حجر أساس المجتمع
بقلم: تولين متين
الفرد في طبيعته البشرية مخلوق اجتماعي، فلا يستطيع أن يعيش معزولا بمنأى عن الآخرين؛ لهذا فهو يعتبر بذرة أساسية تدخل في تكوين المجتمع، حيث تتم تهيئته في وحدة متكاملة ومترابطة، تعد الثانية في الهرم التسلسلي المجتمعي، وهي الأسرة.
فما هي الأسرة؟ وما هي التحديات التي تواجه الأسرة في المجتمع؟
إن الأسرة ليست مكانا لإشباع غريزة الإنسان الطبيعية بالزواج وإنجاب الأطفال فقط، بل هي مؤسسة اجتماعية هامة تتأسس بعملية مدروسة ومخطط لها، وباتباع مسار محدد، وهي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع اجتماعيا، اقتصاديا، ونفسيا.
وذلك لا يتم إلا عن طريق إعداد الفرد، وتكوينه، وصقل شخصيته؛ ليكون أداة محركة للمجتمع بسلوكاته الصالحة.
ولكن الأسرة مثلها مثل جل المشاريع، تواجه تحديات كثيرة وصعبة، تجعل من دورها يتراجع؛ مما يؤدي إلى اختلال التوازن في المجتمع؛ وأهم ما قد تعيشه الأسر يتلخص فيما يلي:
- العجز عن الالتزام بالمسؤولية كاملة خلال تسيير شؤون الأسرة.
- عدم فهم الحقوق والواجبات خصوصا بين الأزواج؛ ليخلق مشاكل ونزاعات تؤثر سلبا على استقرارها.
- غياب الرؤية وعدم تحديد الأهداف، لينصدم أرباب الأسر بالواقع لحظة عيشه.
- عدم إعطاء الأولوية للقيم والأخلاق في مسألة تربية الأبناء.
- السماح لطوفان التطور التكنولوجي باجتياح محيط الأسرة؛ مما يدخل عليها أفكار شاذة تهز كيانها.
- تعرض الأسرة لأزمات صحية، ومشاكل، وظروف قاهرة، تضعفها وتشتتها.
كانت هذه بعض النقاط التي تم التركيز عليها، وفي ظلها أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الـ١٥ من أيار من كل عام، سيكون يوماً للاحتفال بالعائلة؛ لأنها تستحق أن يولي العالم لها اهتماما لما تقوم به من دور عظيم، وما تقدمه من خدمة كبيرة للمجتمع بتشكيل فرد مسخَّر لخدمته لا تخريبه. حيث تسلط الضوء على أهم الصعوبات التي تواجهها الأسرة، وتسعى لإيجاد الحلول لها، وذلك بالقيام بعدة فعاليات ونشاطات؛ لإذكاء الوعي بالمسائل المتعلقة بها.
في ختام موضوعنا، أدركنا أن العلاقة الأسرية هي أسمى العلاقات والروابط في المجتمع، وليعلم الفرد أنه عندما يشرع في تأسيس ملاذه الآمن وغطاءه الحامي، فهو بذلك يضع حجر أساس المجتمع، ويصبح واحدا من بُنَّائه الفعّالين، وبفضل جهوده يحدد الصفة التي يتخذها ليكون صالحاً أم فاسدًا.
ابحث
أضف تعليقاً