wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
حوار الأنبياء مع أقوامهم: موسى وفرعون نموذجا.
الخميس, January 1, 2009

 إن الغرض من هذا البحث هو إبراز الحوار الذي تميزت به "مناظرة" سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون الملك الحاكم. ذاك الحوار الذي كانت له بدايات قبل الوصول إلى "يوم الزينة". وعليه فإننا سنقلب الأمر معه لننظر في أهم ميزاته، وأهم خصائصه. كما أننا سوف نعالج الروح الحوارية التي ميزت هذا النبي مع مشهد، حالة "يوم الزينة" نفسها.لنقف على ثنايا منهج الدعوة إلى الله من هذا النبي -عليه السلام-. 
      وكأن الإشكال المطروح علينا للمعالجة هو إذا كانت الروح الحوارية أهم ما ميز الفترتين فهلا كانت نتائجها مثمرة؟ إذا كان الجواب بلا فإن ما ميز هذه الروح الحوارية أنها قامت على أساس تصلب في أحد الموقفين، الشيء الذي يمكننا أن نعزيه إلى مصطلح آخر هو القطيعة بدل الحوار. وإذا كانت هذه الأخيرة ميزت كما قلنا تصلب من طرف ما، فإن هذه الروح " روح القطيعة "لم تكن لها نتائج تذكر على مستوى التغيير " الإصلاح العقدي، السياسي، الاقتصادي والثقافي وحتى الاجتماعي وإذا كان العكس هو الصحيح فإن القول بأن الحوار كان مثمرا فما الذي يؤكد هذا الطرح ؟
لمعالجتنا لهذه الإشكالية سوف نعتمد على المشاهد الخاصة بهذا الحوار كما جاءت في ثنايا سور من القرآن الكريم. وسوف نستعين في كثير من الحالات بأهم التفاسير في ذالك:  القديمة منها والحديثة. كما أننا نحاول في كثير من الحالات أن نعتمد النص القرآني لنرجح تأويلات التفاسير التي اعتمدت الإسرائيليات، دون أن ننفيها.
وسوف يكون بحثا هذا مقسم إلى: 
  أولا: في مفهوم الحوار.
ثانيا: الحوار قبل يوم الزينة خصائصه ومميزاته 
ثالثا: الحوار مع يوم الزينة خصائصه ومميزاته
رابعا: نتائج البحث
أولا في مفهوم الحوار: 
إن مفهوم الحوار ليس مفهوما جديدا وإنما هو مفهوم قديم قدم الروح التي انطلق منها ابني آدم -عليه السلام- في حوار- بعد أن قدما قربانا..... – على لسان رب العالمين. كان الحوار يتجدد مع كل نبي من أنبياء الله وهو يدعوا قومه إلى التوحيد وإلى عبادة الله الواحد من لدن نوح عليه السلام إلى نبينا محمد -عليه السلام- إذا الحوار سمة من سمات الأنبياء حتى أن سيد البشر كان يعقب بعد جهد جهيد في حوار له مع القوم بقوله "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون".
    (ولقد انتبه الفكر الغربي إلى مسألة الحوار منذ عهوده الأولى إلى أيامنا هذه: راح الكثير والكثير من كتابه يخوضون في مسألة الحوار ومن هؤلاء نذكر: " محاورات أفلاطون " ومحاورات روسو في  "روسو يحاكم جون جاك " ومحاورات فاليري في ( الروح و الرقص،و بالينوا أو المعماري ، الفكرة الثابتة ). وكذا كتب لوسيان عن حوار الأموات وفونتنال وتعدد العوالم وديدرو وغيرهم ممن اهتم بـالحوار في    المجال الأدبي في الحقل الفلسفي وحتى العقائدي.    وفي المجال السياسي كتب سيناك 
 Les « dialogues » (Dialogorum libri XII) (محاورات).
     وهناك الكثير والكثير من الكتاب والمفكرين الأوروبيين الذين خاضوا في مسألة الحوار إما باستعمال محاورين في مؤلفاتهم أو داعين إلى الحوار باعتباره أسلوب حياة على تنوع تناولهم.
    ولقد أتينا بهذه النماذج ممن تناولوا الحوار من الفكر الغربي لندّل على أنه مسألة انتقلت شعوب أوربا الغربية - باستعماله على الأقل- من الحالة الستاتيكية إلى الحالة الحركية.أردنا أن نقول أن الفكر الغربي كان قد نظّر كما عمل على تجسيد فكرة الحوار في أدبياته.)-وأما عن أدبيات العالم الإسلامي فتحدثنا عهود وعقود أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين تميزت بالروح الحوارية دائما ومن الأمثلة على ذلك الحوار الذي جرى بين المشركين ممثلين بسهل بن عمر والمسلمين ممثلين بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم والذي ينبثق عنه ما عرف في التاريخ الإسلامي بصلح الحديبية والأمثلة عديدة في هذا الباب. أما على المستوى الفكري فلقد خلف لنا الفكر الإسلامي الكثير أيضا من الأدبيات ابتداء من الروح الحوارية التي جسدتها فرقتي المعتزلة والأشاعرة، مرورا بالروح الحوارية التي تمت من خلال "تهافت الفلاسفة"  و"تهافت التهافت"  فـ"رسالة حي بن يقضان"  إلى "رسالة في الرد على الدّهريين"..والأمثلة عديدة وكلها كانت قد تميزت بالروح الحوارية.
      فإذا كان الحوار دائما ميز الحضارتين الإسلامية والمسيحية في أدبياتهما فما هي مميزات الحوار في المرجعية الإسلامية وفي القرآن على سبيل الخصوص؟ سوف نقتصر في هذا البحث على نموذج حوار بين النبي موسى وفرعون باعتباره يتجلى في سور عديدة من القرآن الكريم  حسب ما تحتاجه شخصية السورة وحسب الغرض من توظيفه فيه .       
       إننا حين ننظر في معجم مفردات القرآن سنجده تناول اللفظ على النحو التالي قال:"والمحاورة والحوَار المرادّة في الكلام ومنه التحاور قال تعالى والله يسمع تحاوركما"  .
والتحاور حسب البعض يفترض فيه ردا من الجانبين قال صاحب مفاتيح القرآن:يقال تحاور الرجلان إذا رد كل واحد منهما على صاحبه. والمحاورة الخطاب من اثنين فما فوق   وفي محاورتكما :مراجعة القول. 
      وجاء في تفسير الجلالين ( يحاوره) بمعنى يفاخره الأولى. والثانية (يحاوره)   بمعنى   يجاوبه أثناء تعرضه لتفسير الآية 34والآية38من سورة الكهف وفسر تحاوركما الواردة في سورة المجادلة الآية 1 بـ:  تراجعكما.   
 ويعرفه لاروس (Larousse) الفرنسي بأنه التكلم مع الآخر حول موضوع معين أو التفاوض معه .
