنتدى، منذ انطلاق رسالتنا بأن الأسرة ليست مجرد إطار اجتماعي صغير، بل هي اللبنة الأولى في بناء المجتمعات، ومصدر القيم، ومصنع الإنسان، فإذا صلحت الأسرة، صلح المجتمع، وإذا وهنت انعكس ذلك على كل مناحي الحياة".
وتابع "وها نحن اليوم، في هذا المؤتمر نضع الأسرة في مركز النقاش العلمي والفكري، لندرس التغيرات العميقة التي طرأت على بنيتها ووظائفها، بفعل عوامل شتى من الثورة الرقمية التي غيرت نمط العلاقات داخل الأسرة، إلى التحولات الثقافية والقيمية التي أفرزتها العولمة، والاتفاقيات الدولية التي تأتي في إطار مشروع الغزو الثقافي وصولا إلى التحديات الاقتصادية والسياسية والنزاعات التي عصفت باستقرار كثير من البيوت".
وأكدّ "لكننا – ورغم هذا الواقع المعقّد – لا نقف موقف الرصد السلبي، بل ننطلق من رؤية وسطية إصلاحية تؤمن بأن لكل تحدٍ فرصة، ولكل أزمة طريقا للنجاة، شريطة أن نُحسن التشخيص، ونرتقي في مقارباتنا، ونفتح آفاق التعاون بين العلماء، والتربويين، وصناع القرار، وأصحاب الرأي والخبرة".
من جهته أكدّ الدكتور أبو جرة السلطاني، رئيس المنتدى العالمي للوسطية أن الأسرة هي حصن الأمة الأخير في حفظ هويتها وقيّمها وشهودها الحضاري، ما يستوجب العناية بها والاهتمام بشأنها كونها اللبنات الأولى التي يتأسس عليها بناء الأمة، ولا تتم خيرية الأمة إلا باستكمال خيرية الأسرة.
وأضاف" لقد اهتم القرآن الكريم بالأسرة، بذكر أسر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بدءا بأسرة آدم عليه السلام انتهاء بأسرة خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لتقرير أهمية البناء الأسري..
وتابع" حينما ينجح هذا المنتدى بتكريس مفهوم أن الأسرة هي اللبنة الصلبة والنواة الأولى في بناء المجتمعات فيكون قد أدى مهمته، وأبلغ رسالته وساهم في بناء الدولة واستقرارها وازدهارها وأشار إلى أن أعداء أمة الإسلام يستهدفون ضرب المدرسة والأسرة ورموز أمتنا على جميع المستويات وتطرق إلى التحديات الكبرى التي تواجه الأسرة في العالم كله ولا سيما العالم الإسلامي وسبل مواجهتها..
وبعد انتهاء جلسة الافتتاح، انطلقت أعمال المؤتمر وجلساته البحثية والحوارية، التي تستمر اليوم وغدا الأحد، حسب برنامج المؤتمر، وتشارك فيها نخبة من الأكاديميين والباحثين والخبراء من داخل الأردن وخارجه.
.
ابحث
أضف تعليقاً