      هذا بخصوص المعنى اللغوي للفظ. أما عن المعنى الإستعمالي فيمكننا حصره في أنه النقاش الذي يدور بين اثنين بين متكلًًّم ومتكلّم ومنه فإن كل حديث (نقاش) يجرى بين طرفين يتميز بالرد منهما حول مسألة ما يسمى حوارا: كأن تكون هذه المسألة ذات بعد سياسي أو كأن تكون ذات بعد ثقافي أو كأن تكون ذات بعد اجتماعي كما أنها قد تكون ذات بعد عقائدي ومن هذه الأخير جرى حوار بين الرسل والأنبياء على هذه المسألة أو حول المسألة العقائدية. حتى كأن موكب الرسل عليهم السلام إنما بعثوا ليصححوا عقائد الناس المختلفة والمتخالفة "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم فمنهم من آمن ومنهم من كفر.." 
ثانيا الحوار قبل يوم الزينة خصائصه ومميزاته:
     يبين لنا القرآن الكريم أن النبي موسى والأنبياء جميعهم إنما بعثوا -كما قلنا- ليصححوا عقائد الناس والأقوام ومن هنا فإن المنهجية تقتضي من هؤلاء إتباع أسلوب الحوار. والحوار في أجل صوره. لأننا هنا بصدد الحوار والذي يعني في ما يعني أنه ليس إلا طريقة للوصول إلى عقول الناس وقلوبهم.وعليه فالمنهجية منهجية التبليغ اقتضت من الحوار أن تكون أهم خاصية فيه هي: 
1-أن الحوار وسيلة للوصول إلى قلوب الناس وعقولهم.لأنه لو اتبع الأسلوب الآخر فقط أي أسلوب الإلقاء فقط فإن هذا وحده لن يفيد في حمل الناس على إتباع سبيل الهدى.لأن الحوار أسلوب تربوي ناجح كما يؤكد على ذلك جموع المربين والعاملين في الحقل التربوي فكيف بمربي العباد ؟أليست كلمة  "رب " من أنه المربي الأول؟ولقد قيل أن كلمة الرب "ولا يقال الرب مطلقا  إلا لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات" فهو   الذي يعرف خبايا الأنفس وكل خافية فيها حتى  من خائنة الأعين.
2- إتباع أسلوب اللين والنصح والإرشاد.
     فقبل الحجة لا بد من اللين :لا بد من إتباع أسلوب اللين"فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "  قولا لينا هكذا وهو الأمر من رب العالمين. طبعا القول اللين فيه غاية وقصد.أهم غاية وأهم قصد لعله يتذكر أو يخشى ومنه فالقول اللين مهم لدرجة أنه من الممكن أن ينفذ إلى العقول فيذكرها أو يتسلل إلى القلوب فيجعلها تخشع . وبالتالي تهتدي إلى طريق الله العزيز الحكيم.وأما التبليغ فإن نبي الله مكلف بتبليغ رسالته في منتهى وضوحها.مع استعمال النصح والإرشاد النصح أو النصيحة من أن ينزل بالقوم العذاب أو الرجس أو أي مهلكة. وأما الإرشاد فهو تصويب وتقويم وتوجيه القوم نحو الطريق المستقيم     
3-الحوار قائم على دفع الحجة بالحجة:
 ولما كان الحوار قائم على الحجة وعلى دحض الحجة المضادة فلا بد من الاعتماد على هذه الطريقة. لأن هذه الأخيرة لا بد وأن تكون ذات حجة مقنعة. بمعنى تتقبلها جميع العقول من جهة. ومن جهة أخرى، يجب في الحجة أن تكون من القوة بمكان حتى تكون ساطعة دامغة.وهو الشيء الذي ميز حجج وأدلة موسى -عليه السلام- لفرعون
4-الإفحام بالحجة مع رسم الغاية والهدف: فمادامت الغاية هي غاية تربوية كان لا بد من اعتماد ما يفحم من ناحية الحجة وما يرسم الغاية من ناحية الهدف.أي أن قوة الحجة تتضمن الحقيقة حقيقة الرسالة في نقاوتها وفي صفائها وفي قوتها الساطعة.  
5-الحوار يحمل في ثناياه الترغيب والترهيب.فكثيرا ما يأتي الحوار لا سيما من طرف موسى محافظا على هذين الصيغتين: صيغة الترغيب في إتباع الرسالة. وصيغة الترهيب بالتحذير من العواقب. وأهم عاقبة هي عاقبة الخسران المبين في عدم إتباع طريق الهدى والتمسك بطريق الزيغ والسقوط في حبائل الشيطان الداعي عباده إلى النار.
    وهاهو النبي موسى-عليه السلام- نجده يطبق هذه الميزات التي يورد ها القرآن الكريم على لسانه في حواره مع فرعون قبل يوم الزينة أي قبل ميعاد المواجهة فتعالوا نتتبع هذا الأسلوب وهذه الطريقة في الحوار.
إن موسى عليه السلام كان قبل أن يحاور فرعون قد أمر بالتكليف من ربه بـ "أن إيت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون؟"بهذا الخطاب يؤمر موسى بالتكليف وينطلق موسى مقدرا أمر هذا التكليف. فيستعد له من جوانب عديدة من جانب أنه لا ينطلق لسانه"والظاهر من حكاية قوله- عليه السلام-أن خوفه ليس من مجرد التكذيب، لكن من حصوله في وقت يضيق فيه صدره ولا ينطلق لسانه فلا يملك أن يبين وأن يناقش هذا التكذيب ويفنده إذ كانت بلسانه حبسة (لا أريد الخوض في تفاصيل هذه الحبسة لاختلاف الروايات عنها) هي التي قال عنها في سورة طه" واحلل عقدة من لساني. يفقهوا قولي. " ومن شان هذه الحبسة أن تنشئ حالة من ضيق الصدر ، تنشأ من  عدم القدرة على تصريف الانفعال بالكلام ، وتزداد كلما زاد الانفعال فيزداد الصدر ضيقا ..وهكذا ...وهي حالة معروفة . فمن هنا خشي موسى أن تقع له هذه الحالة "   ومن جانب أن يشد عضده بأخيه هارون ومن جانب أن يتقى شرهم لأنه عليه ذنب "ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون". هذا استعداد وهو استعداد تام من نواحي شتى كما قلنا أولا من الناحية العضوية ومن الناحية الأخلاقية 
     من الناحية العضوية لأن موسى كان بلسانه حبسة ورثها منذ صغره فكان دائما يخاف أن لا ينطلق لسانه بالحجة الدامغة ويقال أن تلك الحبسة كانت تنتابه مما اضطره إلى أن يدعوا ربه ليزيلها عنه فـ"قال رب اشرح لي صدري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي." كما جاء  في سورة طه. ورأى بأن حل هذه العقدة عقدة الحبسة لها حل في أن يكون معه أخاه هارون وزيرا.(ليشد عضده في حال ما إذا انتابته هذه الحالة أي حالة الحبسة. ولم يكن ذلك كما تذكر التفاسير تنصلا ولا تخلفا عن التكليف   وإنما في الزيادة في القوة قوة الحجة وقوة الاستعداد العضوي . وأما المسألة الثانية التي كان يخشى منها موسى عليه السلام هي مسألة أن عليه ذنب لما قتل القبطي الذي هو من شيعته  "...فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه... " . هذا الذنب هو بالنسبة لموسى جريمة أخلاقية وهي من هنا ذنب . ومن هنا فعند التكليف راجع موسى ربه في هذه القضية ووجد الجواب الحاسم من رب العالمين فـ"قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون. فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائل" .والظاهر من هذا النداء أن بني إسرائيل كانوا على دين أبيهم إسرائيل الذي هو يعقوب الذي من أبنائه يوسف - عليه السلام-  وكانوا قوما قد فقدوا صلتهم بالدين، دين آباهم إبراهيم ويعقوب و...ولكنهم فرطوا فيه وأصبحوا من ذلك قوما مستعبدين من سلطان فرعون وقومه. ومن هنا يبدوا بأن الرسالة هنا خصت بني إسرائيل لسبب واضح هو الخطاب: "أن أرسل معنا بني إسرائيل". ومن هنا فإن التكليف هنا أصبح قائم من الاستعداد النفسي والعضوي والأخلاقي لمجرد رد الله سبحانه وتعال بكلمة "كلا إنا معكم مستمعون".
       فيا ترى كيف تعالج المسائل هذه من هذا الاستعداد من موسى وأخيه هارون في الدعوة، هذه التي تتميز بالحوار ؟
مميزات بدايات الحوار 
مما ميز بدايات الحوار من موسى عليه السلام ما يلي: 
1اللين. 2القوة 3الرجاء في إتباع الهدى وسلام.4ووعد ووعيد:ترغيب وترهيب  
   أولى أو بداية هذا الحوار يبدأ من النبي موسى : يتقدم موسى بطلب إلى فرعون:
     -" ...فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى. إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى." :
 في هذا الخطاب (الطلب) بداياته لا تبدأ بالمواجهة بل بطريقة لينة ومستقيمة وهادفة فما ذا نقصد باللين هنا إن استعمال كلمة أرسل تصور أن الشخصيتان تقفان الند للند والطلب هنا كان بإمكانه أن موسى يقول ارفع يدك عن بني إسرائيل. وفي هذه الحالة يغضب فرعون وتبدأ المواجهة لكنه استعمل كلمة أرسل التي تعني ضمنيا ارفع يدك وسلطانك عن بني إسرائيل دون أن تهدد فرعون مباشرة في سلطانه. وقال (محمدة جلال الدين القاسمي) في تفسيره للآية: أي بإطلاقهم من الأسر والعبودية وتسريحهم معنا إلى وطننا فلسطين"   . وهو أمر يستحق أن نقف عليه لأن موسى - عليه السلام-  كان عليه أن يبلغ أولا الرسالة بالإقناع. وما كان له أن يفعل ذلك لو استخدم طريقة أخرى في الخطاب.ثم يزيد الخطاب في قوته لما ينبه فرعون أنه كان يعذبهم. والعذاب   مستنكر من كل الشرائع ومن كل القوانين ومنه فإن "ولا تعذبهم" تزيد من قوة الطلب قوة على قوة . ثم أنه وقوف على أن هذا ليس من أمر موسى بل هو من أمر ربه وهو ليس وحده بل معه الدليل والبرهان على أنه من عند الله: "قد جئناك بآية من ربك" من ربك وهنا يبدأ شعور فرعون يحس بأنه ليس ربا كما ادعى لأنه كان  قال" ما علمت لكم من إله غيري"  و"قال أنا ربكم الأعلى"  وهي  الصدمة الأولى لفرعون لكنها جاءت في الخطاب بعد طلب الإرسال وبعد التنبيه على التعذيب" ومع الصدمة هناك لين: للتخفيف من الصدمة على قلب فرعون لأن إتباع طريق الهدى يصاحبه الأمن والسلام. ثم أن الخطاب عام على أي من اتبع الهدى فمعه يكون السلام. الشيء الذي لا يجعل فرعون أيضا يغضب من هذا الخطاب الذي كما قلنا يبدأ بطلب الإرسال وبه تنبيه على اقتراف ذنب التعذيب وتوضيح بأن الأمر من ربه مدعم بالآية ويختم الخطاب في التفات عن الخطاب مباشر إلى كل من اتبع الهدى،عليه السلام.
     وهو كما قلنا لين آخر مخاطب به فرعون  "والسلام على من اتبع الهدى " .ويشف موسى المدعم بأخيه بأن الأمر أمر التكليف هذا هو وحي من الله وفي هذا يبين حقيقة هذا الوحي جاء فيه أن العذاب ليس كعذابك لبني إسرائيل ولكنه عذاب يقام على من كذب بهما وبأنهما مرسلان من عند الله بالهدى أن العذاب على من كذب وتولى ."يأتي سؤال به تهكم من  فرعون عن أهم صدمة صدمته فيقول :
     -فمن ربكما يا موسى ؟والجواب جاء من فرعون يسأل عن حقيقة الربوبية ومن هي لأن بعلمه "أنا ربكما الأعلى" . ومن هنا جاء الجواب من فرعون في شكل استفهامي لكن به نبرة التهكم لما استعمل ربكما المثنى والخطاب موجه لموسى فقط وفي تصغير من شأنهما أي كأن هارون لا يهم أمره لأنه وزير فقط ومساعد.ومن هنا يمكننا أن نقول أن حوار فرعون يبدأ بالسؤال التهكمي وهو ما يميز بدايات الحوار لدى الطرف الثاني.
 ويأتي الجواب من موسى. 
     -"قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى"  .وهو جواب شامل مانع وهي لمسة من جواب يلمس من ورائه موس الهداية له لأن كل شيء أعطاه الله خلقه. هداه كأنك بقيت وحدك ولم تهتدي إلى الطريق المستقيم (ضمنيا) يا فرعون. ولما كان الجواب في هذه القوة مقنع أي يملك قوة الإقناع.وهي ميزة أخرى من ميزات الحوار عند النبي موسى- عليه السلام-                   
     يلتفت عنه فرعون إلى تحويل الانتباه عنه ليسأل عن شيء آخر وفيه يتبن نفور فرعون من قوة الحجة ومن الدليل الساطع - وهي من ميزات الحوار عند فرعون:الهروب من الحجة الدامغة ليسأل: 
     - "قال فما بال القرون الأولى؟ " وكأن هذا السؤل كما قلنا فيه تحويل للانتباه من  حقيقة قوة الجواب، الجواب بـ  "الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" إلى الاستفسار عن القرون الأولى: فما حال الأمم الخالية وما شأنها لم تؤمن بما تدعوا إليه من العبادة ؟!"  
     - "قال علمها عند ربي في كتاب" .
 وفيه إعادة ربط الجواب هذه المرة بـ:"العالم" ومنه فإن العلم: علم الأمم الخالية في كتاب: أي في اللوح المحفوظ.ويغتنم موسى عليه السلام فرصة العلم ليؤكد على أن علم الله أولا: "لا يظل ربي ولا ينسى" . ليسهب منها في ذكر عدة صفات: صفات مُعرّفة فهو "الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لألي النهى". فهو الذي جعل الأرض مهدا للبشر وبها السبل ليسلكها هؤلاء، وهو الذي ينزل الماء من السماء، فتنبت الأرض أزواجا  وبهذه الأزواج ما هو  ذكري وما هو أنثوي، مختلفة وكثيرة.فهل من عاقل يعقل كل هذه الخلائق من الله رب البشر ورب فرعون، فهي آيات لألي النهى.
    نلا حظ في هذا الرد من موسى ما ذكرناه سابقا من قوة الحجة والتي يرى  التأكيد والشرح والتبيين لها. وهي مهمة الأنبياء كا قال الله في آية أخرى ".... لتبين للناس ما نزل إليهم ..".
     ويتدخل الخطاب المباشر من الله سبحانه وتعالى ليبن لفرعون ولغيره ثلاث مقاصد من خلق الأرض: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " . وهو تذكير بأن قصة الخلق بدأت من الأرض، التي إليها المعاد، ومنها الإخراج يوم الحشر يوم القيامة. ولعل هذا تذكير بالإيمان بحقيقة الخلق الذي هو من الخالق وتذكير بحقيقة المميت الذي هو الله وتذكير بالإيمان باليوم الآخر، الذي يعيد عباده بالإخراج تارة أخرى. وهذه وسيلة تدخلت كما قلنا في الحوار مباشرة لهدف ولغاية التثبيت: تثبيت فؤاد موسى -عليه السلام- فيحس بأنه مع الخالق دائما وأبدا أو قد يكون لغاية أخرى لا ندري ! 
        والمهم في كل هذا أن لا يبقى الحوار حوار بدون نتيجة. لأن به ترغيب وترهيب ترغيب بالإتباع، إتباع طريق موسى المرسل من رب العالمين طريق الهداية. بذكر جملة الخلائق التي تكرم بها الله على عباده. وترهيب بأن الخالق خالق الأرض هو المميت وهو المحيي مرة أخرى فلا يأخذك الغرور يا فرعون.وهي سمة من سمات الحوار كما سبق وأنم ذكرنا.
       وأما المشهد الثاني في الحوار فهو الوقوف بالحجة والدليل والآية فيه.وهنا لابد من وقفة على الأسلوب الحواري المتبع. وهو هنا ينتقي الحجة والدليل والآية، التي من جنس ما هو متبع: إذ لما كانت عادات السحر منتشرة في ذاك الزمان زمان (فرعون- موسى) كان لا بد من حجة تشبه السحر لكنها ليست سحرا. وهي هنا عصا موسى وكذا يده التي أمره الله بأن يجعلها تحت جناحه تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى. طبعا والغرض كما يبين السرد "لنريك من آياتنا الكبرى" 
يقول الله سبحانه وتعالى "وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ، واضمم إليك جناحك من الرهب فذنك برهانان من ربك إلى فرعون وملإه....
    ويبدأ المشهد الثاني كما قلنا فها هو الاستعداد للحوار باستعمال الحجة والدليل وأي حجة إنها آية من آيات الله وهي في مظهرها تبدوا كأنها تحاكي العادات المنتشرة كما قلنا في ذاك الزمان إذ الحبال والعصي "يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى" كما قص القرآن في موضع آخر .ويبدأ شوط آخر من الحوار: إذ يقول فرعون قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين "وكما نلاحظ فإن فرعون يستعمل أقصى أنواع الضغط على موسى أولى هذا الضغط أنه رباه في قصره وليدا ويذكره بحادث مقتل القبطي في تهويل وتجسيم "وفعلت فعلتك التي فعلت"..فعلته البشعة  الشنيعة التي لا يليق الحديث عنها بالألفاظ المفتوحة ! فعلتها "وأنت من الكافرين " برب العالمين الذي تقول به اليوم فإنك لم تكن وقتها تتحدث عن رب العالمين !. "  وهذا الكلام من فرعون به عتاب كبير وضن فرعون أن بهذا العتاب لا يملك موسى الرد عليه فهو الضربة القاضية على ادعائه بل هي أكبر حجج يستعملها فرعون هنا ليوقع بموسى وبالتالي لا يستطيع القيام والعودة إلى ادعائه عن رب السماوات والأرض وما بينهما. لكن الجواب يأتي من موسى - عليه السلام - على هذا العتاب. بالتالي: 
- قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي حكما وجعلني من المرسلين، وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل". نلاحظ أن موسى يرد على الفعلة الشنيعة بالإيجاب أولا لكن يدفع عن نفسه اقترافها لأنه كان – آنذاك - من الضالين وفيه إيحاء كأنه يقول له كما أنت ضال اليوم. ويسترسل بأن الهروب منكم كان مفيدا لأنه هروب من بطشهم ومن جبروتهم ومن كبريائهم إلى الغاية والمقصد أن وهب له الله حكما وجعله من المرسلين وفيه تذكير بأنه من المرسلين."ثم يجيب تهكما بتهكم. ولكن بالحق " وتلك نهمة تمنه علي أن عبدت بني إسرائيل "...فما كانت تربيتي في بيتك وليدا إلا من جراء استعبادك لبني إسرائيل ، وقتلت أبناءهم مما اضطر أمي أن تلقيتني في التابوت فتقذف بالتابوت في الماء فتلتقطونني فأربى في بيتك لا في بيت أبوي فهل هذا هو مال تمنه علي وهل هذا فضلك العظيم ؟ ! " 
- قال فرعون وما رب العالمين ؟
ويأتي الجواب من موسى : "قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين"ونلاحظ هنا أن الجواب من موسى اعتمد فيه على دليل وآية من آيات الله واللذان هما السموات والأرض وما بينهما وهي إشارة بل وبرهان ساطع في وضح النهار ونور الشمس أن السموات والأرض آيات لا يقدر على خلقهما إلا الله الشيء الذي لا يقدر عليه فرعون وأضاف وما بينهما وهذه إشارة من موسى إلى أنه حتى أنت يا فرعون تدخل في ما بينهما وأنت من هنا من رب السموات والأرض. 
  ويلتفت فرعون إلى من هم من حوله ليلفتهم وليصرفهم  عن ما هم سامعوه من موسى فيقول في تهكم:
- قال لمن حوله ألا تستمعون ؟: أي " ألا تستمعون إلى هذا القول العجيب الغريب الذي لا عهد لنا به ولا قاله أحد نعرفه !" 
ويأتي الهجوم من موسى مبينا وراد - ذاك التصريف من فرعون عن الحق لمن حوله- بـ: 
-  "قال ربكم ورب آبائكم الأولين." يقول صاحب تفسير الجلالين "وهذا وإن كان داخلا في ما قبله يغيض فرعون" . وهنا ينفذ صبر فرعون بل ويجزع إذ لما لا يجد بما يرد راح يتهم موسى بالجنون موجها خطابه إلى من حوله.ليصرفهم عن موسى لكن قبل هذا لنتوقف على هذه اللقطة في الحوار نلاحظ -كما سبق وأن أشرنا- قوة الحجة والدليل الذي يعتمد عليه موسى - عليه السلام-  فهو لم يكتف بذكر رب العالمين، أو لم يكتف بذكر بأنه رب موسى، أو أنه رب فرعون وحده. بل ذكر بأن الرب الذي يدعوا إليه هو ربكم ورب آبائكم الأولين فهو من جهة يربط ربكم برب آبائكم الأولين ومن جهة أخرى هو ليس رب فرعون وحده بل (ربكم) وهذا يشمل كل من كان يستمع ومعهم فرعون و.....
     وهنا نلاحظ -كما قلنا- مساس ولأول مرة بفرعون الرب! فرعون الإله ! ومنه فلا مناص من أن يغضب فرعون من قول موسى هذا . ولا يجد تعويضا أحسن من أن يلجأ إلى أسلوب آخر في الحوار.وهذا الأسلوب  هو أسلوب -كما يقال لدى القانونيين- الاتهام: اتهام موسى بالجنون - حتى يصرف عنه الذين كانوا يستمعون- كما قلنا إذ لا مفر والحجة حجة ربكم ورب آبائكم الأولين حجة دامغة. وعليه فلا بد من أسلوب الصد عن الحق.ويندفع  فرعون:   
-  " قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون. " ونلاحظ في هذا الأسلوب من فرعون بأنه يتميز بالتهكم لماذا؟ لأنه لا يريد أن يعترف لموسى بالرسالة. (فهو يخاطب المستمعين كما تميز الأسلوب نبرة الاستكبار). ويقول لهم إن رسولكم الذي أرسل إليكم. وكان الأمر أمر  الرسالة لا يهمه لا من قريب ولا من بعيد. ثم يتهمه بالجنون.وكأنه يقسم لهم أنه مجنون.  
      ويمضي موسى في طريقه - يصدع بكلمة الحق- اعتمادا على آيات كونية أخرى وهي دلائل وحجج ضخمة تساير حياة الإنسان يوميا. 
-  قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون "وفيه دعوة إلى التدبر والتفكير في ظاهرتي المشرق والمغرب سواء قصد بهما المكان أي مكان شروق الشمس أو مكان غروبها أو قصد بهما الزمان أي وقت شرقها وغروبها. وكلا الحالتين تعتبران آيات كونية لن يقدر على الإتيان بهما فرعون المدعي الألوهية. (وكأن موسى-عليه السلام-  هنا يلهم من دليل إبراهيم_عليه السلام - للنمرود في قوله "....إن الله يأتي بالشمس من المشرق، فأتي بها من المغرب ..." -
        الظاهر أنه إلى حد هذا المشهد في المقابلة والمناظرة بالحجج بلغ صبر فرعون أقصاه.  فكل ما قدم موسى من حجج من رب العالمين بما فيها المعجزات والمشاهد الكونية على أن هناك رب العالمين لا تشفع له. لأننا هنا أمام موقف يصور الألوهية: ألوهية فرعون، وكيف أن ما دونها استعباد وكيف أن ما غيرها باطل في نظره ويبلغ به الشعور بأنه مهدد في أهم شيء عنده ألا وهو السلطان سلطان الألوهية فيتوعد ويهدد موسى بـ:
- "قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين." 
      لكن موسى لا يرفض هذا التوعد وهذا التهديد كما لا يتقبله  - ويجهز مثلا جيشا لمقاتلة فرعون !لكنه لا يفعل وهو الذي يريد - حتى لحظة هذا التهديد- أن يبين بالإقناع أنه رسول من رب العالمين. (يذكر الله على لسانه في موضع آخر "وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين حقيق علي ألا أقول على الله إلا الحق..." ) إنه مهدد بالسجن من أكبر قوة على الأرض في زمانه. إذ القوم كلهم مطيعون لفرعون كما يحكي القرآن الكريم "فاستخف قومه فأطاعوه" وأنى يملك موسى – عليه السلام-قوة من مثل قوة فرعون المادية. ومن هنا فإنه يستمر في عرض الحجج والأدلة الواضحة البينة. غير أنه في هذه المرة يسلك أسلوبا آخر في الحوار هو أسلوب جديد . يقول صاحب الظلال في تفسيره لهذه الآية غير أن التهديد لم يفقد موسى رباطة جأشه ..وكيف وهو رسول الله ؟والله معه ومع أخيه ؟فإذا هو يفتح الصفحة التي أراد فرعون أن يغلقها ويستريح يفتحها بقول جديد وبرهان جديد :
-  "قال أولو جئتك بشيء مبين".وحتى لو جئتك ببرهان واضح على صدق رسالتي فإنك تجعلني من المسجونين ؟وفي هذا إحراج لفرعون أمام الملأ الذين استمعوا لما سبق من قبل موسى ، ولو رفض الإصغاء إلى برهانه المبين. لدل ذلك الرفض على خوفه من حجته. وهو يدعي أنه مجنون ! ومن ثم وجد نفسه مضطرا أن يطلب منه الدليل :
-  " قال فات به إن كنت من الصادقين"  
      إن الذي عرض موسى في البداية من آيات عن رب العالمين وهي واضحة لأنها آيات كونية.جعلت فرعون يتوعد ويهدد موسى بالسجن. فلعل من أسلوب ومن حجج من نوع آخر وهي التي سماها موسى شيء مبين.ويركن فرعون إلى الشيء المبين وبنفسه شك كبير بأنه يكذب .- قال: فات به إن كنت من الصادقين. وهنا يعرض موسى عليه السلام ما انعم الله عليه من الآيات وهي آيات لن تؤتى إلا للأنبياء والمرسلين .
-  " فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين. ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين".
-  وهما حجتان كان قد أعان بهما الله موسى لما ناداه من جانب الطور الأيمن. لكن موسى لن يستعملاهما إلا بعد عرض كل الدلائل والحجج التي ذكرنا. وبعد أن رأى بأن فرعون لا يصدقه في شيء من ذلك. وهي طريقة في الحوار نتعلم منها عدة دروس أولى هذه الدروس أن:
  - الممانعة والمغالبة لا بد منها كأسلوب في الحوار مع الغير. مهما كان هذا الغير. وأن الصبر مع كل استعمال هذا الكل لابد منه. وأن العرض للآيات الكونية لا بد وأن يكون من قبيل الحجة الناصعة. ولن يتأتى ذلك إلا باستعمال أسلوب عرض(للحجج) واضح وصافي ونقي لا غبار عليه. ثم أن الطريقة طريقة الحوار كان لا بد أن تكون من المعاني التالية 
-  أولا أن الحوار لا بد وأن يأخذ مبلغه مهما كانت قوة وبطش الأخر. 
-  ثانيا أن الحوار لا بد وأن نعتمد فيه التبليغ من منطلق أن الآخر يجهل الكثير والكثير عن فكرتنا وعن أسلوبنا في الحياة. 
- ثالثا أن الحوار لا بد وأن نتقدم من خلاله للوقوف الند للند مع الآخر. ولكن هذا يقتضي منا أن نرتفع إلى مستوى التبليغ (بالعلم)لا أن نقف مكتوفي الأيدي مع الآخر. 
- كما أن من مقتضيات الحوار الإسرار في الفكرة والاستماتة في تبليغها مهما كان المستوى الحضاري لهذا الآخر. ومهما كان المستوى الحضاري لنا كمبلغين. لكن بشرط -كما قلنا- أن نرتع إلى المستوى الحضاري: المستوى الذي نتمكن من خلاله من أن نقتنع بالفكرة التي نؤمن بها. هذا أولا. وثانيا علينا أن نقنع الآخر بالفكرة التي اقتنعنا بها ولكن الفعلين يجب أن يتما في آن واحد وفي اللحظة ذاتها .
      كما قلنا حتى يبلغ الحوار منتهاه –أي يكاد يبلغ عتبة الانسداد- نرى هنا موسى يفتحه من جديد لأنه: بعد رميه بالجنون وبعد تهديده بالسجن نراه هنا يقف في عزة ودون يأس.
-   "قال أولو جئتك بشيء مبين" ؟ 
ونلاحظ أن فرعون كما قلنا يتهكم منه مرة أخرى ومشككا في أن يكون من الصادقين طبعا حتى يصرف عنه المستمعون إليه من حوله.
-"قال فأت به إن كنت من الصادقين".ويعرض موسى ما عنده  من معجزات كما قلنا كانت قد أعطيت  له من الله لما قال له ربه "....فذنك برهانان من ربك إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين" .
- "فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين" . ثعبان مبين لا هو بثعبان كالذي يرى من الخيال ولا بثعبان متخيل، ولا..... فهو مبين: ثعبان حقيقي. كما أنه معجزة وآية من الله العلي القدير فهو آية وإخراج اليد من الجيب بيضاء من غير سوء آية أخرى. فهما إذن آيتان منه وحده وهو الذي يحيي ويميت وهو الذي يخلق الموجودات من لا شيء وخلقها فهو قادر على خلق الثعبان الحقيقي عوض العصا. وهو قادر على أن يجعل اليد بيضاء ناصعة من غير سوء وهو... ومنه فإن الخلق عنده في هذه الحالة وفي الحالات المشابهة لها هين وسهل لأنه خلق ما هو أكبر وأعظم.
     ولا يملك هنا فرعون إلا أن يرم موسى هذه المرة بالساحر. والمهم أن القوم لا يتبعونه في منطقه.وهذا اتهام آخر يضاف للاتهام الأول الذي هو اتهام بالجنون ويضاف أيضا إلى التهديد بالسجن.
-"قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون"  ؟ وهو يرم موسى بالساحر: إذ هو  ساحر عليم. مما يدل أن فرعون علم بالمعجزة العظيمة وزلزلت قدماه . كما راح يحرض القوم من ملئه ضده بأن يبن لهم قصد موسى الذي يرتبط بتهديد الوجود الحياتي لهم. وأنه يريد أن يخرجهم منه وهو غرض سياسي. أو لنقول إن غرض موسى هو إخراج القوم من الأرض التي عاشوا فيها وهو تحريض من فرعون ليجند القوم ضده. حتى أنه من التحريض يرفع من قدر "المستلبين" هذه المرة ويستشيرهم لأن الأمر يحسم من إشراكهم والتحريض وليس من إشراكهم إلا هذا الرأي !.. 
     ويهدئ القوم من المشهد ليبلغوه أن يقارعوا (السحر) بالسحر.نلاحظ أن فرعون ولأول مرة يستخدم هذا الأسلوب في الحوار إنه أسلوب التحريض تحريض الملأ من قومه ضد موسى –عليه السلام – وهذا يدل فعلا على أن فرعون بات مهددا لكن هذه المرة في ملكه في جبروته في ألوهيته من جهة. ومن جهة أخرى، لأول مرة يستشير القوم. مما يدل على أن المعجزة (الآية) كانت قد أوجعته وضعّفت نفسه فراح يعوض هذا الضعف بالاستعانة بالملإ من قومه .  
- "قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم" .هذا هو ما أشار القوم على فرعون. أشاروا عليه بأن يأتوا بكل ساحر عليم بعد التهدئة تهدئة موسى وأخاه.
 ونلاحظ أن في الحوار أساليب متنوعة منها ما هو أسلوب تهكمي ومنها ما هو أسلوب استفزازي ومنها ما هو أسلوب رجحان الرأي والاستشارة وهذه الأساليب كلها مجتمعة في ردود فرعون وهي متنوعة حسب كل مشهد. ليسدل الستار عن فصل من المشهد.
ثالثا: الحوار مع يوم الزينة خصائصه ومميزاته  :
 باستخدام البرهان والحجة البينة الواضحة يبدأ مشهد وفصل آخر من الحوار لكن هذه المرة يمكننا أن نسميه حوار المواجهة وحوار المعركة الحاسمة بين صفين: صف موسى وأخاه ومعجزاته وصف فرعون وملئه وما جمع له من السحرة المهرة المأجورين، كما يدور على هامش المشهد حوار بين فرعون من جهة والسحرة من جهة أخرى. فبعد أن يجمع السحرة لميقات يوم معلوم قيل اختار فرعون وقت الضحى أنى تكون رابعة النهار ساطعة فلا يخفى شيء يرى إن كان سحرا فسحر وإن كان شيء آخر يرى هو الآخر.كما أن الناس مجتمعون والوقت مناسب لمشاهدة المبارة.ويلتمس المأجورون الأجر من فرعون ويكون لهم ما يطلبون بل ويجعلهم بالإغراء لمن المقربين.وهي استعدادات كلها من جانب طرف فرعون والسحرة ويتدخل موسى بغرض إنقاذ السحرة بتحذيره إياهم بأن ما يظهر لهم من معجزة عليهم أن لا ينكروه.ومع التحذير يقدم موسى حتى هذه اللحظة أي قبل المواجهة النصيحة من حواره مع السحرة وهو درس أخر من حواره إنه درس النصيحة بأن لا يفتروا على الله الكذب وأن من يفعل ذلك سوف يكون مصيره أن يسحته الله  بعذاب وسوف يكون مصيره الخسران والخيبة.  
-"قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى "  وسورة طه تكشف عن النفسية التي كان علها القوم من سحرة فرعون  "فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى فاجمعوا كيدكم ثم إيتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى" .وتبدأ جولة المواجهة. هي نفسية تبدوا حتى هذه اللحظة مترددة بين تأنيبها من ضمير الحق وبين مغريات شهوة الأجر والمال والتقرب من فرعون ولكن يقدمان النصح من نصح فرعون "إن هذان لساحران يريدان ...." 
- قالوا (أي السحرة) إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين.
-"قال بل ألقوا" أي قال لهم موسى ألقوا.دون اكتراث منه ولا اهتمام وبثبات ورزينة. 
  وكانت حبالهم يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى. وتتدخل العناية الإلهية لما أوجس موسى في نفسه خيفة "قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى "وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى". ويلق موسى ما في يمينه فتتلقف ما صنعوا من السحر ويطوى الحوار بين موسى وفرعون ليأخذ شكل آخر فيصبح حوارا بين فرعون والسحرة لأنهم ولمجرد أن اصطدموا بالحقيقة حقيقة معجزة عصا موسى الآية : وحقيقة ما صنعوا سحر: فالقي السحرة ساجدين دون أن يعبأوا بفرعون ولا بما وعدهم من الأجر ولا من القربى و:
-"قالوا آمنا برب هارون وموسى " 
-"قال أآمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى"  .وهو التهديد الذي يتوعد به فرعون السحرة الساجدين أمام آية موسى-عليه السلام-.ويردوا عليه 
- "فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحية الدنيا ....."
والملاحظ أن ما تميز به حوار يوم الزينة ما يلي: 
1-الاستمرارية وقطع الحوار: أنه لما كان حوار المعركة الحاسمة فإن موسى تمسك به حتى النهاية يدل على ذلك قوله لما هدده فرعون بأن يكون من المسجونين فقال له "أولو جئتك بشيء مبين".أما من جانب فرعون فإن ما ميز حواره مع موسى يوم الزينة محاولته قطع الحوار يدل على ذلك قوله "فات به إن كنت من الصادقين". إذ أن  قوله هذا آت من إحراجه من قول موسى "أولو جئتك بشيء مبين " 
2-ترك أفضلية الحوار على الآية "المعجزة": الملاحظة الثانية أن موسى كانت معه المعجزة لأنها كانت معه منذ أن التقى ربه بجانب الطور الأيمن، قبل بدء الحوار على الأقل. غير أنه لم يستعملها وتركها حتى آخر ورقة.
3-الحوار عند موسى وسيلة تربوية: لسبب أن الحكمة كانت تقتضي منه استعمال نوع آخر من المحاجة وهي المحاجة التي من خلالها يكشف موسى عن رسالته. إذ لو استعمل العصا (الآية) من المرة الأولى لما كانت تصل مسامع فرعون "قال رب السماوات والأرض وما بينهما..." .كما كانت لا تصل إلى مسامعهم. "قال ربكم ورب آبائكم الأولين". كما كانت لا تصل إلى مسامعهم. "قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون" فهذا وغيره - من الآيات - كان لموسى أن يبلغه لفرعون وملئه. الشيء الذي نستنتج من ذلك أن النبي موسى كان قد اتبع الأسلوب التربوي في الحوار : بلغ الفكرة بلغ ما كلفه الله به .
    أما الحوار عند فرعون يوم الزينة هو وسيلة للتشفي في موسى لأنه برأي فرعون سوف لن يقوى على ما جاء به السحرة من سحر عظيم ! 
4-حسن التفنيد بالحجة: إن الحوار الذي ميز موسى كانت له دائما وطوال المشوار الاستخدام الحسن للحجة يتضح ذلك مثلا من لما اتهمه فرعون بـ:"قال أولم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت إذا وأنت من الضالين." فيجيب موسى برفع الفعلة: فعلة القتل التي كان موسى قد تأثر لها أيما تأثر: "وقتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون". ولقد كان قد دعا ربه أن يغفر له. لكن هو متأثر لأن فرعون ضخم منها وسماها فعلة. وعليه فالأسلوبي كان يقتضي منه رفعها أولا لأن الفعلة كانت نتيجة ولم تكن سببا: نتيجة فراره من فرعون وهو ما يدخل ضمن القتل الخطأ ثم أنه فعلها لما كان من الضالين. 
 والرد على أنه ربي في القصر وليدا فكان جواب موسى لها أن تلك التربية إنما كانت أيضا نتيجة لما آل إليه وضع استعباد فرعون لبني إسرائيل. لأن فرعون بتجبره وجبروته لما قيل له بأن سيكون من بني إسرائيل رسولا يهدد ملك كان قد أمر بقتل كل مولود من الذكور ويبقي الإناث أحياء. وموسى كاد أن يكون ضحية من ضحاياه. لولا تدخل العناية الإلهية التي تكفلته "وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني.... فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا" كما تحكي سورة القصص. ومن هذا الكل ومن هذه الخلفية فإن جواب موسى كان صادقا لما قال له "وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل". ومنه فالجواب في هذا الحوار كان صادقا من جهة. ومن جهة أخرى، في مستوى أعلى من مستوى الاتهام. ومنه فموسى نهج في الحوار -حواره مع فرعون- الأسلوب العلمي الذي من خلاله تبين أن موسى كان يعلم بالقصص: "فلما جاءه وقص عليه القصص"(في لقاء له مع شعيب عليه السلام).
نتائج البحث
 إن ما ميز الحوار -حوار الأنبياء مع أقوامهم- وحوار النبي موسى عليه السلام مع فرعون كنموذج ما يلي: 
- أن الحوار بدأ من موسى بأسلوب اللين كما اتبع فيه أسلوب الترغيب. والغرض واضح هنا لا غبار عليه فهو الحوار الذي به ينم الرسل والأنبياء عن أنهم رحمة مهداة كما قال رسولنا الكريم فإنما أنا رحمة مهداة أو كما قال.
-  المتتبع للحوار بين موسى وفرعون يلاحظ فيه ما يلي أن موسى لما أمر بالتكليف من رب العالمين استعد أتم الاستعداد لهذا الحوار. ولهذه الدعوة حتى من الجانب الجسماني ومن الجانب الشخصي ومن الجانب المعنوي . وحتى يبلغ الحوار شأوه، انتهى موسى بالمرافعة واقفا الند للند مع أعظم استكبار على الأرض. لعدة أسباب: أولاها الروح المعنوية التي كان يتمتع بها خاصة وأنه مِؤيد من الله:" ولا تخافا إنني معكما أسمع وأرى" .
- أن الحوار بين موسى وفرعون تميز بأسلوب الترغيب والترهيب من موسى بعد أن تميز باللين بالبداية لأن الغرض هنا كان تعريفيا بالرسالة وبالمرسل والذي هو موسى وأخيه هارون. ثم انتقل إلى الأسلوب الثاني -كما قلنا- والذي هو الترغيب والترهيب من طرف موسى -عليه السلام-. 
- أن ما ميز الحوار من طرف فرعون هو الأسلوب التهكمي من بداية الحوار وهي سنة الاستكبار والبطر إذ لا يعترف لذوي الفضل بفضلهم.
-  ما ميز أيضا الحوار من طرف فرعون هو لجوءه إلى أساليب يمكن القول عنها أنها كادت تكاد تخرج بالحوار عن روحه أو تكاد ترسخ ما اصطلحنا على تسميته بالقطيعة في مدخل بحثنا هذا. ومنها الاتهام بالجنون والاتهام بالساحر والاتهام بالفساد والاتهام بالإخراج من الأرض .
-  ما ميز الحوار من موسى -عليه السلام- أنه لما يرى الحوار بات في حالة القطيعة من فرعون يفتحه من جديد. كما فعل حين رد فرعون بتهكم على مسألة الرسالة والرسول ففتح قال "رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون". وفتح الحوار مرة أخرى من جديد حين هدده بالسجن:" قال أولو جئتك بشيء مبين"
-  ما ميز الحوار من موسى عليه السلام أنه في مراحله الأولى استخدم الحجج الكونية والمشاهد اليومية -وربما لكونها كانت أقرب من فرعون عله يقنعه بها- وهي حجج أهم ما ميزها القوة في الطرح والقوة في طريقة المعالجة بها أي بالحجج القوية .
-  ما ميز الحوار من طرف موسى عليه السلام أنه ترك الآية المعجزة أن تكون آخر ورقة استعملها موسى وذلك لتأكيد أن الغاية من دعوته أنها كانت دعوة من موسى الإنسان المرسل من رب العالمين. وكي لا تختلط وتلتبس على المدعو في الحوار أن رسالة موسى من عند الله وفرعون لا يعلم من إله غيره . من جهة ومن جهة أخرى حتى تؤدي الحجج الكونية والحجج بالمشاهد اليومية دورها في الذات الفرعونية. وفيها استدراج المستكبر إلى الإيمان. ثم هو درس من الأنبياء ومن النبي موسى أن الرسالة لا بد لها من صبر ومن تأني ومن اهتمام كبير ومن مشقة ومن عسر في توصيل الفكرة إلى البشر.وهو أسلوب يميز كل الحوار حوار الأنبياء مع أقوامهم ومنه حوار موسى مع فرعون وكذا حوار محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه.
-  إن استعمال المعجزة الآية في الحوار كان -كما قلنا- آخر ورقة لكننا نلاحظ بأنها جاءت بعد مشقة وتعب في أسلوب الحوار الدعوي حتى أن موسى عليه السلام مثلا يُتهم: وعليه رد كل تهمة بالمقارعة القوية. ثم إن هذا الحوار يأتي ليبدأ فصل آخر في الحوار هو حوار مابين من يملك الآية والمعجزة ومن لا يملك إلا الاتهام والرمي والقذف والشتم الشيء الذي يبدي بل وينكشف من خلاه الجانب المنكسر من فرعون لا سيما لما لجأ إلى استشارة الملأ.
-  أن الحوار من النبي موسى كان يريد الاستمرارية بينما كان يريد القطيعة من فرعون في مرحلة ما من مراحل الحوار.
-  المعجزة الآية في الحوار حولت الحوار من حوار بين موسى وفرعون إلى حوار بين فرعون وقومه الذين قالوا فاقض ما أنت قاض.وتوج الحوار من موسى عليه السلام بالنصر المبين 
-  أن الحوار لم يكن ينفع فرعون في شيء في آخر المشهد إذ راح يتوعد- رغم المعجزة ورغم الآية -  السحرة الذين آمنوا بموسى بـ لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل...بينما انتفع موسى بهذا الحوار لأنه أجنى منه إيمان "قوم موسى". 

             والله ولي التوفيق وإليه المآب.

- د.الأخضر شريط

قائمة المصادر والمراجع 
أولا: القرآن الكريم 
(راعينا في هذا الترتيب ورود مشاهد تفصيلية أكثر للحوار: حوار موسى -عليه السلام- مع فرعون.) 
(سورة طه، سورة الشعراء، سورة الأعراف، سورة القصص، سورة يونس، سورة البقرة ، سورة النازعات، سورة المائدة.)
-   سورة طه الآيات 23، 27،28،
-   سورة طه الآية 27. .28
-  سورة طه الآية47. 48
-  سورة طه الآية.50. 
-  سورة طه الآية.51 
- سورة طه الآية. 52.
-  سورة طه الآية. 53.
- سورة طه الآية. 55. 
-   سورة طه الآية61
-  سورة طه الآية. 70 
-   سورة طه الآية.71
-  سورة الشعراء.الآيات.15-16 
- سورة الشعراء الآية 28.
-  سورة البقرة الآية 258
-  سورة الشعراء، الآية29. 
-    سورة الشعراء الآية 30.
- سورة الشعراء الآية 31.
-   سورة القصص الآية 38
- سورة الشعراء الآية 33-.32 
-   سورة الشعراء الآية 35
- سورة الشعراء الآية 37-36 
-   سورة القصص، الآية 15
-   سورة القصص الآيات: 32.31.30.29 
-  سورة النازعات الآية 24. 
ثانيا التفاسير:
1- محمد علي الصابوني،( اختصار وتحقيق) تفسير ابن كثير، ، مجلد1،دار القرآن الكريم، الطبعة السابعة، 1981..
2- محمد جلال الدين القاسمي، تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل ، المجلد السابع، الطبعة الثانية  دار الفكر بيروت.1978.
3- جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي تفسير الجلالين بهامش القرآن الكريم.دار أبن كثير للطباعة والنشر، والتوزيع الطبعة الثانية 1990
4- سيد قطب، في ظلال القرآن ، الجزء الثامن،المجلد الثالث، دار الشروق القاهرة 1982
5-  سيد قطب، في ظلال القرآن ، الجزء السادس عشر،المجلد الرابع، دار الشروق القاهرة 19825
6- سيد قطب، في ظلال القرآن ، الجزء التاسع عشر ، المجلد الخامس، دار الشروق القاهرة 1982 
ثالثا المعاجم والموسوعات: 
1-  الراغب الإصفهاني معجم مفردات ألفاظ القرآن تحقيق نديم مرعشلي،- مادة حور- دار الكتاب العربي .1972
2- أحمد علي الإمام، القرآن الكريم وبحاشية مفاتح فهم القرآن دار مصحف إفريقيا الخرطوم السودان بدون تاريخ 
." Microsoft® Encarta® 2006 [CD]. Microsoft Corporation, 2005
 Larousse de la langue française, Librairie LAROUSSE Paris.
 مالك بن نبي، دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين دار الفكر دمشق 1982., 
 
 

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.